بوتين والسعودية ومنظومات الدفاع الجوي الروسية!

أخبار الصحافة

بوتين والسعودية ومنظومات الدفاع الجوي الروسية!
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/mf9l

وأخيرا صعد الدخان الأبيض من مدخنة لجنة الإصلاحات الدستورية السورية في أنقرة. وأزيلت آخر عقبة بطرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اسم آخر أعضاء اللجنة الميمونة..

 وليوضع الأمر حاليا بين يدي المبعوث الأممي غير بيدرسون، الذي سينقله بدوره إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف.
بيد أن بيدرسون، الذي يطمح لأن يذكره التاريخ كصانع سلام للسوريين، سيكون عليه، قبل الدعوة إلى اجتماعات اللجنة العتيدة، حفظ أسماء 150 عضوا فيها، لكي يتمكن مستقبلا من فض خلافاتهم وربما مشاداتهم المحتملة.
أما نحن السوريين فعلينا أن نكون أكثر تفاؤلا بعد تجاوز معضلة تشكيل هذه اللجنة، الذي استمر قرابة العام، وتخللته جولات السيد بيدرسون المكوكية في أرض الله الواسعة. ولذا يدرك الرجل صعوبة المرحلة المقبلة في البحث في آلية الحوار حول الدستور الجديد، وكيف ستنشب الخلافات حول كل فصل وجملة فيه أو حتى كل كلمة وحرف. وهكذا، إذا أطال الله بعمر السيد بيدرسون، فإن النور سيظهر ذات يوم في نهاية نفق حرب دمرت حتى القيم الإنسانية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي معرض تعليقه على إطلاق عمل اللجنة، أعرب عن أمله في حدوث ذلك بأسرع وقت، وحذر من التأثير الخارجي في أعمال اللجنة.
هذا في حين أن الرئيس أردوغان، المغرد دائما بشأن اللاجئين السوريين لديه، لم يغير نغمته في المساومة بأعدادهم، ورفع عددهم الآن إلى ثلاثة ملايين و600 ألف لاجئ. وإذا استمر الوضع على هذا المنوال فإننا سنسمع خلال قمة الرؤساء المقبلة أن نصف سكان سوريا أصبحوا يتسكعون في شوارع المدن التركية، وأن الرئيس أردوغان سيطالب حينئذ بنقل الجامع الأموي إلى أنقرة ليؤم الصلاة فيه بالسوريين.
الرئيس حسن روحاني كالمعتاد وبتناغم مع الرئيس بوتين أعرب عن معارضته وجود القوات الأجنبية في سوريا من دون موافقة حكومة دمشق الشرعية، متهما الأمريكيين بعدم إسهامهم في حل الأزمة، وبسعيهم لتقسيم سوريا، الأمر الذي ترفضه إيران وروسيا وتركيا.
صحافية روسية سألت الرئيس بوتين: هل ناقشتم غارات الطائرات المسيرة على منشأتي "أرامكو"؟ وهل ستساعد روسيا المملكة العربية السعودية على تجاوز تبعات هذه الغارات؟
لا أدري لماذا تكوَّن لدي انطباع بأن الموضوع الأساس، الذي نوقش خلال قمة أنقرة لم يكن الأزمة السورية، بل التوتر القائم في منطقة الخليج.
الرؤساء الثلاثة تحدثوا ولو بشكل متباين في تقييمهم لما حدث في المملكة. الرئيس حسن روحاني قال إن اليمن يتعرض للقصف يوميا ويقتل فيه الأبرياء. ولذلك يضطر الشعب اليمني إلى الرد. مؤكدا أنه عندما يعود الأمن إلى اليمن، سيكون إنتاج النفط في المنطقة في مأمن... أي يفهم من كلام الرئيس روحاني أن أسعار النفط ستبقى مرهونة بحل الأزمة في اليمن وربما بالطائرات المسيرة.
أما رجب طيب أردوغان فلم يفوت الفرصة للنيل من الرياض، مذكرا بمن بدأ بقصف اليمن.
غير أن فلاديمير بوتين لم يتوقع طرح هذا السؤال وحسب، بل أعد له، فاستشهد بآية من القرآن الكريم هي: "... وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا".
الرئيس الروسي أشار إلى آية أخرى من القرآن الكريم، "الذي يدعو إلى الدفاع عن النفس وعدم الاعتداء"، وهي: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ". ما يعني: كفاكم قتلا وقتالا من دون جدوى... ثم تابع الرئيس الروسي كلامه مازحا: "إن على القيادة السعودية إذا أرادت الدفاع عن نفسها أن تحذو حذو إيران وتشتري من روسيا منظومة صواريخ "إس-300"، أو "إس-400"، كما فعلت تركيا، فهذه الصواريخ تؤمن حماية البنى التحتية من أي غارة على أراضي المملكة".
كلام الرئيس بوتين قوبل بابتسامات عريضة من الحاضرين في المؤتمر الصحافي... الوحيد الذي بدت على وجهه الابتسامة أكثر من هؤلاء جميعا هو الرئيس الإيراني، حتى إنه سأل الرئيس بوتين مستفسرا: هل هي منظومات "إس-300" أم "إس-400". ليبتسم الرئيس بوتين، ويقول إن ذلك متروك لرغبة السعوديين.
لكن ما يبقى غامضا، هو هل ابتسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند سماع ما قاله الرئيس الروسي؟ أم إنه سارع لمهاتفة جلالة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز؟!
حسن نصر موسكو

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا