أوباما والكونغرس.. اللعب على نووي إيران
أبدى مسؤولون أوروبيون قلقهم من إعاقة مشروع قانون الكونغرس الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق نهائي مع طهران، مشيرين إلى أن ذلك يثير شكوكا حول قدرة إدارة أوباما على الوفاء بالتزامتها.
فبعد مد وجز يرضخ الرئيس الأمريكي على مضض لأصوات الكونغرس، التي تعالت في الفترة الأخيرة حول اتفاق إيران النووي.
فمنذ توقيع اتفاق لوزان المبدئي، كثف البيت الأبيض ضغوطه على أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، لإقناعهم بعدم تأييد مشروع قانون قدمه الحزبان الجمهوري والديمقراطي يعطي الكونغرس حق النظر في أي تسوية بشأن نووي إيران، ليعود ويتراجع بعد أن حظي المشروع بتأييد كبير من الديمقراطيين.
أبرز ما ورد في مشروع القانون الذي صاغه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس السيناتور بوب كوركر وأقرته اللجنة بالإجماع:
- مراجعة الكونغرس لأي اتفاق نهائي مع إيران خلال ثلاثين يوما بدلا من ستين
- حذف نقطة إلزام أوباما بتقديم شهادة وضمانات بألا تدعم إيران أعمالا إرهابية ضد الولايات المتحدة.
- وبدلا من ذلك تلتزم الإدارة الأمريكية بتقديم تقارير منتظمة ومفصلة للكونغرس حول إيران من بينها قضايا الإرهاب والصواريخ الباليستية والبرنامج النووي.
- وبمجرد التوصل إلى اتفاق نهائي، تلتزم الإدارة الأمريكية بإرسال نص الاتفاق إلى الكونغرس ويحظر على أوباما في تلك الفترة رفع أو تقليص العقوبات عن إيران.
- كما ينص مشروع القانون على إجراء تصويت نهائي في الكونغرس على رفع العقوبات عن طهران مقابل تفكيك قدراتها النووية.
ويعد مشروع القانون، وفق البعض، تطورا خطيرا في مضمونه إذ أنه يلقي بعنصر جديد من الشك في المراحل الحساسة الأخيرة من المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى.
ودفعت المخاوف من إعاقة الكونغرس للاتفاق المحتمل مسؤولين أوروبيين للقول إن ذلك قد يقوض صدقية الوفد الأمريكي المشارك في المفاوضات، كما أنه يثير شكوكا حول قدرة إدارة أوباما على الوفاء بالتزاماتها.
وتناغم مع المخاوف الأوروبية الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أكد أن طهران لن تقبل أي اتفاق نووي شامل مع القوى العالمية ما لم ترفع كل العقوبات المفروضة عليها.
القلق الإيراني قابله ارتياح إسرائيلي، بدا جليا في تصريحات وزير الاستخبارات يوفال شتاينتس الذي قال إن إسرائيل راضية تماما عن اتفاق الكونغرس وأوباما بشأن إيران، معتبرا أن الاتفاق يمثل ضغطا وحاجزا آخر في مواجهة أي اتفاق سيء.
ولا شك أن الثلاثين من يونيو/حزيران القادم سيكون يوما حاسما بالنسبة للطموح النووي الإيراني. وتبقي واشنطن على قدر من التريث، عيون إسرائيل تراقب، وطهران تنتظر لحظة العبور.
التفاصيل في التقرير المرفق