بوتين: سياستنا تجاه القرم صحيحة وعلى الغرب احترام مصالحنا

أخبار روسيا

بوتين: سياستنا تجاه القرم صحيحة وعلى الغرب احترام مصالحنا
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/gnni

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يشكك في صحة سياسته بشأن انضمام القرم، مؤكدا أنه يجب على واشنطن والغرب عموما احترام مصالح روسيا.

وذكر بوتين في فيلم وثائقي عرضته قناة "روسيا 1" بعنوان "القرم.. الطريق إلى الوطن" الأحد 16 مارس/آذار أن دور العسكريين الروسي في القرم أثناء إعداد استفتاء تقرير مصير القرم انحصر في ضمان إمكانية سكان شبه الجزيرة للتعبير عن رأيهم بكل حرية.

"لضمان إمكانية حرية التعبير بالشكل الطبيعي وتقرير المصير من قبل سكان القرم، كان يجب الحيلولة دون سفك الدماء وعدم السماح للقوات المسلحة الأوكرانية وأجهزة الأمن الأوكرانية بعرقلة مواطني القرم في التعبير عن الرأي وتقرير المصير. لذا كان يجب علينا نزع أسلحة وحدات الجيش وأجهزة الأمن الأوكرانية، أو إقناعها بالانضمام إلينا في هذا العمل، وعدم عرقلة السكان في تقرير مصيرهم".

بوتين: لم نفكر على الإطلاق باقتطاع القرم عن أوكرانيا!

وشدد الرئيس على أن القرار ببدء عملية إعادة القرم إلى حضن روسيا جاء نتيجة للأحداث التي أدت إلى الانقلاب على الدستور في كييف:

"لم نفكر على الإطلاق باقتطاع القرم عن أوكرانيا.. إطلاقا! ولكن حين بدأت (في البلد) الأحداث المرتبطة بالانقلاب مع الاستحواذ المسلح غير الدستوري على السلطة، وبات المواطنون تحت خطر التنكيل من قبل القوميين، فإننا حينها بالطبع... أنا فكرت بكل ذلك... وأول ما فعلته هو أنني أوصيت الإدارة الرئاسية بإجراء استطلاع مغلق للآراء حول التوجهات في القرم بشأن مسألة الانضمام إلى روسيا، واتضح أن الراغبين بالانضمام إلى روسيا بلغ 75% من مجمل المشاركين من السكان هناك. وسبق وقلت أن القرم هي أراض روسية تاريخيا ويقطن هناك روس وجدوا أنفسهم تحت الخطر، ولا نستطيع التخلي عنهم. وأكرر أن الهدف لم يكن الاستيلاء على القرم، أو ضمه بشكل أو بآخر. كان الهدف النهائي هو إعطاء الناس إمكانية للتعبير عن آرائهم حول كيفية رغبتهم في متابعة حياتهم لاحقا. وكانت كافة توجيهاتي تنص على التصرف بعناية، والاستناد كما أشرت بداية على نشاط الأشخاص الذين يمكن اليوم تسميتهم بالوطنيين الروس، ومساندتهم بإمكانيات وقدرات أكبر، وأخذنا بعين الاعتبار أنه يوجد في القرم ما يزيد عن 20 ألفا من العسكريين الأوكران المسلحين جيدا. ما أرغب في أن أقوله لكم هو أننا لم نضطر لاستخدام تصريح مجلس الاتحاد بإدخال قواتنا إلى أوكرانيا، وحتى أنني لم يخطر في نفسي أن أخادع، لأننا وفق الاتفاقية الدولية ذات الصلة فقد كان يحق لنا بتواجد 20 ألف عسكري في قاعدتنا العسكرية بالقرم، بل حتى أكثر من ذلك بقليل. وحتى بعد تعزيز التواجد، الأمر الذي تحدثت عنه للتو، لم يصل تعداد قواتنا هناك حتى إلى 20 ألفا. وبما أننا لم نتجاوز التعداد المسموح للقوات في قاعدتنا بالقرم، فإننا لم نخالف شيئا، ولم نقم بإدخال قوات إضافية إلى هناك".

بوتين: كنت أركز على أننا لن نقوم بذلك إلا إذا كنّا على يقين من أن أهل القرم يريدون ذلك

وتطرق الرئيس الروسي إلى بعض تفاصيل اتخاذ القرار الصعب بشأن القرم قائلا:

"نعم، صحيح، كان ذلك في الليل من ال22 الى ال23 من شباط/فبراير. وانتهينا من العملية بحوالي الساعة السابعة صباحا. وقبل الوداع قلت لزملائي الأربعة، أن الوضع بدأ يتطور في أوكرانيا بشكل يجبرنا على البدأ في العمل على إعادة القرم الى قوام روسيا، لأنه لا يمكننا أن نترك هذه الأراضي والأناس المقيمين هناك لمشيئة الأقدار ومدحلة المتطرفين القوميين. ثمّ كلفتُ الجهات المعنية بمهمات محددة، وقلتُ ماذا وكيف يجب علينا العمل، ومن بادئ الأمر كنتُ أركزّ على أننا لن نقوم بذلك إلا إذا كنّا على يقين من أن أهل القرم يريدون ذلك. وكان يجب إعطاء فرصة للناس لتقدير مصيرهم بأنفسهم، وهذا هو الهدف الذي وضعناه نصب أعيننا، وأقول هذا بكل صراحة وصدق. وكان أسلوب تفكيرنا كما يلي: "إذا قرّر الناس البقاء في قوام الدولة الأوكرانية فليحافظوا على حقهم في الادارة الذاتية وصلاحياتهم الخاصة داخل أوكرانيا. ولكن إذا قرروا بشكل مغاير فعلينا ألاّ نتركهم".

بوتين: الأمريكيون ساهموا في تدريب المتطرفين القوميين والمسلحين في أوكرانيا

هذا وأشار بوتين إلى أن الدور الحقيقي في أحداث الانقلاب في أوكرانيا لعبه الولايات المتحدة، على الرغم من أن المعارضة الأوكرانية حظيت بدعم شكلي من الدول الأوروبية:

"تلخصت خاصّية الوضع في أن المعارضة حظيت بدعم شكلي من الأوروبيين أولا. ولكننا كنا نعرف جيدا وبدقة أن الدور الحقيقي يعود إلى شركائنا وأصدقائنا الأمريكيين. وهم بالذات من ساهم في تدريب المتطرفين القوميين ومجموعات المسلحين. وقد جرى التدريب في غرب أوكرانيا وبولاندا وفي لتوانيا جزئيا. وماذا عمل شركاؤنا؟ إنهم ساهموا في تنفيذ الانقلاب. وبدؤوا يتصرفون من موقف القوة. لا أعتقد أن هذا أفضل الطرق لتسيير الامور على الصعيد الدولي بشكل عام وفي دول الفضاء السوفييتي السابق بشكل خاص لأن هذه الدول غير مستقرة لحد الآن وهشة. ولكن من الضروري معاملة هذه الدول وأنظمتها ودساتيرها وتشريعاتها بعناية وحذر. وفي الواقع لقد تم الإلقاء بكل ذلك على هامش الطريق ثم سُحق. وأنت ترى مدى صعوبة التداعيات. والبعض وافق على ذلك. والبعض الآخر لا يريد قبول هذا. وانقسمت البلاد".

صواريخ باستيون

هذا وأعلن بوتين أن روسيا كانت مستعدة لاستخدام ترسانتها النووية في حال تطورت الأحداث في شبه جزيرة القرم بسيناريو أسوأ، مشيرا إلى أنه أمر بنشر منظومة "باستيون" الصاروخية الاستراتيجية تحسبا لأية مفاجأة.

"نعم هذا لا يمكن القيام به بقرار من قبل أي شخص آخر عدا القائد العام للقوات المسلحة. بيستيون هي منظومة دفاعية وهي منظومة لحماية الساحل والمساحات وليس للهجوم على أحد ولكن بنفس الوقت هذا سلاح عصري وفعال وعالي الدقة. إلى هذه اللحظة ليس لدى أحد مثل هذا السلاح، فهي أفضل منظومة ساحلية في العالم الآن من حيث الفعالية. نعم في لحظة ما ولكي يصبح مفهوماً بأن القرم محمية بما فيه الكفاية، قمنا بنشر المنظومات الساحلية بيستيون ونحن خصيصاً قمنا بنشرها بالشكل الذي يجعلها مرئية حتى من الفضاء".

بوتين: سياستنا تجاه القرم صحيحة وعلى الغرب احترام مصالحنابوتين في سيفاستوبل في 9 مايو/أيار عام 2014

وبشأن العقوبات الغربية قال بوتين إنه كان من الأولى فرض عقوبات على الانقلابيين ومن يساندهم، قائلا: "نحن تصرفنا وفق مصلحة الروس والبلاد. لا يمكن استبدال البشر بالأموال، أو بمصالح ضيقة أو بعقود تجارية أو تحويلات مصرفية.. هذا أمر مرفوض بالمطلق".

وأضاف: "إذا سمحنا لأنفسنا بالتصرف وفق هذا المنطق فإننا سنفقد كل شيء. سنفقد البلاد بأكملها. لكن ذلك لا يعني أننا غير ملتزمين باحترام القانون الدولي ومصالح شركائنا، بل يعني أن على جميع شركائنا أن يحترموا روسيا ومصالحها".

وأكد الرئيس الروسي: "القرم في وعي المواطن الروسي والإنسان الروسي مرتبط بصفحات بطولية في تاريخنا لها علاقة بفترة حصول روسيا على هذه الأراضي والدفاع عنها ببطولة وإعادة السيطرة على القرم وسيفاستوبل أثناء الحرب العالمية الثانية".

وأضاف: "القرم مرتبط بالتاريخ الروسي والآداب والفن الروسيين والأسرة المالكة. وعموما كامل نسيج التاريخ الروسي مرتبط بالقرم بشكل أو بآخر".

بوتين: سياستنا تجاه القرم صحيحة وعلى الغرب احترام مصالحنامظاهرة مؤيدة لبوتين في القرم

تعليق نائب مدير مركز التطور الاستراتيجي في روسيا، غريغوري تروفيمتشوك ومن لندن محمد العربي زيتوت الدبلوماسي السابق:

المصدر: RT + وكالات

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا