"بركاتك يا ست نفيسة"!
تعد الموالد الشعبية في مصر من بين أهم التقاليد الصوفية المتغلغلة في الثقافة المصرية حيث لا تخلو مدينة أو محافظة تقريبا من هذه الاحتفالات.
في "أم الدنيا" يوجد ما يزيد عن 2500 وليا صالحا، يحظى إحياء ذكرى بعضهم بشهرة كبيرة في كامل أرجاء البلاد حيث يتقاطر الآلاف من كل حدب وصوب للاستمتاع بالطقس الكرنفالي المبهج.
وتتوالى الاحتفالات بالموالد على مدار العام بعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وهي عادات ترسخت في العقيدة المصرية منذ عهد الفاطميين.
وينظر الكثيرون إلى الموالد على أنها فلكلور شعبي يتحدى التطرف بأجوائه الاحتفالية المتميزة بالمدائح والأدعية والأناشيد التي يتمايل معها الجماهير فتهيم الأفئدة وتسمو الأرواح في ليال مباركة.
وتتشابه الاحتفالات في كل مولد من السيد البدوي إلى المرسي أبو العباس وابراهيم الدسوقي والسيدة نفيسة وغيرهم، فتنصب الخيام ويضاء الجامع والمقام الذي يتم الاحتفال بصاحبه ويعد الطعام للفقراء.
ويزدحم المولد بعرائس الحلويات الشعبية مثل الهريسة والمشبك والبسبوسة إضافة إلى بيع الحمص والفول السوداني.
وللأطفال نصيب في الاحتفالات بالموالد حيث تنتشر المراجيح، التي تستقطب الأطفال بعيدا عن صخب الملاهي وتقنياتها الحديثة، في كامل أنحاء المكان إلى جانب السيرك.
وتكريسا لروح التصوف والتدين بهذه المناسبة تباع السبح والعطور الشرقية والكتب الدينية والهدايا التذكارية التي تصنع من الزجاج على أشكال ومجسمات تعكس مظاهر الحياة البسيطة فى مصر.
ورغم المحاولات المتطرفة لطمس هذه العادات والتقاليد فإن المصريين مصرون على الحفاظ على تاريخهم وحضارتهم وملامحهم الثقافية بجميع أشكالها.
المصدر: أحمد الأشقر