موسكو تستعد للرد: تقرير خبراء هولندا حول إسقاط "الماليزية" فوق أوكرانيا خلط الحابل بالنابل
تحضر موسكو تقريرا يفند اتهامات هولندية تلمح إلى تورط روسيا في حادث إسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق أوكرانيا صيف 2014.
وذكرت صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية التي قالت إنها حصلت على نسخة من التقرير أن الأخير يستند إلى استنتاجات خلص إليها خبراء مؤسسة "الماز آنتي" الروسية لتصميم وإنتاج منظومات الدفاع الجوي، وشددت على أنه يدحض اتهامات واهية قد تسندها النيابة العامة الهولندية إلى جهات روسية بالوقوف وراء إسقاط طائرة الركاب المذكورة بحجة أنها أصيبت بصاروخ روسي الصنع.
وأشارت "نوفايا غازيتا" إلى أن التقرير الروسي، يشكك بمصداقية الكثير من التصريحات والاستنتاجات التي خلص إليها خبراء فريق Bellingcat الذي ضم مجموعة من الخبراء والصحفيين للوقوف على ملابسات حادث الطائرة الماليزية، وإطلاع الرأي العام عليها.
وجاء في التقرير أن "خبراء Bellingcat تصدروا الجميع في مثل هذه التصريحات والبيانات وكرسوا في ما خلص إليه تحقيقهم فصلين خاصين لمؤسسة "ألماز آنتي"، حيث عنونوا أولهما بـ"فرضية تورط "ألماز آنتي"، والثاني بـ"معلومات مضللة حول مكان إطلاق الصاروخ" الذي أصاب طائرة الركاب الماليزية.
ويأتي تقرير النيابة العامة الهولندية الذي سيصدر في الـ28 من الشهر الجاري، وما خلص إليه فريق Bellingcat، في أعقاب معلومات تناقلتها وسائل الإعلام تجزم بأن الطائرة لم تسقط بصاروخ "بوك" السوفيتي المتوفر لدى روسيا وأوكرانيا وغيرها من الدول، وإنما استهدفت بصاروخ "بوك" روسي من الجيل الجديد" لا تمتلك أوكرانيا مثله.
وورد في التقرير الروسي المنتظر، والذي سيفند مزاعم النيابة العامة الهولندية وتقرير Bellingcat حسب صحيفة "نوفايا غازيتا": "لقد تم، وكما جرت العادة، خلط جميع الأوراق في كومة واحدة، إذ أخفق الجانب الهولندي وفريق الصحفيين والخبراء في التمييز ما بين صواريخ "بوك" على مختلف أنواعها، بدءا من الصواريخ الأولى التي جرى تصنيعها في ستينيات القرن الماضي وسائر أجيال الصواريخ من هذا النوع، وصولا إلى أحدث صاروخ روسي يعود لهذه المنظومة".
"لا يمكن وحتى للخبير، التمييز ما بين الصواريخ المذكورة بالاعتماد على صور فوتوغرافية ملتقطة لها. كما لا يمكن تمييز الصاروخ المذكور عن غيره إلا بقراءة المعايير المدونة عليه من الخارج، إذ يستحيل ملاحظة الفروقات بين صاروخ وآخر، نظرا لأن الصواريخ من هذا النوع تختلف عن بعضها بحشوتها ومكوناتها الداخلية، فيما هي متطابقة تماما من حيث شكلها".
كما جاء في التقرير الروسي حسب "نوفايا غازيتا"، أن Bellingcat لم يطلع الرأي العام على ما خلصت إليه مؤسسة "ألماز أنتي" الروسية لتصميم وإنتاج منظومات الدفاع الجوي، والتي أجرت اختبارين عمليين تمثلا في محاكاة إصابة طائرة الركاب الماليزية بصاروخ "بوك"، وسقوطها.
واعتبر أصحاب التقرير الروسي، أنه "واستنادا إلى تأكيدات الجانب الآخر، سوف يتسنى استخلاص نتيجة بسيطة مفادها أنه إذا كانت طائرة الركاب الماليزية قد سقطت بسبب إصابتها بصاروخ روسي المنشأ، فإن هذا سيعني أن روسيا هي التي تقف وراء هذا الحادث"، وأن الجانب الآخر "عكف في بياناته على اجتزاء الكلمات والعبارات من أحاديث وتصريحات لخبراء "ألماز آنتي" لتحريف فحواها بعد اقتطاعها من نصوصها.
وفضلا عن ذلك، يرى التقرير الروسي، أن " Bellingcat وبعد أن خلط ما بين واقعتين مختلفتين تماما، يتهم بشكل أو بآخر المدير العام لمؤسسة "الماز آنتي" وخبراءها بـ"الكذب"، وأن Bellingcat يتعمد تضليل القارئ والرأي العام، مستغلا إلمام العامة الضحل بالتفاصيل التقنية والفنية للصواريخ.
تجدر الإشارة إلى أن النيابة العامة الهولندية سوف تنشر في الـ28 من هذا الشهر الجزء الثاني من تقريرها حول حادث تحطم طائرة الركاب الماليزية جنوب شرق أوكرانيا صيف 2014.
هذا، وتحطمت طائرة ركاب ماليزية من نوع "بوينغ 777" في الـ17 من يوليو/تموز 2014 في مقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا وهي في طريقها من أمستردام إلى كوالالمبور، مما أدى إلى مقتل 283 شخصا كانوا على متنها معظمهم من الهولنديين بمن فيهم أفراد طاقمها الـ15.
وفور انطلاق التحقيق في الحادث، ركز الخبراء على رواية إصابة الطائرة بصاروخ "أرض جو"، نظرا لعبورها أجواء جنوب شرق أوكرانيا تزامنا مع القتال الذي كان دائرا هناك بين قوات كييف وفصائل الدفاع الشعبي في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلنتا استقلالهما من جانب واحد عن أوكرانيا.
وتبادلت السلطات الأوكرانية وقوات الدفاع الشعبي في دونيتسك ولوغانسك الاتهامات باستهداف الطائرة، فيما سارعت بعض العواصم وفي مقدمتها كييف إلى اتهام روسيا صراحة بالوقوف وراء هذه الكارثة.
موسكو، ومنذ اللحظات الأولى لحادث الطائرة المذكورة، أعربت عن استعدادها التام لخوض التحقيق فيه، وتعهدت بتقديم جميع الخبرات والإمكانات بما يخدم التحقيق ويكشف عن الجهة المتورطة فعلا في كارثة الطائرة الماليزية ومقتل ركابها.
المصدر: "نوفايا غازيتا" وRT