صحيفة "أخبار اليوم" المصرية تفجر قنبلة ذرية في روسيا، فهل تصل شظاياها إلى القاهرة؟

أخبار الصحافة

صحيفة
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/m9il

تتواصل حملة "الأخبار الزائفة" ضد روسيا، حتى أنها وصلت مؤخرا إلى جمهورية مصر العربية الصديقة.

نشرت صحيفة "أخبار اليوم" في موقعها على الإنترنت خبرا حول "الانفجار النووي" الذي حدث في روسيا مصحوبا بصورة لانفجار هائل، لا تمت بصلة للواقع، وتحديدا لتجربة الصاروخ، التي أجريت في ميدان للتجارب العسكرية بمدينة سيفيرودفينسك شمال روسيا، والتي كانت أساسا لهذه التلفيقات.

حدث ذلك بآلية "البلاغ الكاذب" عن لغم في طائرة أو مركز تجاري، الذي يهدف إلى بث الرعب في قلوب المواطنين، ليثبت فيما بعد أنه ليس سوى "بلاغ كاذب" من إرهابيي التليفون، لنشر الرعب على أوسع نطاق ممكن. أكد الخبر في "أخبار اليوم" على أن "مصر بعيدة تماما عن مسار الغبار الإشعاعي الناتج عن الانفجار النووي الذي حدث في مدينة سفرودفنسك (سيفيرودفينسك–RT) الروسية"، وكأن ذلك "الغبار الإشعاعي" من "الانفجار النووي" موجود بالفعل، وليس من بنات أفكار محرري الصحيفة.

وعلى الرغم من كوميدية إعادة ما هو واضح وجلي وعلمي ومنطقي، إلا أنه من الأجدر بنا أن نعيد الحقائق إلى الأذهان، ففي الإعادة إفادة، ودحض لكافة الإشاعات حول هذه القضية.

لا يصاحب الانفجار النووي إنطلاق لسحابة ذرية من الغبار فحسب، وإنما تصاحبه هالة ضوئية هائلة تشبه "عيش الغراب"، مع موجة من الهزات الأرضية لا تقل قوة عن الزلازل، تسجلها أجهزة قياس الزلازل في جميع الدول المحيطة، وترصدها المختبرات الجيولوجية في جميع أنحاء العالم. إنها، على سبيل المثال، نفس الآلية التي تتابع بها الولايات المتحدة الأمريكية التجارب النووية التي تجريها كوريا الشمالية. في حادث سيفيرودفينسك، لم يلاحظ أي من الـ 183 ألف مواطن، الذين يقطنون في المدينة، أي هالة ضوئية كـ "عيش الغراب"، ولم يشعروا بموجة من الهزات الأرضية، ولم ترصد أي من المختبرات حول العالم، أي هزة أرضية أو انبعاث ضوئي هائل في هذه المنطقة. لم يعد لدى روسيا أو أي دولة أخرى في العالم، في يومنا هذا، ومع تطور كافة وسائل التكنولوجيا والقياس والمعايرة، أي إمكانية أو فرصة للتعتيم على أي انفجار نووي، مهما كان صغيرا، حيث تلاحظ وترصد أي انفجارات من قبل هيئات ومختبرات دولية حول العالم لحظة حدوثها.

لقد أعلنت السلطات الروسية عن انفجار وقع أثناء تجربة محرك صاروخ، استخدمت فيه الأجهزة مواد إشعاعية، وهو ما يحتمل تسريبا للمواد الإشعاعية، سجلت بعدها 3 عدادات من أصل 8 ارتفاعا لمستوى الإشعاع تجاوز عشر أضعاف في ظرف ساعة، وكان اتساع نطاق الانفجار كافيا لكي تقيسه هذه العدادات. لكن مستوى الإشعاع وفقا لتلك العدادات عاد بعد ساعة واحدة من الانفجار إلى المستويات الطبيعية، يعني ذلك أن بعض سكان المدينة حصلوا على جرعة من الإشعاع تعادل الجرعة التي يحصلون عليها في 10 أيام في ظل الظروف العادية، هو أمر مزعج بكل تأكيد، ولكنه لا يمثل أدنى خطورة على صحة السكان. إنها حادثة صناعية علمية عادية أثناء إجراء اختبارات روتينية، تحمل تأثيرا طفيفا وغير خطير على البيئة المحيطة، ولم تتخذ أي إجراءات إستثنائية في مدينة سيفيرودفينسك، والحياة تسير هناك على نحو طبيعي.

للتقريب، فإذا كنا بصدد المقارنة بين انفجار نووي وانفجار لجهاز أشعة سينية في عيادة طبية، فنحن نتحدث هنا عن انفجار أقرب إلى انفجار جهاز الأشعة السينية منه إلى الانفجار النووي.

بالتأكيد لم تساعد الطبيعة السرية لتجارب وزارة الدفاع الروسية وشح المعلومات الصادرة عنها في وأد الشائعات في مهدها، إلا أنه من المؤكد أن ما نشر في "أخبار اليوم" ينافي الواقع جملة وتفصيلا، اللهم إلا في ما يتعلق بتصريح وكالة الطقس الروسية، وعدم تعرض مصر لأي ضرر.

تقول المزحة الروسية القديمة أن أحد سكان قرية في مجاهل سيبيريا وقف وسط الثلوج يضرب عامودا بكل ما أوتي من قوة مستخدما جذع شجرة، فسأله المارة: "ماذا تفعل؟"، أجاب: "أطرد التماسيح"، وحينما واجهه المارة بأنه لا توجد تماسيح في سيبيريا، أجاب بحنكة العارف: "ذلك لأنني طردتها جميعا".

شكرا لـ "أخبار اليوم" على المعلومة القيمة بأن "الغبار الذري من الانفجار النووي" الذي ابتكرته الجريدة لن يصل إلى مصر.

إلا أنه تتعين ملاحظة أنها ليست المرة الأولى التي تنشر فيها صحيفة "أخبار اليوم" معلومات مغلوطة، تخص الشأن الروسي، لكن الصحيفة في هذه المرة لا تضر العلاقات الروسية المصرية فحسب، وإنما تبث رعبا "نوويا" مخيفا ومزيفا في قلوب ملايين البسطاء من الشعب المصري الصديق، الذين يواجه حملة "الأخبار الزائفة" ضد روسيا.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا