وقال الجعفري في مقابلة مع وكالة "نوفوستي" الروسية إن هذه الفكرة مطروحة وإن الجانب العراقي يسعى إلى الانضمام إلى المجموعة الثلاثية لصالح العمل المشترك، مشيرا إلى أن بغداد تمارس الوساطة لأن تحقيق الاستقرار في سوريا سيؤثر أيضا على العراق. وذكر بأن تنظيم "داعش" الإرهابي قدم إلى العراق من سوريا.
وأشار الوزير العراقي إلى أن "بغداد تسعى إلى التعاون مع تركيا بشكل لا يضر بسيادتنا، لكنها تستخدم كل الطرق المشروعة لمطالبة أنقرة بسحب قواتها من الأراضي العراقية".
كما أكد الجعفري أن بغداد تأمل في مواصلة التعاون مع روسيا في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية، بل وزيادة هذا التعاون، مشيرا إلى أن الاستخبارات الروسية هي من أقوى استخبارات العالم، وأن موسكو قادرة على تقديم مساعدات كبيرة للعراق في هذا المجال.
من جهة أخرى، أشار وزير الخارجية العراقي إلى أن حكومة بلاده لا تستطيع منع الحشد الشعبي من المشاركة في القتال إلى جانب قوات الحكومة السورية ضد المسلحين، قائلا إن الدستور العراقي لا يسمح بالتدخل السياسي أو العسكري في شؤون دول أخرى، إلا أن القانون الأساسي للبلاد لا يحظر توجه مواطنين عراقيين إلى هذا البلد أو ذاك.
وأكد الجعفري أن تنظيم "داعش" الإرهابي يحارب بدعم كبير من حكومات وميزانياتها، وأن الجيش العراقي يأخذ ذلك في الاعتبار ويسعى إلى استنزاف قدرات العدو. ومع ذلك قال إن بغداد تنوي الحفاظ على العلاقات مع الدول الداعمة لـ"داعش"، معربا عن أمله في أن تتبنى هذه الدول موقفا معقولا وتتخلى عن صلاتها بالإرهابيين.
وبشأن عملية تحرير الموصل قال الوزير العراقي إن تنفيذ هذه العملية بخسائر أقل بين المدنيين يتطلب وقتا أطول، وإن استراتيجية الجيش العراقي تتمثل في محاولة الحيلولة دون سقوط مدنيين. وأضاف أن إرهابيي "داعش" يستغلون ذلك.
كما قال إن وجود احتياطيات كبيرة من الأسلحة الحديثة لدى الإرهابيين يؤثر أيضا على سير العملية.
وأضاف الجعفري أن الخسائر البشرية للجيش العراقي وعدد النازحين من المدينة أقل من التوقعات السابقة، مشيرا إلى أن عدد النازحين بلغ 120 ألفا بدلا من المليون.
وأكد الوزير العراقي إمكانية استخدام قوات الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل، إذا اقتضت الضرورة ذلك، مشيرا إلى أن الحشد الشعبي منظمة عراقية حظيت بدعم البرلمان وتمتلك الخبرة المطلوبة.
من جهة أخرى، أكد الجعفري أن كردستان العراق لا يحق له السيطرة على أراض بعد تحريرها من إرهابيي "داعش"، مضيفا أن وجود خلافات بين سكان المحافظات يجب أن يكون سببا للحوار واحترام السيادة، وليس ذريعة للاستيلاء على الأراضي. ودعا إلى تجنب إثارة التناقضات والمشاكل التي تهدد سيادة العراق.
وبشأن اغتيال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف قال وزير الخارجية العراقي إن هذا العمل بمثابة عدوان ليس فقط ضد روسيا، بل وضد جميع الدبلوماسيين في العالم، معربا عن تعازيه إلى روسيا، شعبا وحكومة، بشأن هذا الحادث المأساوي.
وأكد الجعفري أن الدبلوماسية تمثل بديلا للحروب، وأن الاعتداء على أي دبلوماسي يدفع نحو الحرب والحل العسكري.
المصدر: "نوفوستي"
ياسين المصري