أفلاطون يدغدغ أحلام القادة العرب في نواكشوط

أخبار العالم العربي

أفلاطون يدغدغ أحلام القادة العرب في نواكشوط
مقالات رأي
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/hvbe

شد قادة العرب وحكامهم الرحال إلى نواكشوط، قاطعين ألوف الأميال بحثا عن المدينة الفاضلة، التي تمنى أفلاطون أن يحكمها.

أفلاطون ظن أن حكم الفلاسفة سوف يجعل كل شيء في المدينة الفاضلة مثاليا. وهكذا جاء إعلان نواكشوط، الذي تسربت بنوده إلى وسائل الإعلام قبل أن يصدر في ختام أعمال القمة العربية، ليقطع الطريق على كل متفائل بقرارات حاسمة قد تغير شيئا من الواقع الأليم، الذي يعيشه ملايين اللاجئين والمشردين وضحايا الحروب في سوريا وليبيا والعراق واليمن وفلسطين.

بعد مرور 66 عاما على القضية الفلسطينية، دعا القادة العرب إلى المضي قدما في دعم صمود الشعب الفلسطيني؛ مطالبين المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان المحتل والأراضي المحتلة في جنوب لبنان، إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

امتدت أحلام القادة العرب في المدينة الفاضلة إلى دعوة الأطراف في ليبيا إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد، والتصدي للجماعات الإرهابية دون أن يخبروهم كيف يحققوا ذلك.

وناشدوا الفرقاء في اليمن تغليب منطق الحوار، وأعربوا عن أملهم في أن يتوصل الأشقاء في سوريا إلى حل سياسي، وأكدوا دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه.

ولم يفتهم التضامن مع جمهورية السودان في جهودها لتعزيز السلام والتنمية في ربوعها من دون أن يقولوا لهم كيف تتحقق كل هذه الأهداف النبيلة.

وفى فضاء الأمنيات، أعرب القادة العرب عن رغبتهم في خلق بيئة نابذة للغلو والتطرف، ومكافحة الإرهاب أيا كانت صوره، وتعزيز الأمن والسلم العربيين بنشر قيم السلام والوسطية والحوار، وترسيخ الممارسة الديمقراطية والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان.

ولعل اعتذار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن حضور اجتماعات القمة تؤشر إلى حالة الإحباط. التي سبقت نتائجها. لِـمَ لا؟ وقد أضاع تشتت الدول العربية ورغبة بعضها في قيادة المنطقة ولو إلى الهاوية في إجهاض مشروع القرار المصري بإنشاء القوة العربية المشتركة.

ورغم تعهد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بالمضي قدما في عملية الإصلاح والتطوير للجامعة العربية، فقد ولدت هذه البادرة في القمة العربية ميتة، حين أبلغ وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار الأمانة العامة للجامعة قرار المغرب "إرجاء حقه في تنظيمها، معلنا أن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع مناسباتي". ولم يأخذ القائمون على عقد القمة في اعتبارهم أن نتائجها ستكون محلا للتقييم.

وبالطبع، نحن لن نحرض شعوبنا على المطالبة بالانفصال عن الجامعة العربية، كما فعلها البريطانيون وتحرروا من قيود الاتحاد الأوربي، فليس هناك أسوأ من انفصالنا عن الواقع الذي نعيش فيه.

محمد سويد

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا