باكستان تتضامن مع السعودية وهادي يلتقي نواز شريف في الرياض
أعرب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف عن تضامن بلاده، التي رفضت الانضمام إلى التحالف العربي ضد الحوثيين باليمن، مع السعودية، خلال لقائه بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وقال مسؤول باكستاني إن النقطة الرئيسية التي تمت مناقشتها الخميس 23 أبريل/نيسان، بين الملك السعودي ونواز شريف، هي تضامن جمهورية باكستان مع المملكة العربية السعودية.
والتقى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف والوفد المرافق له مع الملك السعودي ومسؤولين سعوديين آخرين، من بينهم ولي العهد مقرن.
وتربط السعودية بباكستان علاقات قوية منذ فترة طويلة، لكن منذ انطلاق العملية العسكرية "عاصفة الحزم" حاولت باكستان إرضاء الرياض من جهة كونها توفر مساعدات اقتصادية قيمة إضافة إلى تصديرها النفط بأسعار مخفضة، ومن جهة أخرى جارتها إيران الداعمة للمسلحين الحوثيين باليمن.
يذكر أن البرلمانيين الباكستانيين رفضوا في الـ10 من أبريل/نيسان، الانضمام إلى قوات التحالف التي قادتها السعودية لصد تقدم الحوثيين نحو عدن وسيطرتهم على مناطق عدة في اليمن، واكتفت فقط بالدعوة إلى التوصل لحل سلمي في هذا الصراع.
ووفقا للمسؤول الباكستاني فإن قرار البرلمان ليس نقطة خلاف بين البلدين.
وكانت إسلام آباد رحبت الأربعاء بإعلان وقف الغارات الجوية المكثفة ضد الحوثيين والتي بدأت في الـ 26 من مارس/آذار.
هادي يلتقي نواز شريف في الرياض
وبحث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مقر إقامته بالرياض، الخميس 23 أبريل/نيسان، خلال لقائه رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف سبل دعم الجهود المبذولة لتعزيز السلام في المنطقة.
كما تطرق الطرفان بحضور وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى مجالات التنسيق بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية والجمهورية اليمنية.
يذكر أن الاجتماع حضره رئيس الاستخبارات العامة السعودي خالد بن علي الحميدان وقائد الجيش الباكستاني الفريق أول ركن رحيل شريف ووزير الدفاع خوجه آصف.
"إعادة الأمل".. والبحث عن دور لباكستان
أعلن انتهاء عاصفة الحزم، لكن يبدو أن غبارها لن ينقشع بسهولة، خاصة وأن رياحها عصفت بتحالفات وعززت أخرى، لا سيما على مستوى العلاقات التي كانت إلى أمس قريب تعتبر من الثوابت.
تكثفت الزيارات الدبلوماسية المعلنة وغير المعلنة منذ أول طلعة لمقاتلة سعودية فوق اليمن، فبعد زيارة الرئيس التركي إلى طهران وزيارةِ وزير الخارجية الإيراني إلى إسلام آباد التي أعلن برلمانها الحياد في هذه الحرب في موقف كان صادما للخليج، وفق وصف كثيرين.
جاءت زيارة رئيس الوزراء الباكستاني على رأس وفد ضم قائد الجيش إلى الرياض حيث بحث تطورات المشهد الإقليمي مع العاهل السعودي بما في ذلك حرب اليمن وربما دور باكستان في إعادة الأمل.
وللتذكير فإن للرياض وإسلام آباد تحالفا تاريخيا يرتكز على مقومات عدة لعل أبرزها؛
1- وقوف الجيش الباكستاني مع السعودية في حرب عاصفة الصحراء والتهديد الذي شكله نظام صدام حسين للمملكة.
2- الدعم السعودي الكبير للمشروع النووي الباكستاني.
3- وجود الجيش الباكستاني ضمن قائمة أقوى جيوش العالم وفق موقع غلوبال فاير باور العسكري.
4- محاولة الرياض تشكيل تحالف دولي وليس عربيا فقط من خلال مشاركة باكستان.
5- العلاقة المبنية بينهما على المال مقابل الدعم العسكري، وهي ما تعتمد عليه السعودية إذ قدمت لنواز شريف في بداية ولايته مليارا ونصف المليار دولار كمنحة صداقة وفق تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، فضلا عن أنها قدمت لشريف ملاذا آمنا في عهد الرئيس برويز مشرف.
هناك أيضا عامل خاص باعتماد الرياض على إسلام آباد في مواجهة توسع طهران في المنطقة.
الورقة الباكستانية لم تلعب بعد في اليمن، إذ أن مراقبين يرون أن دورها سيظهر في عملية إعادة الأمل، واستمرار الاحتراب على الأرض ودك الصواريخ من السماء.
تتشكل تحالفات، وترسم صورة جديدة، لا سيما مع ما كشف عن مساعي باكستان للسير نحو حلول سلمية والتقريب بين موقفها من الرياض وطهران على حد سواء.
تحالفات قد يكون اليمن منطلقا لها مرورا إلى سوريا وليبيا والعراق، وصولا للتوقيع على اتفاق نووي نهائي بين إيران والغرب.