روحاني يدعو واشنطن إلى إصلاح "الخطوات الخاطئة" حيال الملف النووي
تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني الجمعة 27 فبراير/شباط بإنجاح مفاوضات النووي، ودعا واشنطن إلى العمل على إصلاح ما أسماه الخطوات الخاطئة التي اتخذتها واشنطن في هذا الإطار.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن روحاني قوله في مؤتمر صحفي بمدينة قم إنه "لولا ضغوط الأمريکیین فی العام 2004 لكنا قد توصلنا الى اتفاق مع الدول الأوروبية الثلاث (ألمانیا وفرنسا وبریطانیا)، ومن المؤکد أن أمريكا کانت مؤثرة فی فرض الحظر وعلیها الیوم أیضا اتخاذ خطوات لتحقق المفاوضات تقدما".
وأضاف، رغم أن وزراء خارجیة الدول الثلاث لم یعترفوا حینها بهذه النقطة إلا أنهم یقولون الیوم بأن أمريکا هي التي منعت الوصول إلى اتفاق.
واعتبر روحاني أن إجراءات الحظر المفروضة على بلاده "ظالمة ومناقضة لحقوق الإنسان" وأن "السبيل الأفضل لرفعها هو التفاوض" متعهدا بالعمل على "إنجاح هذه المفاوضات ورفع الحظر وأن دون ذلك سيحكم العالم بأن الطرف الآخر هو السبب في فشلها" في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وفيما بدا أنه رد على تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قال الرئيس الإيراني إن "الأمريكیین یعترفون الیوم بهذه القضیة ویقولون بأنه في حال فشل المفاوضات ستتصدع الوحدة فیما بینهم وسیعانون من العزلة".
وأضاف: "علینا في هذه المفاوضات أن نسحب الذریعة من ید العدو وکما قال سماحة قائد الثورة أن نسحب هذه الأداة من ید العدو لأنه الآن کحامل السیف فی الظلام ملوحا به في الهواء إلا أننا أمسکنا بیده ونرید أن ننزعه منه".
كيري لا يستبعد الخيار العسكري في حال فشل المفاوضات
وكان كيري صرح، خلال جلسة استماع في الكونغرس بأن الخيار العسكري ما زال قائما في حال فشل المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي، وذلك قبل خمسة أسابيع من توقيع محتمل لاتفاق مع طهران.
وأشار إلى أن "إيران لن يكون لها أبدا الحق في امتلاك قنبلة ذرية لأنها موقعة على معاهدة عدم الانتشار النووي التي هي عضو فيها"، علما بأن إيران وقعت هذه المعاهدة في تموز 1968.
وأقر كيري بأن الولايات المتحدة وإيران لديهما في الواقع "مصلحة مشتركة" في التصدي لتنظيم "داعش" حتى وإن لم ينسقا عسكريا ضد هذا التنظيم. وذلك في سياق رده على سؤال بشأن العلاقات بين واشنطن وطهران.
وقال كيري: "لقد قاموا بأشياء تساعدنا مثل محاربة داعش، لكننا لا ننسق معهم ولا نعمل على ذلك، ولم نطلب منهم القيام بذلك".
وأشار إلى أن الإيرانيين "يعارضون تماما داعش ويقاتلون ويقضون على عناصره على طول الحدود مع العراق قرب إيران، ولديهم قلق كبير بشأن ما يجري في المنطقة".
وفي السياق، شكك كيري في قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الحكم على الأمور في إشارة إلى معارضته التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، واعتبره أنه "قصير النظر بشكل كبير".
وقال كيري في جلسة الاستماع أمام الكونغرس: "لديه حكم على الأمور، ربما ليس صحيحا حيال هذا الشأن."
نتنياهو يتهم أمريكا والدول الكبرى بالتخلي عن تعهداتها بشأن النووي الإيراني
التصريحات الأمريكية أثارت حفيظة نتنياهو الذي اتهم الدول الكبرى بـ"التخلي عن تعهدها بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية".
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية في خطاب الأربعاء 25 فبراير/ شباط، "أحترم البيت الأبيض ورئيس الولايات المتحدة لكن في قضية مصيرية مثل هذه يمكن أن تحدد وجودنا من عدمه، يجب أن أفعل كل شيء لمنع مثل هذا الخطر الكبير على إسرائيل."
بدوره حذر المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست في تكرار لتصريحات سابقة لمستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس، من اختزال العلاقة الأمريكية - الإسرائيلية في مسألة سياسية بين حزبين، ملمحا إلى أن هذا الأمر سيكون مدمرا.
وقال للصحفيين في إشارة إلى حزب نتنياهو: "ذكر الرئيس أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكن أن تختزل إلى علاقة بين الحزب الجمهوري وحزب ليكود".
وتنتظر إيران والقوى الست الكبرى (روسيا، الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، الصين وألمانيا) تاريخ 31 آذار/مارس للتوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي.
المصدر: RT + وكالات