المعارضة السورية تصعّب الانفصال عن "النصرة" وترفض رعاية موسكو
استمرارا للموقف المعرقل لإحياء مفاوضات السلام، أعلن الائتلاف السوري المعارض و"الجيش السوري الحر" رفضهما لاعتبار روسيا طرفا راعيا للعملية التفاوضية حول الأزمة السورية.
وفي وقت أكدت فيه دمشق، على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، استعدادها لاستئناف الحوار برعاية أممية مع المعارضة من أجل تحقيق حل سلمي للأزمة السورية لكن من دون أي شروط مسبقة، أصدر الائتلاف المعارض و"الجيش السوري الحر" لأحد، 25 سبتمبر/أيلول، بيانا أكدا فيه رفضهما لخوض المفاوضات.
واعتبر الطرفان أن "العملية التفاوضية وفق الأسس الراهنة لم تعد مجدية ولا معنى لها، في ظل القصف والقتل والتدمير الذي ينبغي أن يتوقف بشكل فوري وكامل، وذلك وفقا للقرارات الدولية"، مشددين على "عدم قبول الطرف الروسي كراع للعملية التفاوضية".
وكانت المفاوضات الماراثونية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، التي أجريت بجنيف في 9 سبتمبر/أيلول، توجت باتفاق شامل بين موسكو وواشنطن، يضم 5 وثائق ويهدف إلى وقف الأعمال القتالية في سوريا ووضع أسس لاستئناف العملية السياسية في البلاد، فيما تعهدت الولايات المتحدة بالضغط على مجموعات المعارضة السورية "المعتدلة" لضمان انفصال عناصرها عن مسلحي تنظيم "جبهة فتح الشام" (وهو تنظيم "جبهة النصرة" سابقا) المصنف إرهابيا على المستوى الدولي.
وفرضت في سوريا، وفقا للخطة الروسية الأمريكية، هدنة دخلت حيز التنفيذ، الساعة 19.00 مساء 12 سبتمبر/أيلول، ليستمر نظام وقف الأعمال القتالية مدة 7 أيام فقط من دون الإعلان عن تمديده لاحقا.
وفورا، بعد انطلاق سريان الهدنة أكدت أكبر الفصائل المسلحة بسوريا، في بيان مشترك، رفضها لنظام وقف الأعمال القتالية، وجاء فيه أن الانضمام لها يهدد "مستقبل الثورة" وقد يسفر عن "خسارة نقاط ومواقع استراتيجية لصالح" قوات الحكومة.
وانتقدت المعارضة المسلحة نظام وقف الأعمال القتالية بسبب عدم شموله لتنظيم "جبهة النصرة"، واصفة هذا الأمر بـ"ازدواجية مريبة ومرفوضة للمعايير"، مضيفة: "نرفض استهداف جبهة فتح الشام (جبهة النصرة) أو أي فصيل آخر يحارب النظام".
وأكدت وزارة الدفاع الروسية لاحقا أن نظام وقف إطلاق النار لم يلتزم به إلا الجيش السوري، وكانت هناك انتهاكات عديدة من قبل المسلحين، حيث أكد لافروف، في مؤتمر صحفي عقد بنيويورك في 23 سبتمبر/أيلول، أن عناصر الفصائل المعارضة أطلقوا النار على مواقع القوات الحكومية حوالي 350 مرة خلال فترة عمل الهدنة.
كما أعلنت قيادة الجيش السوري أن القوات السورية بذلت "جهودا حثيثة" لتطبيق الهدنة، وأبدت "أعلى درجات ضبط النفس".
وفي سياق قضية الفصل بين تشكيلات ما تسميه واشنطن بـ"المعارضة المعتدلة" والإرهابيين، اعترفت الولايات المتحدة بضرورة ضمان هذه العملية، لكن التطورات اللاحقة في الميدان السوري أظهرت بوضوح عجز الجانب الأمريكي عن إنجاز هذه المهمة أو عدم رغبتها في ذلك.
وتعليقا على هذا الأمر، قال وزير الخارجية الروسي في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 23 سبتمبر/أيلول: "إن رفض القيام بذلك أو العجز عنه في الظروف الحالية يعززان الشبهات حول إرادة (بعض الأطراف) إنقاذ تنظيم جبهة النصرة".
رياض حجاب: الانفصال عن "جبهة فتح الشام" أمر معقد
الشبهات التي أشار إليها لافروف، كرسها المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، رياض حجاب، الذي قال أمس السبت، 24 سبتمبر/أيلول، إن انفصال عناصر المجموعات المعارضة المسلحة عن "جبهة فتح الشام" أمر معقد.
واعتبر حجاب أن أي استراتيجية لإبرام اتفاقات جزئية لوقف إطلاق النار في سوريا لم تعد مجدية، داعيا واشنطن إلى وضع خطة "ب".
وأشار حجاب، في مؤتمر صحفي، إلى أنه يعرف إنه لا توجد خطة بديلة، مضيفا: "لهذا نطالب الولايات المتحدة بعمل شيء لإيجاد مثل هذه الخطة".
وأعلن حجاب، أن المعارضة ستعقد "اجتماعا خلال أيام للنظر في مستقبل المشاركة في العملية السياسية"، مضيفا: "نطالب الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات عسكرية وسياسية ودبلوماسية لحماية الشعب السوري".
المصدر: وكالات