بوتين يجس نبض المجتمع الروسي خلال حواره السنوي مع المواطنين

أخبار روسيا

بوتين يجس نبض المجتمع الروسي خلال حواره السنوي مع المواطنين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حواره المباشر مع المواطنين عام 2015
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/hjpi

يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 14 أبريل/نيسان، حوارا مباشرا مع مواطني روسيا، وذلك للمرة الـ 14 منذ توليه مقاليد السلطة في البلاد، في العام 2000.

وبات الحوار السنوي مع رئيس البلاد تقليدا في روسيا خلال السنوات الماضية، وهو يجري عادة في شهر أبريل/نيسان، فيما يقيم بوتين مؤتمره الصحفي الكبير في ديسمبر/كانون الأول للحديث عن مجريات العام.

ومنذ استحداث هذه الآلية للتواصل بين الرئيس والمواطنين في العام 2001، أصبح "الخط المباشر مع فلاديمير بوتين" حدثا إعلاميا هائلا، يديره مركز خاص يتلقي أسئلة المهتمين بالتواصل مع الرئيس من كافة أنحاء البلاد. وقد تراوح عدد الأسئلة التي تلقاها المركز خلال السنوات الماضية ما بين مليونين و3 ملايين سؤال.

وفي العام الماضي، أوضح بوتين خلال حواره المباشر مع مواطنيه، الذي جرى يوم 16 أبريل/نيسان، السبب الرئيس وراء تمسكه بهذه الصيغة غير المسبوقة للتواصل مع المواطن، قائلا: "قبل كل شيء، إنه أفضل استطلاع سوسيولوجي للآراء.. لقد تلقينا ملايين الأسئلة عبر مختلف القنوات، وهو ما يتيح لنا أن نرى حقيقة ما يهم الناس.. أما السبب الثاني فهو إمكانية إيصال موقف قيادة البلاد، وتحديدا موقفي الشخصي حول بعض القضايا الرئيسة للسكان، وتقديم تقييماتي للأحداث".

كما استمر الرئيس بتقليده السنوي للتواصل مع السكان بعد أن غادر كرسي الرئاسة في العام 2008، وانتقل إلى منصب رئيس الوزراء. وجرت الحوارات المباشرة سنويا، بلا انقطاع، باستثناء سنة 2004 (عندما عقد بوتين بدلا من ذلك أول مؤتمر صحفي كبير له) وسنة 2012 (وهي السنة الذي فاز فيها بوتين بولايته الرئاسية الثالثة بعد انقطاع استمر 4 سنوات).

ما هو الحوار المباشر بين بوتين والمواطنين؟

يأتي الحوار السنوي بين بوتين والمواطنين بصيغة برنامج تلفزيوني يستغرق قرابة 4 ساعات، يجيب خلالها الرئيس عن عشرات الأسئلة، يختار بعضها بنفسه من الكم الهائل من الأسئلة التي يتم جمعها مسبقا، فيما يتم طرح الأسئلة الأخرى من قبل الحاضرين الآخرين في القاعة التي تجري فيها الفعالية، ومن أقاليم روسية مختلفة عبر الهاتف والجسر التلفزيوني.

ويبدأ المركز المعني بجمع الأسئلة الموجهة للرئيس، بتلقي الاتصالات من المواطنين، قبل أيام عدة من موعد إجراء الخط المباشر. ويمكن للمواطن أن يتصل بالمركز عبر الهاتف، أو إرسال سؤاله بوساطة الموقع الإلكتروني الخاص بالحدث (http://moskva-putinu.ru). وفي هذا العام، وفر القائمون على الفعالية، إمكانية إرسال الأسئلة للرئيس مباشرة لمستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي الروسية "فكونتاكتي".

يذكر أن مدة الحوار المباشر بين بوتين والمواطنين كانت تزداد سنة بعد سنة، حتى بلغت نحو 4 ساعات.

وأن أول حوار مباشر بين الرئيس والمواطنين جرى يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2001 واستغرق ساعتين و20 دقيقة. وفي العام 2013 حطم بوتين رقما قياسيا، عندما بلغت مدة الحوار 4 ساعات و47 دقيقة.

في المجمل، تتجاوز مدة كافة الحوارات المباشرة التي أجراها الرئيس مع المواطنين 45 ساعة. وأجاب الرئيس بهذه الصيغة عن 899 سؤالا حتى الآن.

ويركز الحوار المباشر بين بوتين والمواطنين عادة على المسائل الداخلية، ولاسيما المواضيع التي يهتم بها المواطنون بالدرجة الأولى، ومنها حالة الاقتصاد، ومسائل الإدارة المحلية، والمرافق الحياتية، والرعاية الصحية، والضمانات الاجتماعية، والتعليم.

لكن، خلال السنوات الماضية، أصبحت هموم المواطن الروسي العادي ترتبط بشكل متزايد بالتطورات على الساحة الدولية، وذلك نظرا للتطورات المأساوية في أوكرانيا، و للأواصر المتينة التي تربط بين الشعبين الروسي والأوكراني، وقصة عودة القرم إلى قوام روسيا، وما تلا هذه التطورات من عقوبات غربية ضد روسيا وإجراءات روسيا الجوابية، وانعكاس هذه التطورات كافة على حياة السكان.

ومن المتوقع أن تشغل المسائل المتعلقة بمحاربة الإرهاب، والعملية العسكرية الروسية في سوريا، وتدهور العلاقة مع تركيا على خلفية إسقاط قاذفة "سو-24" في أجواء سوريا، حيزا كبيرا من الاهتمام خلال الحوار المرتقب بين بوتين والمواطنين.

كما يتلقى بوتين، عادة، خلال الحوارات عددا لا بأس به من الأسئلة ذات الطابع الشخصي، ما يتيح له المجال للحديث بحرية عن رؤيته لتاريخ روسيا ومكانة البلاد على الساحة الدولية، وأيضا عن اهتماماته الشخصية وخططه للمستقبل.

كما لا تخلو هذه الحوارات السنوية من الطرائف والمواقف المضحكة. فعلى سبيل المثال، تلقى الرئيس في العام 2014 سؤالا من سيدة مسنة أرادت أن تعرف متى ستعيد روسيا ألاسكا التي باعتها للولايات المتحدة في العام 1867. وأرادت السيدة أن تحذو هذه الولاية الأمريكية حذو القرم وأن تعود إلى قوام روسيا. لكن بوتين استغرب كثيرا السؤال، وتوجه إلى السيدة ممازحا، بالقول: "ما حاجتكم إلى ألاسكا؟ أليست روسيا نفسها بلدا شماليا؟ ويقع 70% من أراضي بلادنا في المناطق الشمالية والمناطق المتجمدة. أما ألاسكا فليست جنوبية! والمناخ فيها بارد".

المصدر: وكالات

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا