كويلو يسأل المتضامنين بـ "أنا شارلي".. أين "أنا معاذ" منكم ؟
عبر الكاتب البرازيلي باولو كويلو عن استيائه إزاء الملايين ممن رفعوا شعار "أنا شارلي"، بعد تعرض صحيفة "شارلي إيبدو" لاعتداء إرهابي، فيما لم يرفع أحد شعار "أنا معاذ" بعد اعدامه حرقا.
وكان الأديب العالمي قد نشر في الأول من فبراير/شباط 2015 مشاركة أشار من خلالها الى مخاوفه بأن يكون تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" قد نفذ حكم الإعدام بالطيار الأردني الشاب معاذ الكساسبة، وإن أعرب عن أمله بأن يكون مخطئا في ذلك.
كما وجه الكاتب البرازيلي انتقادا للحكومة الأردنية بسبب تفاوضها مع التنظيم، معتبرا أنها بذلك إنما تعطي الشرعية لـ "داعش".وتضرع إلى الله "ليبارك روح معاذ".
My God help me to be wrong but I believe Muath is dead. However, by negotiating with Daesh (ISIS/ISIL/IS) Jordan legitimized them
— Paulo Coelho (@paulocoelho) 1 февраля 2015
وبعدها نشر تغريدة أخرى قارن فيها بين العمل الإرهابي في فرنسا الذي استهدف صحيفة "شارلي ايبدو"، وبين اعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة بهذه الطريقة البشعة، متسائلاً عن الملايين التي غردت آنذاك "كلنا-شارلي"، ولم تغرد الآن "كلنا-معاذ".
I wonder where are the millions who tweeted #JeSuisCharlie . Why don't they tweet #IamMuath ?
— Paulo Coelho (@paulocoelho) 1 февраля 2015
ويلخص كويليو بتغريدته المعايير المزدوجة التي يتعامل بها الإعلام والغرب بشكل عام مع قضايا الإرهاب، وهو ما نُشرت عنه مقالات عديدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر تقارن بين الهجمات نفسها وما نتج بعدها من ضحايا في أفغانستان والعراق بنيران القوات الأمريكية تحت مسمى "الحرب على الإرهاب".
وبذات السياق كانت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" قد نشرت مؤخراً موضوعا بشأن القيم الحضارية والثقافية للشعوب تطرقت فيه إلى أحداث باريس والنتائج التي قد تنتج عنها من تضارب بين الحضارات ومعاداة غربية للمسلمين بشكل عام، على إثر الضخ الإعلامي الغربي الذي يضع بشكل غير مباشر المسلمين عامة في قالب "الإرهاب".
وفي المقابل لا يحظى ضحايا "الإرهاب" من العرب والمسلمين بأي ضخ إعلامي غربي يوضح أن المسلمين أنفسهم ضحية لذات الإرهاب الذي يحاربه الغرب.
وبعد مقتل الكساسبة انتشرت صورة على تويتر تجسد شعار "الإرهاب لا دين له" من خلال مقارنة عدة ضحايا لتنظيم "الدولة الإسلامية" ينتمون إلى ديانات مختلفة، بما فيها الإسلام.
It's NOT about Religion People
#IamMuath#MuathalKaseasbeh#ISIS_are_NOT_Muslims#كلنا_معاذ#ThisIsNotMyIslampic.twitter.com/wuEaLN4ueM
— Baha Amro (@DrBaha) 3 февраля 2015
أعادت مشاركات باولو كويليو هذه إلى الأذهان قصة قصيرة من إبداعاته، يتجلى فيها البعد الإنساني الذي يوحد جميع أبناء الكرة الأرضية، وجاء فيها:
كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة ولكن لم يتوقف ابنه الصغير عن مضايقته. وحين تعب الأب من ابنه قام بقطع ورقة في الصحيفة، كانت تحتوي على خريطة العالم، ومزقها إلى أجزاء صغيرة وقدمها إلى ابنه قائلا: أعطيتك خريطة للعالم فأرني أتستطيع إعادة تكوينها كما كانت من قبل، ثم عاد لقراءة صحيفته وهو يعلم أن ما فعله من شأنه أن يُبقي الطفل مشغولا بقية اليوم.
إلا انه لم تكد تمر سوى 15 دقيقة حتى كان الطفل قد عاد إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة.. فتساءل الأب مذهولا: هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا ؟
رد الطفل قائلا: لا أعرف هذا الذي تقول. كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة.. وعندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم أيضا..
المصدر: RT + وكالات