مذكرات حياة تحت الاحتلال النازي.."عرفت القصف"
ضربت الحرب ضربتها القاصمة حينما كانت زويا خاباروفا، مواطنة القرم، في الرابعة عشرة من عمرها واحتلت القوات النازية شبه الجزيرة، فبدأت الفتاة تسجيل يومياتها العصيبة في دفتر مذكرات.
غيرت الحرب الوطنية العظمى مسار حياة ملايين المواطنين السوفييت. فوفقا للأرقام الرسمية، حصدت الحرب أرواح أكثر من 27 مليون شخص، ناهيكم بأن كثيرين واجهوا الحرمان والمعاناة والبؤس كما أن كثيرين وجدوا أنفسهم في مناطق محتلة أو سجناء في معسكرات نازية.
وها هي قناة RT تنشر صفحات من دفاتر مذكرات بعض الأطفال الضحايا.
بدأت زويا زاخاروفا بتسجيل يومياتها سرا واصفة فيها المحن التي عاشتها.
فقالت:"والدي، عندما وصل (إلى المدينة)، سرعان ما أعلن أن الحرب ستندلع. كنا في العام 1938، وانتقلنا إلى يالطا في العام 1939، أما مدينة سيفاستوبل فكثيرا ما دوت فيها صفارات الإنذار وسادت العتمة. كان يجري الاستعداد للحرب".
ونورد فيما يلي مقتطفات من دفتر المذكرات التي كتبتها زويا خاباروفا:
22 يونيو
"رأيت في الحلم أن الحرب قد بدأت. وكنت كأني أمشي في حقل تتخلله خنادق. وفجأة، خرج من أحد الخنادق جنديان ألمانيان وراحا يقتربان مني. استيقظت وقلت لأمي: "رأيت الحرب في منامي".
5 سبتمبر
"أمس، عرفت للمرة الأولى ما هو القصف. لم أر كم طائرة كانت هناك. سمعت دوي الانفجارات فقط. وكنت أعرف أن هناك وراء مصحة "أيروفلوت" خنادق. لقد حفروها في بداية الحرب. وركضت إلى هناك بكل طاقاتي من المشفى الذي عمل فيه والدي".
15 نوفمبر
"اليوم، خرجت إلى شرفة لمشاهدة مسيرة الجيش الألماني في العرض العسكري. فجأة، رأيت أن هتلر يشرف على العرض وبجانبه موسوليني. لقد خفت ورقدت على أرضية الشرفة. ثم زحفت من هناك ولم أخرج بعد ذلك".
22 نوفمبر
"تنفد الأغذية لدينا. تم افتتاح محل توزيع وراحوا يعطون هناك 100 غرام من خبز دبق كريه الرائحة لكل ثلاثة أشخاص. وأعطوا 10 كيلوغرام من بطاطا متجمدة".
وأضافت زاخاروفا أثناء اللقاء: "لم أغرق في حزن أبدا، ولم أتلهف كثيرا على أي شيء، ومرت جميع الأحداث القاسية دون أن أصاب"، مؤكدة أنها لم تشعر بالأسى على نفسها كثيرا.
20 يناير
"قالوا لنا إن رومانيين جاؤوا بدقيق ليسبدلوه بصيغ ذهبية. لا توجد لدى أمي إلا ساعة يد مطلية بالذهب معطلة منذ العام 1914. لكن أمي قررت المخاطرة (وبدلتها). أعطونا 15 كيلوغراما من الدقيق. وهربنا مع أمي لأننا كنا خائفين من أنهم سيسترجعون الدقيق إذا عرفوا أن الساعة ليست من الذهب".
28 يناير
"ليلة أمس قدم ألماني إلى جارتنا لكي يتسلى. كان سكرانا وطلب الكحول من أبي. ليس ثمة كحول. وصوب مسدسا إلى رأسي وصرخ بي: "على الركب!" لكنني لم أركع. أبي وأمي كانا مرعوبين للغاية".
1 مايو
"كنت أمشي يوم أمس على رصيف ومشت ورائي فتاة. وفجأة ظهرت واحدة من طائرتنا، كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدا. لقد رأيت وجهه (الطيار). وأسقط قنبلة. وقف كرواتيون عند فندق "إنتوريست". حدث كل شيء في لحظة واحدة، حيث قفز الكرواتي وأسقطني أرضا، فانبطحت. وقتلت تلك الفتاة بشظية القنبلة. رافقني الكرواتي إلى البيت. كنت أرتجف".
المصدر: RT