مسؤولون ألمان: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون كارثة لبرلين
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن أسباب تجعل تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، خلال الاستفتاء 23 يونيو/حزيران المقبل، كارثيا بالنسبة لألمانيا.
وذكرت الصحيفة، الثلاثاء 12 أبريل/نيسان، أن بعض السياسيين البارزين الألمان يعتبرون فقدان بريطانيا كارثيا لبلادهم ولفكرة أوروبا الموحدة، والتي كانت برلين تعمل على اعتمادها.
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أن وزير المالية الألماني، فولفغانغ شويبله (71 عاما)، قال أثناء زيارته لندن: "سنبكي"، وذلك ردا على سؤال عما ستفعله برلين حال مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي، وأوضح أن هذا القرار، في حال اتخاذه، "سيكون كالسم لاقتصاد المملكة المتحدة والقارة الأوروبية وللاقتصاد العالمي".
من جهتها، أكدت دانيلا شوارتسر، مديرة مكتب صندوق مارشال الألماني في برلين، تعليقا على الموضوع، أن ألمانيا لا تريد أن تكون في هذا الموقف، في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي من دون بريطانيا، وأضافت: "تريد (برلين) أن تكون قائدا في أوروبا، لكنها لا تريد أن تفعل ذلك بمفردها".
وحسب "واشنطن بوست"، فإن فرنسا وألمانيا وبريطانيا كانت خلال وقت طويل أهم اللاعبين الذين بذلوا الجهود في أوروبا من أجل تحقيق الوحدة في القارة العجوز، لكن في ظل الأزمتين الاقتصادية والسياسية اللتين تعاني منهما فرنسا، باتت ألمانيا والمملكة المتحدة قوتين وحيدتين في الاتحاد الأوروبي، حيث تملك بريطانيا ثاني اقتصاد في أوروبا وأسلحة نووية، ناهيك بكونها عضوا دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي، وقيامها بدور الجسر التقليدي بين أوروبا وواشنطن عبر المحيط الأطلسي.
كما أشارت "واشنطن بوست" إلى أن خيار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي سيثير رغبة دول أعضاء أخرى في مغادرة المؤسسة.
ونقلت "واشنطن بوست" عن آلموت مولير، الخبيرة السياسية الألمانية ورئيسة مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في برلين، أن "فقدان بريطانيا الآن سيكون إشارة للعالم، بما فيه روسيا والصين، إلى تفكك الاتحاد الأوروبي"، مضيفة أن هذا الأمر يعد تهديدا واقعيا، مهما كانت نتائج الاستفتاء.
كما أن هناك شيئا آخر تتمسك به ألمانيا بسعيها إلى الحفاظ على الاتحاد الأوروبي، إذ لفتت مولير إلى أن "العضوية في الاتحاد الأوروبي خلصت ألمانيا عن ماضيها وسمحت لها بدخول أسرة الدول الغربية"، الأمر الذي يتعرض للخطر في حال بدء الاتحاد الأوروبي بالتفكك.
المصدر: "واشنطن بوست"