لماذا تشن واشنطن غاراتها على سرت الليبية الآن؟

أخبار العالم العربي

لماذا تشن واشنطن غاراتها على سرت الليبية الآن؟
المقاتلة F-35A
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/hwfz

في الأول من أغسطس/آب 2016، شنت الولايات المتحدة الأمريكية غارات جوية على أهداف تابعة لـ "داعش" في معقله في مدينة سرت الليبية.

وكان هذا تطوراً كبيراً في الفترة التي تزداد فيها حمى الانتخابات الأمريكية. ويعدُّ أمراً معقداً وفق عدد من الصحف والمواقع الأمريكية، التي أجمعت على أن تلك الغارات الجوية ليست بالجديدة.

ففي تحليل لها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن تلك الضربات الجوية، الموجهة ضد أهداف داعشية، تتفق مع النهج الأمريكي الشامل لتعزيز قوة القوى المحلية ضد القوى الجهادية، وإن هذه الغارات تمثل خطوة إضافية من قبل الولايات المتحدة تتجاوز توفير المعلومات الاستخبارية والمشورة التكتيكية لـ"حكومة الوفاق الوطني" في سرت، وتتعداه إلى القيام بغارات على مواقع محددة لمنع هذا التنظيم من السيطرة على منابع النفط الليبي.

وهنا يكمن السبب الحقيقي في تلك الغارات. إذ تتمتع سرت، مسقط رأس القذافي، بأهمية استراتيجية لوقوعها على رأس الهلال النفطي في ليبيا. ففي تلك المنطقة توجد معظم مصانع البتروكيماويات في ليبيا. وبناء عليه، فإن تحرير ليبيا من تنظيم "داعش" سيساعد الليبيين في الخروج من الأزمة المالية الخانقة التي يعانونها الآن، وذلك بتصدير وضخ المزيد من النفط ومشتقاته.

كما انتقدت الصحيفة محدودية الأهداف التي قصفتها القوات الأمريكية في ليبيا في الوقت الذي تشن فيه واشنطن وتحالفها الدولي الستيني غارات على "داعش" في سوريا والعراق منذ نحو سنتين على عدة أهداف. وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر كوك أن الهدف من تلك الضربات هو دعم "الشركاء المحليين المقتدرين وذوي الهمم". وأضاف كوك أن تلك الضربات تتم بشكل عام بالتنسيق مع الحكومة الليبية، وأن ما تقوم به الولايات المتحدة يشبه تماماً ما تقوم به ضد الجماعات الإرهابية الأخرى مثل "جماعة الشباب" في الصومال. وتوقعت الصحيفة كذلك أن تستمر العمليات في المقبل من الأيام مع تأكيدها أن الطائرات الأمريكية تحلق منذ أكثر من عام بشكل دوري في الأجواء الليبية لمراقبة الوضع هناك.

من جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذه الغارات تشكل "تصعيداً من الجانب الأمريكي ضد هذا التنظيم، الذي تحاربه واشنطن أيضا في كل من سوريا والعراق؛ لكن تأثير تلك الضربات الجوية غير مؤكد". وأضافت الصحيفة أن إعادة الاستقرار الى ليبيا تستدعي مساندة ودعما من المجتمع الدولي للشرعية في ليبيا للمزيد من الحوار لبناء الدولة ونزع السلاح من أيدي المليشيات التي تعد اليوم خارجة عن القانون. وقالت الصحيفة إن "ما تقوم به الولايات المتحدة الآن يستند الى ذلك التفويض الذي منحته الإدارة الأمريكية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 الى الجيش الأمريكي في القيام بعمليات عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية أينما وجدت".

وعلقت صحيفة "وول ستريت جورنال" قائلة: "إن حملة سرت من شأنها فتح صفحة جديدة في حرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد "داعش" ومخططاته في إقامة إمارة في شمال إفريقيا ضمن منظومة الخلافة التي أعلنها قبل أعوام". وأشارت الصحيفة إلى أن غارات واشنطن على سرت تأتي ضمن الجهود المبذولة لاستعادة السيطرة على تلك المنطقة، التي سقطت في أيدي مسلحي التنظيم في بداية عام 2015. إذ سعى أنصار هذا التنظيم لإنشاء إمارة إسلامية لهم في سرت تكون نواة لبقية المدن والمناطق في الشمال الإفريقي.

أما صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية، فقالت إن أوباما أعطى الأوامر للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا بتنفيذ تلك الضربات الجوية والقيام بعمليات استخبارية وجمع معلومات بالتعاون مع الشركاء هناك. وأردفت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي لم يعط أي موافقة على التدخل البري الأمريكي في ليبيا، بل وافق على التدخل الجوي فقط. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض أن تلك العمليات ستقتصر على منطقة سرت وضواحيها، ولن تمتد لتشمل مناطق أخرى.

من ناحية ثانية، قال موقع "بوليتيكو" الأمريكي إن الغارات التي قامت بها الولايات المتحدة بمروحيات وطائرات من دون طيار على سرت، المعقل الرئيس لتنظيم "داعش"، تشكل نقطة تحول في الحرب على الإرهاب. 

شهاب المكاحلة

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا