قطع المياه عن العراقيين.. آخر أساليب "داعش"
لجأ مسلحو ما يعرف بـ "داعش" مؤخرا الى محاربة السلطات العراقية بأسلوب جديد لا يعتمد على الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة بل على قطع المياه عن الأراضي العراقية.
لجأ مسلحو ما يعرف بـ "الدولة الإسلامية في العراق والشام" مؤخرا الى محاربة السلطات العراقية بأسلوب جديد لا يعتمد على الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة بل على قطع المياه عن الأراضي العراقية.
حيث لجأ المسلحون الى إغلاق سد الفلوجة الواقع على نهر الفرات لمدة أربعة أيام ما أدى الى انخفاض منسوب المياه في النهر في محافظات الوسط والجنوب حتى ظهر قاع النهر للعيان.
الا أن مسلحي "داعش"، وحسبما أفاد مسؤولون عراقيون، اضطروا لفتح أجزاء من السد وذلك بعد تحذيرات من حدوث فيضانات. وأعلن وزير الموارد المائية مهند السعدي "فتح أربع بوابات من سد الفلوجة من قبل الإرهابيين بعد أن حذّرت الوزارة من غرق المنطقة التي يتحصنون بها ومخاطر ذلك على منطقة الفلوجة والأراضي الزراعية".
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت، الأحد الماضي أن "عناصر من تنظيم داعش سيطرت بالكامل على سد مدينة الفلوجة المقام على نهر الفرات وأغلقت جميع البوابات المقامة على السد". وتخضع مدينة الفلوجة منذ عدة أشهر لسيطرة المسلحين، فيما تحاصر القوات الحكومية المدينة من أطرافها.
لمحة عن سد الفلوجة
يقع سد الفلوجة على الفرات جنوب الفلوجة على بعد 5 كلم وأهمية إنشائه يكمن في تأمين المياه وري الأراضي ضمن مشاريع الصقلاوية والرضوانية وأبو غريب واللطيفية والاسكندرية واليوسفية، وفي تنظيم التصريف بين سدي الرمادي والهندية جنوبا. يذكر أن مؤسسة "سلخوزبروم إكسبورت" الروسية قامت في سبعينيات القرن الماضي بالدراسات وإعداد التصميم للسد ومنشآته. وقد بوشر ببناء السد في عام 1978 وأنجز في عام 1985، والغرض من إنشاء السد هو السيطرة على مياه النهر وتصريف مياه الفيضان الى منخفض الثرثار . ويرتبط نهر الفرات قبل سد الفلوجة بقناة ممتدة من بحيرة الثرثار لإبعاد أخطار الفيضان عن مدينة بغداد ، وتأمين المياه لري الأراضي الزراعية.
تحذيرات من تعرض مدن العراق وفي مقدمتها بغداد لكارثة بيئية
من جانبه حذر مستشار وزارة الموارد المائية العراقية عون ذياب، في حديث صحفي، من تعرض العديد من المحافظات ومنها بغداد لـ "كارثة بيئية" نتيجة قطع مياه سد الفلوجة بالكامل.
فيما قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت في حديث لوكالة الأناضول: "بعد أن قام مسلحو داعش بقطع مياه نهر الفرات عند سد الفلوجة وقطعوا المياه عن المحافظات الجنوبية من العراق، فتحوا أجزاء منه منذ أمس الأربعاء بشكل مفاجئ ما أدى الى غرق الأراضي الزراعية للفلاحين في بعض المناطق".
ولفت كرحوت إلى أن "كثيرا من الأراضي الزراعية في منطقة النعيمة ومنطقة قرى زوبع والمناطق المجاورة تضررت وتسبب قطع المياه بإتلاف محاصيلهم الزراعية من الحنطة والشعير إضافة إلى بعض المحاصيل الأخرى، إضافة إلى غرق أعداد كبيرة من منازل المواطنين والمزارعين في الجهة الأخرى من السد نتيجة ارتفاع منسوب المياه".
قطع المياه قد يغرق الفلوجة والصقلاوية
وحذرت وزارة الموارد المائية العراقية، من احتمال غرق مدينتي الفلوجة والصقلاوية، بسبب الارتفاع المتعمد لمنسوب المياه. وحذرت مديرية الموارد المائية في محافظة ذي قار، من تضرر خمس مدن في جنوب وغرب الناصرية جراء إغلاق سد الفلوجة، فيما توقعت توقف محطة الناصرية الحرارية بالكامل.
وتسبب قطع المياه بتوقف عمل محطة كهرباء المسيب الموجودة على نهر الفرات لانخفاض منسوب المياه كون الماء يستخدم في تبريد وحدات توليد الطاقة.
ويبقى السؤال مطروحا هل سيلجأ المسلحون المتواجدون في العراق الى أسلوب جديد في محاربتهم للحكومة وهل ستتمكن السلطات العراقية، رغم الأزمة الأمنية والسياسية التي يعيشها العراق مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية من مجابهة المسلحين وأسابيهم؟
المصدر: RT + وكالات