المندوب الروسي في الناتو لا يستبعد احتمال لجوء الحلف الى عملية برية في ليبيا
لا يستبعد دميتري روغوزين المندوب الخاص للرئيس الروسي لدى الناتو احتمال لجوء حلف شمال الاطلسي الى تنفيذ عملية برية في اراضي ليبيا. وجاء ذلك على لسان روغوزين في كلمة القاها في اثناء جسر الفيديو "موسكو – بروكسل" الذي اقيم يوم 18 ابريل/نيسان.
لا يستبعد دميتري روغوزين المندوب الخاص للرئيس الروسي لدى الناتو احتمال لجوء حلف شمال الاطلسي الى تنفيذ عملية برية في اراضي ليبيا. وجاء ذلك في كلمة روغوزين في اثناء جسر الفيديو "موسكو – بروكسل" الذي اقيم يوم 18 ابريل/نيسان. وقال روغوزين:" تشدد بعض البلدان على ضرورة خوض العملية البرية التي قد تجرى تحت ستار تمرير قوافل انسانية". فيما أعاد روغوزين الى الاذهان ان القصف الجوي هو الذي تسبب في وقوع الكارثة الانسانية في ليبيا. واضاف قائلا:" في حال لجوء الناتو او مجموعة من الدول الاعضاء في الحلف الى خوض عملية برية ضد قوات القذافي لن تحظى تلك العملية بدعم الرأي العام في اوروبا والولايات المتحدة، زد على ذلك فان تدهور الوضع في ليبيا قد يؤدي الى انبثاق ازمة سياسية عميقة في اوروبا". ويرى روغوزين ان فرص تسوية النزاع الليبي بالطرق السلمية لا تزال قائمة. واعرب عن قناعته بان أبعاد هذه التسوية تعود الى مواطني ليبيا انفسهم.
روغوزين يتهم الغرب بخرق قرار المجلس الامن الدولي
اتهم دميتري روغوزين دول الغرب بمخالفة قرار مجلس الامن الدولي. وقال ان البلدان الغربية يجب ان تتوقف عن خرق القرار وبصورة خاصة فيما يتعلق بتوريد الاسلحة الى هذا البلد. وأكد روغوزين قائلا:" لدينا حقائق تشهد ان الدول الاوروبية تتخذ أكثر فأكثر موقفا مواليا للثوار الليبيين". ودعا الى التوقف عن مخالفة قرار مجلس الامن الدولي وبصورة خاصة فيما يتعلق بفرض الحظر على توريد الاسلحة الى منطقة النزاع. واستطرد روغوزين قائلا:" لم يسبق لاحد ان نجح في اطفاء الحريق بواسطة الكيروسين".
ويري روغوزين انه يجب على الغرب تأييد مبادرات حفظ السلام للدول الافريقية والتي ترمي الى تطبيع الوضع في ليبيا ، وذلك عن طريق البحث عن طرق التوصل الى الوفاق بين الجانبين المتنازعين. وقال روغوزين:" نأمل بنجاح المبادرات التي تطرحها دول المنطقة وبالدرجة الاولى دول القارة الافريقية. وأكد روغوزين مرة اخرى ان حل النزاع الليبي يعود الى الليبيين انفسهم والدول المجاورة لليبيا.
روغوزين يتوقع نشوء مشاكل في العلاقات بين روسيا والناتو لمشاركته في العملية اليبية
يعتقد دميتري روغوزين ان انجرار الناتو الى العملية الحربية في ليبيا قد يعقد التعاون بين روسيا والحلف في مسألة انشاء الدرع الصاروخية الاوروبية.
وقال روغوزين:" يمكن ان يؤكد اي خبير ان احداثا كهذه يتم اشعالها من قبل عناصر يسارية راديكالية، لكن الامر ينتهي في نهاية المطاف بصعود الراديكاليين الى السلطة. وقد يعقد هذا الامر الوضع حول انشاء الدرع الصاروخية لان التطور اللاحق للاحداث وجعل الاسلام السياسي أكثر راديكالية يمكن ان يشكل في المستقبل اخطارا اضافية على اوروبا".
وبحسب قول روغوزين فان الانجرار النشيط للبلدان الاوروبية الى العملية الحربية في ليبيا قد يؤدي الى تنامي الخلافات والتناقضات في الناتو فيما يتعلق بالامور المسموح بها وغير المسموح بها. واضاف روغوزين قائلا: "سيؤدي هذا الامر الى إضعاف اوروبا لكونها تنجرعميقا الى النزاع الليبي ولا تستطيع التركيز على مسائل اخرى تخص امنها والدرع الصاروخية ضمنا".
واستطرد المندوب الروسي لدى الناتو قائلا:" لذلك فانني لا اعول على ان الكثير من شركائنا الاوروبيين سيتخذون موقفا جديا في مسألة الدرع الصاروخية ما دام الناتو يخوض العمليات الحربية في ليبيا. اذ ان مواقفهم تباينت بصدد المسألة الليبية الى درجة انهم يعجزون عن صياغة موقف موحد فيما يتعلق بنشر عناصر الدرع الصاروخية في اراضيهم الاوروبية".
اجتماع وزاراء الدفاع في روسيا والناتو سيعقد في 9 يونيو/حزيران القادم
قال دميتري روغوزين:" يجري حاليا في اطار مجلس "روسيا -الناتو" العمل على صياغة مبادئ التعاون في مجال الدرع الصاروخية. واظن ان تلك المبادئ ستنعكس في وثيقة يزمع تبنيها يوم 9 يونيو/حزيران في اجتماع وزراء الدفاع لروسيا وبلدان الناتو".
واضاف قائلا:" نعتقد ان الاجتماع الوزاري الذي سيعقد في 9 يونيو/ حزيران سيتيح الفرصة لرسم البنية او بالاحرى الخارطة المعمارية للدرع الصاروخية القادمة.
ومن جهة اخرى اعترف روغوزين ان الوقت غير كاف لوضع مثل هذه البنية في اطار مجلس "روسيا- الناتو" علما ان الناتو يجري النقاشات المماثلة حول انشاء الدرع الصاروخية التابعة له دون مشاركة روسيا.
واعلن الدبلوماسي الروسي في الوقت نفسه انه يجب على روسيا والناتو الاتفاق على تخلي كل جانب عن القيام بالتخطيط العسكري اتجاه الجانب الآخر وهما يعملان على مشروع الدرع الصاروخية الاوروبية.
واوضح المندوب الروسي الدائم لدى الناتو قائلا ان مشروع الدرع الصاروخية الاوروبية هو فرصة لروسيا والناتو للحصول على بزنس مشترك يقضي باشراك العسكريين والساسة في حل مسائل الدفاع المشترك. وفي حال نجاح المشروع فان مسألة التخلي عن التخطيط العسكري تصبح في طبيعة الحال ملحة للغاية لان مواصفات الدرع الصاروخية الاوروبية تعتمد على هذا القرار.
واعاد روغوزين الى الاذهان ان روسيا والناتو استطاعا ادراج مسألة عدم توجيه الخطط العسكرية للجانبين بعضهما ضد الآخر في اجندة النقاشات المشتركة . واعرب عن أمله بان تجري مناقشة هذه المسألة في نهاية العام الجاري.