لماذا لن تقبل روسيا أبدا الإنذار الأمريكي الجديد؟

أخبار الصحافة

لماذا لن تقبل روسيا أبدا الإنذار الأمريكي الجديد؟
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/osfo

تحت العنوان أعلاه، كتب يفغيني كروتيكوف، في "فزغلياد" حول وقاحة واشنطن المقصودة في إنذارها موسكو، وأسبابها.

وجاء في المقال: صرح دونالد ترامب مرارا بأنه يود "التوافق مع روسيا"، أما عمليا، فها هي ولايته الرئاسية الأولى تتوج بتوجيه إنذار لموسكو بشأن الأسلحة الاستراتيجية.

اقترحت الولايات المتحدة، ممثلة بالمبعوث الخاص للرئيس مارشال بيلينغسلي، أن تبرم روسيا اتفاقية إطارية (مذكرة تفاهم) بين رئيسي الدولتين بحلول نوفمبر (أي قبل الانتخابات الرئاسية)، تضمن تعليق تطوير روسيا للأسلحة فرط الصوتية والصواريخ البالستية الثقيلة، وكذلك إشراك الصين في مفاوضات بشأن تمديد معاهدة ستارت. وفقط في هذه الحالة، توافق الولايات المتحدة على تمديد المعاهدة حول الإجراءات الإضافية لخفض الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والحد منها (ستارت).

أما إذا رفضت روسيا التوقيع بشكل عاجل على مثل هذه المذكرة، فستنسحب الولايات المتحدة من معاهدة ستارت. وسيعني ذلك بشكل أساسي استعادة الأسلحة التي تم فكها من الغواصات الأمريكية والقاذفات الاستراتيجية، وفقا للمعاهدة. فالرؤوس الحربية التي سبق إزالتها منها، سوف تعاد إلى الصواريخ العابرة للقارات. الولايات المتحدة، لم تدمرها، مثلما فعل الاتحاد السوفيتي في عهد غورباتشوف، إنما خزنتها بعناية.

ووفقا لتقديرات تقريبية، بنتيجة مثل هذا التلاعب البسيط، ستكون الولايات المتحدة قادرة على مضاعفة عدد الرؤوس الحربية على حاملات الطائرات الاستراتيجية، بسرعة، إلى ثلاثة آلاف رأس. وينتظر أن تقوم روسيا، ردا على ذلك، بدعم ترسانتها بحوالي 500 رأس حربي والوصول إلى ما مجموعه ألفين منها.

هذا هو، في الواقع، جوهر التهديد، أي لب الإنذار.

ولأشد ما يحتاج ترامب إلى نصر دبلوماسي كبير آخر قبل الانتخابات. الاتفاقات في الشرق الأوسط والبلقان جيدة، لكن القضية النووية أهم. ومن هنا جاء التسرع الجهنمي، الذي تم التعبير عنه بصراحة شديدة ولهجة غير لائقة في مقابلة السفير بيلينغسلي.

ولولا هذا التسرع، لتم النظر إلى هذا "الإنذار" في إطار المناقشات، بعيدا عن أعين المتطفلين، بوصفه أعلى مستوى ممكن من المطالب، وكان يمكن، بعد عام من ذلك، التوصل إلى حل وسط معقول. أما الآن، فيبدو أن واشنطن ببساطة لن تعتبر روسيا ندا في المفاوضات، وهي تتواقح وتفرض شروطًا مستحيلة عن عمد.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا