موسكو تدعو واشنطن لتطبيق بنود اتفاق الهدنة في سوريا
لا يزال المسؤولون الروس يخاطبون نظراءهم الأمريكيين وعلى مختلف المستويات من أجل دعم اتفاق الهدنة في سوريا، الذي تم التوصل إليه بين الطرفين، من خلال الضغط على الجماعات المسلحة.
وتطالب موسكو واشنطن بتنفيذ بنود اتفاق الهدنة في سوريا والضغط على المعارضة الموالية لها لوقف الأعمال القتالية، سيما في حلب.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى نشر تفاصيل الاتفاق والحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي عليه، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي جون كيري الجمعة 16 سبتمبر/أيلول.
وذكرت الخارجية الروسية أن الحديث الهاتفي بين الوزيرين جرى بمبادرة من الجانب الأمريكي وتركز الاهتمام فيه على سير تنفيذ الاتفاقات الروسية – الأمريكية حول سوريا التي تم التوصل إليها يوم 9 سبتمبر/ أيلول، وخاصة مكافحة الإرهاب بشكل مشترك وإطلاق العملية السلمية وتحسين الوضع الإنساني.
وركز كيري كلامه على ضرورة الضمان العاجل لوصول المساعدات الإنسانية إلى حلب، وردا على توضيح لافروف وشرحه للوضع الحقيقي في هذا المجال وعد الوزير الأمريكي بأن يدفع قدما عملية حل مشكلات التنظيم الصحيح للقوافل الإنسانية وفقا لقواعد الأمم المتحدة، وبأن يبت في تهديدات الجماعات المسلحة غير المشروعة في منطقة حلب التي تمنع وصول المساعدات إلى الجزء الشرقي من المدينة.
وأعرب الوزيران بشكل عام عن الرضا حول مراعاة نظام وقف الأعمال العدائية مع الدعوة لمنحه الطابع الدائم.
وفي الوقت نفسه لفت لافروف الانتباه إلى انتهاك نظام وقف إطلاق النار من قبل الجماعات المسلحة غير المشروعة، وحث واشنطن على الوفاء بسرعة بوعدها بفصل المعارضة المعتدلة عن تنظيم "جبهة النصرة" وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي لا يشملها نظام الهدنة.
وأشار لافروف إلى أن قائمة التنظيمات التي وقعت على الاتفاق مع الولايات المتحدة حول مراعاة وقف النار، التي استلمها الجانب الأمريكي تضم مجموعة كاملة من الفصائل الإرهابية، التي تتعاون علنا وبشكل مفضوح مع "جبهة النصرة".
واتفق الطرفان على مواصلة الاتصالات حول مجمل الجوانب المذكورة للتسوية السورية.
وكان الكرملين أعلن في وقت سابق الجمعة أن موسكو تستخدم نفوذها في سوريا من أجل دعم تنفيذ نظام الهدنة هناك، مشيرا إلى أن "العملية تتطور" عموما.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين،: "لا نعتقد أنه يمكن النظر إلى اعتراضات من جانب واحد، ونعلم أن هناك اعتراضات متبادلة، ولذلك يواصل الجانب الروسي بالطبع استخدام نفوذه لتأمين تنفيذ الاتفاق حول وقف إطلاق النار"، مؤكدا أن موسكو تأمل في أن تحذو واشنطن حذو روسيا في هذا المجال.
وأدلى بيسكوف بهذا التصريح تعليقا على سؤال حول مدى استعداد روسيا للتأثير في القيادة السورية التي لم تنفذ التزاماتها بشكل كامل حول سحب قواتها من مواقعها في منطقة حلب، قائلا: "عموما يمكن التأكيد أن العملية تتطور حاليا وإن كان هناك بعض الانتهاكات".
من جهته أعلن النائب الأول لرئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، فيكتور بوزنيخير، أن موسكو مستعدة لتمديد الهدنة في سوريا 72 ساعة أخرى.
وقال بوزنيخير إن "الجانب الروسي، رغم الانتهاكات الكثيرة لنظام وقف العمليات القتالية، وعدم وجود تقدم في عمل الجانب الأميركي على الفصل بين المعارضة المعتدلة و"جبهة النصرة" يعمل كل ما في وسعه من أجل تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف".
وأشار إلى أن عدد انتهاكات نظام وقف العمليات القتالية منذ بدء سريان الاتفاق الروسي الأميركي في 9 سبتمبر/ايلول، ارتفع إلى 114 انتهاكا، مضيفا: " لسوء الحظ، مضطرون أن نؤكد أنه لم تحدث تغيرات نحو الأفضل في الالتزام بوقف الأعمال القتالية. ويستمر ارتفاع عدد الانتهاكات التي ترتكبها جماعات المعارضة".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت أن القوات الحكومية السورية هي الطرف الوحيد الملتزم بوقف إطلاق النار رغم محاولات واشنطن أن تظهر للعالم قدرتها على التحكم بـ"معارضيها" في سوريا.
وفي تعليقه بهذا الصدد، أشار الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إلى أنه "ورغم دخول الاتفاقات الروسية الأمريكية لوقف إطلاق النار في سوريا يومها الرابع، تبقى مسألة قدرة ما يسمى بـ"المعارضة المعتدلة" على تنفيذه، مفتوحة".
وأضاف: "الفشل حليف جميع المحاولات التي يبذلها شركاؤنا الأمريكيون لإظهار ولو أدنى درجات السيطرة على "معارضيهم". ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، اتفاق ثنائي، فلا يطبقه سوى طرف واحد".
وتابع: الجيش السوري هو الطرف الوحيد في حلب المستعد للتفاوض، ويتقيد بوقف إطلاق النار، ويعكف على سحب قواته لإتاحة وصول قوافل المساعدات الإنسانية الأممية إلى محتاجيها.
ولفت النظر إلى الصمت الأمريكي على ممارسات "المعارضين الخاضعين لسيطرتها" في محيط الكاستيلو، معيدا إلى الأذهان البث المباشر على مدار اليوم من المنطقة، والذي نظمته وزارة الدفاع الروسية اعتبارا من الخميس 15 سبتمبر/أيلول الجاري باستخدام الكاميرات المنصوبة على الأرض والطائرات بلا طيار التي تحلق في أجواء منطقة وقف إطلاق النار.
وتابع: "تواصل ثلاث طائرات أمريكية بلا طيار التحليق على مدار الساعة في أجواء المنطقة المذكورة، فيما يستحوذ الخجل على شركائنا في واشنطن لليوم الرابع على التوالي، ويتسترون على الممارسات الحقيقية التي تصدر عن "معارضيهم" في محيط الكاستيلو، كما يلعبون دور المراقب النائي عمّا يحدث".
المصدر: وكالات