ليبيا.. انتخابات برلمانية في ظل تدهور أمني متواصل
جرت في ليبيا الأربعاء 26 يونيو/حزيران انتخابات برلمانية، هي الثانية منذ سقوط نظام القذافي عام 2011، في أجواء من تصاعد التوترات الأمنية والصدامات العسكرية وتدهور الخدمات الأساسية.
شارك في انتخابات مجلس النواب الجديد في ليبيا نحو 600 ألف ناخب من أصل 1.5 مليون ناخب مسجل، وتُعزا قلة الإقبال على التصويت إلى أسباب عدة أهمها فشل المؤتمر الوطني العام، أول سلطة منتخبة في إدارة المرحلة الانتقالية، في ما يعده كثير من الليبيين تجربة محبطة ومخيبة للآمال، إضافة إلى الانفلات الأمني والاشتباكات العنيفة وبخاصة في مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، زد على ذلك ارتفاع درجات الحرارة إلى مستوى قياسي في يوم الاقتراع وصل في مدينة طرابلس إلى 44 درجة مئوية، وما صاحب ذلك من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طوال والازدحام الشديد أمام محطات تعبئة وقود السيارات المتواصل منذ مدة.
وعلى الرغم من كل ذلك، فمن المتوقع أن تحتل أغلب مقاعد المجلس النيابي القادم شخصيات مدنية، نظرا للنقد الشديد الذي يتعرض له الإسلاميون الذين تمكنوا، مع قلة عدد ممثليهم، من فرض إرادتهم على المؤتمر الوطني العام وتسييره وفق مصالحهم، بحسب تصريحات عدد كبير من نشطاء المجتمع المدني في البلاد.
ظهر توتر الأوضاع الأمنية جليا في حادثة مقتل المحامية والناشطة الحقوقية سلوى بوقعيقيص في بيتها مساء يوم الانتخابات واختطاف زوجها والعثور على جثته فيما بعد؛ وهذه جريمة أثارت موجة غضب عارمة في الشارع الليبي، كما لقيت أصداء دولية حيث استنكرها الاتحاد الأوروبي معبرا عن صدمته العميقة لاغتيال بوقعيقيص، كما نددت الولايات المتحدة على لسان مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي سوزان رايس بـ"القتل الوحشي والعبثي لناشطة في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني".
من جانب آخر، انفجرت، غداة إجراء انتخابات مجلس النواب، سيارة ملغومة أمام مبنى البرلمان ومقر تأسيسية الدستور في مدينة درنة شرقي ليبيا، ما يشير إلى وجود إصرار لدى قوى متطرفة على إجهاض العملية السياسية في البلاد بالقوة.
المصدر: RT + "وكالات"