ألمانيا تدرب لاجئين سوريين للمساهمة في "إعادة إعمار بلادهم"
أعلنت الحكومة الألمانية، على لسان وزيرة دفاعها أورسولا فون دير لاين، أن جيش بلادها سيساهم في تدريب أكثر من مئة لاجئ سوري للعمل في المجالات المدنية.
وذلك في إطار مشروع تجريبي من أجل أن يكون لهم دور فعال في إعادة إعمار سوريا بعد عودتهم إليها مستقبلاً. وقالت الوزيرة الألمانية لصحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ»، الأحد (24 تموز/ يوليو)، إن البرنامج التجريبي يهدف إلى تدريب اللاجئين في مجالات متنوعة، مثل: التكنولوجيا والطب والشؤون اللوجستية. مضيفة أن "الفكرة تتمثل في أنهم سيعودون إلى سوريا ذات يوم، وأنهم سيساعدون في إعادة إعمار" بلدهم الذي دُمِّر.
وأوضحت فون دير لاين أن اللاجئين السوريين يمكنهم أداء مهمات مدنية في الجيش الألماني، غير أنهم لا يستطيعون أن يصبحوا جنودا فيه.
وختمت الوزيرة حديثها للصحيفة الألمانية، قائلة إن "من الممكن أن تدرب بلادها قوات الأمن السورية حين تصبح هناك "حكومة سورية مسؤولة"، بحسب تعبيرها.
وفي هذا الصدد، ترى لينا كنامة، المرشدة الاجتماعية في مركز "لقاء واستشارة النساء العربيات" في برلين، والمقيمة في ألمانيا منذ 26 عاما، أن الحكومة الألمانية تسعى بهذا البرنامج لترسيخ فكرة أن ألمانيا لا تتدخل مباشرة في الحروب، بل تعمل خلال الحروب وفي فترة ما بعد الحروب على أداء مهمات إسعاف ومهمات مدنية. فمثلاً: شاركت ألمانيا في أفغانستان في حماية المدنيين ومحاربة تجارة المخدرات من خلف الستار. والأهم بالنسبة إلى حكومة برلين هو ألاَّ تتلطخ أيديها بالدماء، بحسب كنامة.
هذا، ويأتي هذا المشروع في وقت تعاني فيه ألمانيا موجةَ عنف غير مسبوقة يقف خلفها لاجئون من دول مختلفة. فبعد هجوم اللاجئ الأفغاني المراهق الأسبوع الماضي بفأس وسكين على أشخاص داخل محطة قطار في مقاطعة بافاريا، قام لاجئ من سوريا يوم أمس بقتل امرأة حامل وجرح شخصين آخرين بالمنجل في بلدة رويتلينغن قرب شتوتغارت.
وليلة أمس (24/07/2016)، فجر لاجئ سوري آخر مطعما في وسط مدينة أنسباخ بجنوب البلاد، مخلفا حالة من الهلع في المدنية.
وقال وزير الداخلية الإقليمي يؤاخيم هيرمان: "للأسف يتعلق الأمر باعتداء جديد"، أصاب 12 شخصاً بجروح، في وقت قُتل فيه المنفذ خلال ارتكابه الاعتداء. ولم يستبعد الوزير الألماني أن يكون التفجير هجوما إرهابيا.
وفي أعقاب هذه الاعتداءات، طالب الوزير هيرمان صباح اليوم (25 يوليو/ تموز)، باتخاذ "إجراءات صارمة" بحق اللاجئين الذين يشكلون "تهديدا أمنيا" للبلاد.
وأوضح هيرمان لوكالة الأنباء الألمانية (DPA): "علينا أن نعرف أنه إلى جانب عدد كبير من اللاجئين الذين واجهوا أقدارا صعبة، هناك آخرون دخلوا إلى ألمانيا أو ينوون القدوم إليها، وهم يشكلون تهديدا حقيقيا لأمن بلادنا".
كيفورك ألماسيان