تحالف روسي – تركي في سوريا ؟

أخبار العالم العربي

تحالف روسي – تركي في سوريا ؟
تحالف روسي – تركي في سوريا ؟
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/i69k

يمثل إعلان وزير الخارجية التركي استعداده شخصيا للاعتذار من أرملة قائد "سوخوي- 24" التي أسقطتها بلاده قبل عام؛ خطوة متقدمة على طريق التطبيع الكامل للعلاقات.

اذ لم تشف الجرح الروسي، رسالة رجب طيب اردوغان الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي تضمنت تعبيرا، حرص مدبج الرسالة على ان يكون اقرب الى الاسف منه الى الاعتذار.

وها هو الوزير مولود جاويش اوغلو يعلن لقناة روسية تلفزيونية انه مستعد شخصيا للاعتذار من ارملة الطيار، وان انقرة جاهزة لاعادة محاكمة المواطن التركي الذي قتل الطيار الاسير ومثل بجثته.

وقبل يوم من المقابلة المطولة، اجرى رئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي، الجنرال خلوصي أكار مع وفد عسكري وامني كبير مباحثات في موسكو، وسط تقارير تشير الى ان التنسيق بين روسيا وتركيا بلغ درجة عالية بما في ذلك حول سوريا .

وربما يبدو امرا عجيبا لغير المتبحر في زوابع السياسية ان انقرة التي قتلت الطيار الروسي، عمدا وليس عن طريق الخطأ، تجاوزت ما وصفه حينها الرئيس الروسي "طعنة في الظهر" واستانفت علاقات الشراكة مع موسكو في مختلف المجالات وصولا الى التنسيق العسكري في سوريا.

الخبراء لا يندهشون من سرعة التطبيع، بل يذهبون الى الاعتقاد بان الحادث المأساوي، جدد دماء العلاقة الروسية التركية من منطلق المصلحة المشتركة في البحث عن حل يجنب البلدين الخوض اكثر في الرمال المتحركة للازمة السورية .

وليس خافيا ان موسكو تغض البصر، عن الدور التركي العسكري في اجزاء من الاراضي السورية؛ مقابل الاعتراف الواضح ودون مواربة من انقرة بان ما كان "جبهة النصرة " وتغير الى " فتح الشام" تنظيم ارهابي، الامر الذي اعلنه جهارا اوغلو مشددا على استعداد بلاده للتنسيق التام مع الاجهزة الروسية في ملاحقة والقضاء على التنظيمات الارهابية "دون حدود".

ومع ان الوزير التركي كرر مقولات من قبيل "استحالة التوصل الى حل سياسي في سوريا بمشاركة الحكومة الحالية في دمشق"، الا ان انقرة لم تتوقف عن ارسال اشارات التقطتها موسكو، بان "مصير الاسد" لم يعد عائقا امام الانخراط في عمل سياسي وعسكري مشترك في سوريا.

يقول اوغلو "روسيا وتركيا شكلتا فرقا دبلوماسية وعسكرية واستخباراتية مشتركة لدراسة كافة المسائل السورية والإقليمية والعسكرية" .

ترى هل يتشكل تحالف روسي- تركي في المنطقة، في مواجهة الحلف الامريكي الذي بدا يفقد بريقه في انتظار اضواء الساكن الجديد للبيت الابيض؟!

من الصعب تخيل قيام احلاف في فترة زمنية قياسية، بيد انه ليس من المستبعد ان ينتهي العام بعمل سياسي وعسكري في سوريا يضع الرئيس الامريكي القادم امام واقع جيوسياسي ترسخ اوتاده الشراكة الروسية- التركية المتجددة .

فتركيا طلقت وهم الانضمام الى الاتحاد الاوربي، وادركت انها كاليتيم على مائدة حلف شمال الاطلسي، وان واشنطن تنظر في سرها الى نظام حزب العدالة والتنمية كانه "منبوذ" وان كانت تضطر في العلن للوك مفردة الشراكة من باب رفع العتب .

ويدرك قادة تركيا ان مصالح بلادهم التجارية والاقتصادية والعسكرية الكبيرة مع روسيا وليست مع الغرب والولايات المتحدة. فقد ذاقت مئات الشركات والمصالح التركية لوعة "الفراق" مع الشريك الروسي لثمانية اشهر؛ خسرت خلالها المليارات .

وعلى نفس المنوال يجد الكرملين في تركيا شريكا لن يتورط مجددا في اخطاء سببها اوهام بالقوة لا تاخذ بنظر الاعتبار حقائق التاريخ والجغرافيا وبداية تشكل عالم متعدد الاقطاب، يتعين على ساكن البيت الابيض الجديد التعامل معه سواء بنعومة الانثى ام بعنفوان الرجل!

سلام مسافر

 

 

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا