انطلاق أعمال قمة مجموعة العشرين في أنطاليا
انطلقت في أنطاليا التركية الأحد 15 نوفمبر/ تشرين الثاني أعمال قمة مجموعة العشرين التي ستستمر يومين، وتركز على قضايا الإرهاب واللاجئين والمناخ.
وبدأ الزعماء قمتهم بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح ضحايا هجمات باريس التي خلفت نحو 130 قتيلا وأكثر من 300 جريح.
وإلى جانب الملفات الاقتصادية يتصدر ملفا الإرهاب واللاجئين أعمال قمة العشرين في أنطاليا، كونها تعقد وسط جملة من الأزمات أبرزها النزاع في سوريا والعراق.
أردوغان: التوترات الأمنية تلقي بظلالها سلبا على اقتصاديات الدول
وفي هذا الإطار قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مفتتحا أعمال القمة إن "حادث الجمعة الحزين بباريس يظهر لنا أن الاقتصاد ليس بمعزل عن السياسة، وأن اهتمام مجموعة الـ20 الرئيسي هو الاقتصاد، ليس على هامش الحياة الاجتماعية والسياسية والإنسانية".
وأشار أردوغان إلى أن أزمة الهجرة التي بلغت أبعادًا دولية، لم تخضع للأسف لمراجعة كافية، كما أعرب عن أمله في أن تمثل قمة الـ20 نقطة تحول تاريخية في الصراع ضد الإرهاب وأزمة اللاجئين، مبرزًا أن التوترات الأمنية تلقي بظلالها سلبًا على اقتصاديات الدول.
وحول قمة العشرين قال أردوغان، إن أهداف تركيا في القمة تتمثل في النمو المستدام والمتزن، بالإضافة إلى الشمولية، مشيرا إلى أن تركيا خلال فترة رئاستها لمجموعة العشرين أضافت النمو القوي والمستدام والمتزن لأهداف المجموعة الأساسية، مؤكدا أن النمو ليس مجرد أرقام وبيانات، بل يجب أن تكون له جودة.
وأشار إلى أن الزعماء المشاركين، سيناقشون خلال جلسات القمة قضايا النمو وخلق فرص العمل، إضافة إلى العديد من القضايا الاقتصادية العالمية، مؤكدا أن المقترحات التي تقدمت بها مجموعة الأعمال ومجموعة العمل، ستساهم في إغناء الحوارات التي ستجري بين زعماء قادة قمة العشرين.
وقال إن الحوار الاجتماعي المتين بين اصحاب العمل والعمال، شرط أساسي لتطبيق السياسات الاقتصادية الناجحة، وخلق فرص العمل الفعالة، وإن كافة شرائح المجتمع تستحق زيادة رفاهيتها.
وأشار أردوغان إلى أن هناك ارتفاعا ملحوظا في الحد الأدنى للأجور ومتوسط الأجور في تركيا، وأن السلطات التركية تولي اهتماما بالغا بانضمام النساء والشباب إلى العمالة، مؤكدا أن بلاده حققت قفزات بنيوية جادة من خلال الاستثمارات في القطاعين العام والخاص في السنوات الـ 12 الأخيرة.
ميركل: مجموعة العشرين تقف موحدة لمواجهة أي تهديد
من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن مجموعة الدول العشرين تقف موحدة لمواجهة أي تهديد من جانب المتطرفين.
وأضافت ميركل في كلمة أمام قمة العشرين "نحن هنا في قمة مجموعة العشرين نرسل رسالة قوية مفادها اننا أقوى من أي شكل من أشكال الارهاب"، مشيرة إلى أن الهجمات التي وقعت في باريس تمثل قضية مهيمنة على الاجتماع.
وأكدت أن تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي أمر حيوي لألمانيا.
كاميرون: سأدعو موسكو لتركيز القتال ضد "داعش"
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبل اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في تركيا "لدينا خلافاتنا مع روسيا لأسباب أهمها أنهم(الروس) بذلوا جهودا لتقويض فصائل معارضة للأسد ليس بينها الدولة الإسلامية، وهم ناس يمكن أن يكونوا جزءا من مستقبل سوريا".
وأضاف كاميرون للصحفيين أن "المحادثة التي أريد أن أجريها مع فلاديمير بوتين هي أن نقول .. هناك شيء واحد نتفق عليه هو أننا سنكون أكثر أمنا في روسيا .. سنكون أكثر أمنا في بريطانيا، إذا دمرنا الدولة الإسلامية. هذا ما ينبغي أن نركز عليه".
وشدد على أن الهجمات في باريس جعلت من الضروري هزيمة متطرفي التنظيم سواء في العراق أو في سوريا.
هذا وعقدت عدة لقاءات ثنائية على هامش قمة العشرين، منها لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وتعهد أوباما أثناء اللقاء بمضاعفة الجهود، مع باقي دول التحالف الدولي، من أجل القضاء على تنظيم "داعش" وتحقيق انتقال سلمي في سوريا.
وتعتبر مجموعة العشرين من النوادي الرئيسية لمناقشة قضايا التعاون العالمي الاقتصادي والمالي، وهي تضم كبريات اقتصادات العالم المتطورة والنامية التي تصل حصتها إلى 85% من الإنتاج الداخلي الإجمالي العالمي.
وقد ترأست روسيا المجموعة عام 2013، وسلمت الرئاسة لأستراليا عام 2014، قبل أن تنتقل إلى تركيا هذا العام.
من بين قادة بلدان مجموعة العشرين لم تستطع رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر الحضور هذه المرة، إذ منعتها الانتخابات، كما غاب عن اللقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بسبب الأحداث الأخيرة في بلاده.
وعلاوة على البلدان الأعضاء في المجموعة دعي إلى القمة رؤساء أذربيجان وزيمبابوي وماليزيا والسنغال وسنغافورة، إضافة إلى قادة المنظمات الدولية الرئيسية، بما فيها الأمم المتحدة والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية.
بعد الافتتاح الرسمي للقمة تجري جلسة عمل تناقش فيها حالة الاقتصاد العالمي واستراتيجيات التوظيفات. أما اليوم الثاني للقمة فيكرس لمسائل التنظيم المالي وإصلاح صندوق النقد الدولي ومكافحة الفساد، وتناقش الجلسة الأخيرة مسائل الطاقة والتجارة العالمية، وفي ختام القمة يصدر بيان وخطة عمل للمرحلة المقبلة، قبل أن يجري تسليم الرئاسة للصين.
المصدر: وكالات