الكرملين يحذر من التلاعب بالوقائع حول كارثة الماليزية بأوكرانيا
دعا الكرملين فريق التحقيق الدولي الخاص بتقصي الحقائق حول كارثة رحلة الطائرة الماليزية MH17 في جنوب شرق أوكرانيا، إلى أخذ البيانات الروسية بعين الاعتبار، وحذر من التلاعب بالوقائع.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي يوم الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول: "للأسف الشديد يحيط بهذه القصة عدد كبير من التلاعبات بالمعطيات غير المهينة، بالتزامن مع إخفاء البيانات وتهرب بعض الدول من تقديم كميات كبيرة من المعطيات وبيانات الرادارات".
وشدد على أنه سبق للجانب الروسي أن قدم لفريق التحقيق كافة المعطيات المتوفرة لديه.
واستدرك قائلا: "للأسف الشديد إننا نلاحظ أن بعض الدول لم تقدم بيانات الرادار حتى الآن". وتابع أنه لا يجوز استخلاص الاستنتاجات دون أخذ المعلومات الأخيرة التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية بعين الاعتبار. وذكر بأن هذه البيانات تمثل أدلة دامغة تثبت أن الصاروخ الذي أسقط الطائرة، أطلق من منطقة مختلفة عما حدده المحققون الهولنديون في تقريرهم.
فريق التحقيق الهولندي يتهم قوات الدفاع الشعبي في دونيتسك
وقدم فريق التحقيق الهولندي يوم الأربعاء نتائج تحقيقه في كارثة الطائرة الماليزية في جنوب شرق أوكرانيا يوم 17 يوليو/تموز عام 2014، إذ استنتج خبراء التحقيق أن الطائرة أسقطت بواسطة صاروخ اطلق من منظومة "بوك" ومن منطقة كانت خاضعة لسيطرة القوات المعارضة للحكومة الأوكرانية، التي كانت تخوض معارك ضد الجيش الأوكراني في أراضي مقاطعة دونيتسك.
وذكر ويلبرت بوليسين، مدير قسم التحقيقات الجنائية الوطنية للشرطة الهولندية خلال مؤتمر صحفي، أن معطيات وتقييمات قدمتها الولايات المتحدة تدل على أن إطلاق الصاروخ تم من مزرعة جنوبي مدينة سنيجنويه التي كانت يوم وقوع الكارثة تحت سيطرة القوات التابعة لجمهورية دونيتسك الشعبية المعارضة لـ كييف.
واعتبر المحققون أن منظومة "بوك" التي استخدمت لإسقاط الطائرة، وصلت إلى هذه المنطقة من أراضي روسيا، ومن ثم عادت إليها. ومن اللافت أن فريق التحقيق اعتمد في استنتاجه هذا، على معلومات من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
المحققون الهولنديون لم يدرسوا المعطيات الروسية بعد
قال المدعي العام الهولندي، فريد ويستربيك، إن فريق التحقيق الهولندي لم يتمكن بعد من دراسة المعطيات التي قدمتها شركة "ألماز -أنتي" الروسية المنتجة لمنظومات الدفاع الجوي، بما في ذلك منظومة "بوك". لكنه شدد على أن المعطيات الأخرى تدل على كون الفرضية التي اعتمدها فريق التحقيق، صحيحة.
ودعا ويستربيك إلى عدم التسرع في توجيه الاتهامات إلى روسيا.
وتابع أن فريق التحقيق حدد نحو 100 شخص يعتقد أنهم على صلة بكارثة الطائرة الماليزية أو بعملية نقل منظومة "بوك"، لكنه قال إن المحققين لا يعتبرون هؤلاء مشتبه بهم "تلقائيا"، ومن السابق لأوانه الحديث عن جنسيتهم أو تورط محتمل لروسيا. ودعا إلى تكوين صورة متكاملة لملابسات المأساة، أولا، مؤكدا أن من غير الواضح حتى الآن، من أمر بنقل منظومة "بوك" إلى أوكرانيا وكيف تم اتخاذ القرار بإسقاط الطائرة.
وأسفر تحطم الطائرة الماليزية التي كانت تنفذ رحلة من أمستردام إلى كوالالمبور، عن مقتل 298 شخصا كانوا على متنها، معظمهم مواطنون هولنديون. وينفي كل من طرفي النزاع المسلح في جنوب شرق أوكرانيا ضلوعه في الكارثة، محملا كل منهما الطرف الآخر المسؤولية عن وقوعها. ويجري تحقيق دولي في هذه القضية بمشاركة 12 بلدا، هي هولندا، وأستراليا، وأوكرانيا، وبلجيكا، وماليزيا، وبريطانيا، وألمانيا، والفلبين، وكندا، ونيوزيلندا، وإندونيسيا، والولايات المتحدة.
المصدر: وكالات