لافروف: الهدنة في سوريا تتعزز والقضايا الإنسانية أصبحت أقل حدة
أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن تطبيق نظام وقف إطلاق النار في سوريا يجري بشكل ناجح جدا، مضيفا أن الهدنة في سوريا تتعزز بالتزامن مع تخفيف حدة القضايا الإنسانية.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في أعقاب محادثات أجرياها في موسكو، الأربعاء 23 مارس/آذار: " لقد بحثنا المسألة السورية، وأشرنا إلى أن نظام الهدنة تعزز هناك، وإلى أنه يعمل بصورة ناجحة جدا، بشكل عام".
وأضاف أن الطرفين تبادلا الآراء حول سبل الرد على الخروقات المنفردة لهذا النظام، وتناولا كيفية إحراز تقدم في حل القضايا الإنسانية بصورة فعالة.
وبشأن المحادثات السورية-السورية الجارية في جنيف، قال لافروف إن موسكو وبرلين ترحبان بهذه العملية وتؤكدان ضرورة ضمان الطابع الشامل للحوار السوري، لكي يتحقق في إطاره تمثيل للحكومة ولكافة أطياف المعارضة، بما في ذلك الأكراد.
وربط لافروف دعوته إلى ضمان التمثيل الواسع للأطراف السورية في مفاوضات جنيف بضرورة التركيز، خلال المحادثات، على تنسيق أسس كيان الدولة السورية، وكيفية تمكين كافة المجموعات الإثنية والطائفية في سوريا من التعايش بسلام وأمان، وفق ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
كما أشار الوزير إلى استمرار تدفق النفط المهرب من سوريا عبر الحدود إلى أراضي تركيا، بالإضافة إلى استمرار تدفق الأسلحة والإرهابيين.
وأردف قائلا:" إننا نرصد استمرار التدفقات على الحدود التركية-السورية في الاتجاهين، وذلك على الرغم من تراجع ذلك بقدر كبير بعد أن شنت القوات الجوية والفضائية الروسية عمليات لقطع طرق تهريب البضائع عبر الحدود، ولاسيما النفط والمشتقات النفطية المهربة من المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش".
وذكر بأن عمليات سلاح الجو الروسي لمعالجة هذه القضية، لفتت انتباه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي بدأ بدوره باستهداف منشآت نفطية وقوافل ناقلات نفط.
كما جدد لافروف إصرار موسكو على التطبيق الكامل للقرار الدولي الخاص بوضع حد للتجارة غير الشرعية مع "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وقطع قنوات تسلل الإرهابيين إلى سوريا.
بدوره، أكد شتاينماير أن برلين وموسكو تتفقان حول ضرورة أن تبقى سوريا دولة موحدة وعلمانية تحمي مصالح كافة المكونات الإثنية والطائفية في مجتمعها.
وأصر الوزير الألماني على ضرورة إطلاق المفاوضات بين دمشق والمعارضة حول تبادل الأسرى في أقرب وقت.
وأردف قائلا:" إذا أردنا إنجاح عملية التسوية السورية، فعلينا أن نواصل جهودنا وممارسة الضغط على أطراف النزاع، كما يجب إطلاق المفاوضات حول تبادل الأسرى بين ممثلي النظام والمعارضة وحمل الأطراف على التوصل إلى اتفاق حول كيان دولة موحدة وعلمانية في سوريا، تعيش جميع مكوناتها بسلام".
وفي الوقت نفسه، وصف شتاينماير التقدم الذي تم إحرازه في سياق التسوية السورية بأنه غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة قبل 5 سنوات.
موسكو تدعو أوروبا إلى وضع الألعاب الجيوسياسية جانبا لدى مواجهة الإرهاب
دعا وزير الخارجية الروسي الأوروبيين إلى التخلي عن الألعاب الجيوسياسية من أجل تضافر الجهود في محاربة الإرهاب.
وقال لافروف، في مستهل اللقاء مع نظيره الألماني:" إنني آمل في أن يضع جميع الأوروبيين ألعابهم الجيوسياسية جانبا بعد التفجيرات في بروكسل، وأن يوحدوا صفوفهم أمام الخطر المروع الذي يمثله الإرهاب".
وأضاف الوزير الروسي أن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي قد تلعب دورا مهما في هذه الجهود، لا سيما بعد تعليق قنوات التعاون في محاربة الإرهاب بين روسيا والناتو بمبادرة الأخير.
وذكر لافروف بأن روسيا وألمانيا تتعاونان بصورة مكثفة من أجل تسوية أزمتي أوكرانيا وسوريا، وتبحثان قضايا دولية ملحة أخرى.
المصدر: وكالات