تقارب إيراني أوكراني في مجال النفط والغاز
تواصل إيران فتح كافة القنوات الممكنة بعد توقيع الاتفاق النووي مع الغرب، والذي لعب فيه روسيا دورا مهما وملموسا، وذلك لاستعادة وضع ما قبل فرض العقوبات الغربية.
فعلى خلفية ما يظهر من أنباء متعاقبة عن زيادة إنتاج إيران النفطي، وتصدير كميات محددة إلى دول أوروبية، والمعلومات حول دمج إيران في أسواق النفط والغاز، لأسباب كثيرة منها السياسي ومنها الاقتصادي، ومنها الجيوسياسي أيضا.. على خلفية كل ذلك، استقبلت طهران وفدا أوكرانيا كبيرا برئاسة وزير الخارجية بافل كليمكين. فقد أفادت مصادر من وزارة الطاقة الأوكرانية ووزارة النفط الإيرانية أن كييف وطهران بحثتا خلال زيارة الوزير كليمكين إلى إيران سبل تعزيز التعاون في مجال صناعة النفط والغاز.
وقالت المصادر إن كييف وطهران بحثتا، خلال زيارة وزير الخارجية الأوكراني والوفد المرافق له ولقائهم نائب وزير النفط الإيراني أمير حسين زماني نيا، سبل تعزيز التعاون في مجال الصناعات النفطية والغاز. كما بحث الطرفان موضوع نقل الغاز إلى أوكرانيا والتعاون في مجال تخزين الغاز. بالإضافة إلى تشكيل شركة مشتركة بين البلدين مختصة في مجال الصناعات النفطية والغاز.
كل المصادر تؤكد بأنه قد "تم تشكيل هيئة مشتركة من الطرفين لبحث هذه المواضيع في الفترة المقبلة للوصول إلى اتفاقيات حول الأمور التي تم طرحها خلال زيارة الوفد الأوكراني". أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فقد أكد، خلال استقباله وزير الخارجية الأوكراني، على ضرورة تقوية وتعزيز العلاقات بين بلاده وأوكرانيا، لافتا إلى توفر إمكانات لتعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في مجال الطاقة وتجارة الترانزيت. وأشار إلى ضرورة دعم التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، وبالذات في قطاع المصارف والبنوك، وهو ما يمهد لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك، حسب تصريح روحاني.
وزير الخارجية الأوكراني بافل كليمكين وصف إيران بالبلد الكبير، مؤكدا على أن كييف تدعو إلى علاقات طيبة ومتينة مع طهران. كما تدعو إلى خارطة طريق لتعزيز العلاقات مع طهران، وإلى علاقات ودية في جميع المجالات بما فيها الاقتصادية والزراعية والطاقة.
الملفت هنا أن التعاون بين إيران وأوكرانيا يسير إلى الأمام أيضا في مجال الزراعة والمنتجات والسلع الزراعية. فمسؤول الغرفة التجارية الإيرانية - الأوكرانية المشتركة علي رضا بيروزان أعلن أن هيئة زراعية أوكرانية تتواجد حاليا في محافظة "البرز" الإيرانية (20 كيلومتراً غرب العاصمة طهران) للتعرف على الواقع الزراعي في هذه المدينة. هذه الهيئة (الوفد الزراعي الأوكراني) متخصصة في القطاع الزراعي. وإحدى أهم أهداف هذه الزيارة، هي الوقوف على واقع الزارعة في محافظة البرز، والتعرف على الامكانيات الزراعية الإيرانية بشكل عام.
لقد اهتمت إيران بالوفد الأوكراني كثيرا، والذي تألف من مسؤولين ومدراء شركات متخصصة في الأعمال الزراعية والتربية الحيوانية وصناعة الاخشاب والآلات الزراعية والهدف، نظرا لاحتياج الطرفين إلى التعاون في هذه المجالات عموما، وبالذات في المجال الزراعي بين البلدين.
تأتي هذه الزيارات والاتفاقات بين إيران وأوكرانيا على خلفية المشاكل التي تسببها كييف، سواء في الداخل من أقاليم شرق أوكرانيا، أو في الخارج مع روسيا. وانعكاس كل ذلك على علاقة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع روسيا، والعقوبات التي فرضها الغرب على موسكو. بينما تحاول إيران الخروج من أزماتها الاقتصادية بعد أن وقَّعت الاتفاق النووي مع الغرب، وتم رفع العديد من العقوبات عنها.
أشرف الصباغ