اليمين المتطرف في أوكرانيا يجني ثمار الانقلاب
لم يتورع نشطاء في حزب "الحرية" القومي المتشدد في أوكرانيا عن إخراج شريط فيديو عن اعتدائهم على المدير العام للقناة "الوطنية الأولى" ألكسندر بانتليمونوف يوم الأربعاء 19 مارس /أذار.
لم يتورع نشطاء في حزب "الحرية" القومي المتشدد في أوكرانيا عن إخراج شريط فيديو عن اعتدائهم على المدير العام للقناة "الوطنية الأولى" ألكسندر بانتليمونوف يوم الأربعاء 19 مارس /أذار. حادث اقتحم فيه المعتدون مكتب المدير وشتموه - بل وضربوه - لانتزاع استقالته من منصبه. وكان كل "ذنبه" هو جرأته على بث كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الجمعية الفيدرالية بمناسبة قبول انضمام القرم إلى روسيا الأربعاء 19 مارس /آذار.
فضيحة رنانة
أثار هذا الاعتداء الوحشي فضيحة رنانة حتى في أوساط السلطة الحالية في كييف، حيث طالب أحد رموز "الميدان الثوري" رئيس حزب "أودار" فيتالي كليتشكو البرلمانيين الثلاثة المتورطين في الحادث بتسليم بطاقاتهم النيابية. أما إحدى زميلاته في الحزب فأعلنت من منبر البرلمان الأوكراني أنها توجهت إلى النيابة العامة بطلب فتح دعوى جنائية ضد النواب الثلاثة.
فيما صعدت نائب عن حزب الأقاليم (حزب الرئيس الشرعي فيكتور يانوكوفيتش) المنبر لتدين استخدام العنف من قبل نواب حزب "الحرية"، كما ذكرت أن أناسا في بعض مناطق أوكرانيا أطلقوا على نشطاء هذا الحزب لقب "نجوم الكرملين" – في إشارة إلى دوره الاستفزازي الخطير على وحدة البلاد.
جاء الاعتداء على مدير القناة التلفزيونية كحلقة جديدة في مسلسل "بطولات" أفراد الحزب التي لعبت دورا رياديا في الانقلاب على السلطة في كييف.
ومما يجدر ذكره في هذا الشأن أقوال إحدى ناشطات الحزب إيرينا فاريون (نائب في البرلمان حاليا) التي زارت روضة للأطفال في مدينة لفوف (غرب أوكرانيا) لتثير "فضيحة" من حمل بعض الأطفال أسماء روسية الشكل وتحثهم على نطقها على الطريقة الأوكرانية.
حرب التماثيل
كما اشتهر نشطاء حزب "الحرية" بدورهم في حملة معادية لرموز الحقبة السوفييتية في المدن الأوكرانية (وخاصة تماثيل لينين)، وذلك لصالح تمجيد ذكرى قادة حركة القوميين الأوكرانيين التي تواطأ مسلحوها مع المحتلين النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية قبل أن يشنوا حرب عصابات مستميتة ضد السوفييت بعد تحرير أوكرانيا من الاحتلال الألماني.
أضف إلى ذلك حوادث متكررة لاستخدام نشطاء الحزب القوة ضد محاربين قدامى لمنعهم عن إحياء ذكرى جنود الجيش الأحمر في عدد من المدن الأوكرانية.
بعد دخول "الحرية" البرلمان الأوكراني بصفة حزب معارض في انتخابات عام 2012، كثيرا ما شارك نواب عنه في اشتباكات بالأيدي مع زملائهم من الأحزاب الموالية للحكومة.
تجربة في استخدام العنف وجدت امتدادها في مشاركة أفراده في أحداث "الثورة" الأخيرة بما رافقها من اقتحام المباني الحكومية ومهاجمة عناصر الشرطة.
"القطاع الأيمن": لن ننزع السلاح
خلافا لحزب "الحرية" البرلماني، لا يتمتع تنظيم "القطاع الأيمن" القريب جدا منه من حيث رصيده الفكري بالتمثيل في الأجهزة السلطوية. منذ بداية الأزمة الأوكرانية نشأ "القطاع الأيمن" كرابطة لعدد من التنظيمات القومية المتطرفة ليمثل "القوة الضاربة" للمعارضة أثناء صراعها على السلطة في كييف.
من المعروف أيضا أن نشطاءه تمكنوا من الحصول على كميات كبيرة من الأسلحة النارية أثناء أحداث "الثورة" من خلال استيلائهم على عدد من المخازن التابعة للشرطة آنذاك. كما اشتهر زعيمهم دميتري ياروش بالتوجه إلى قائد "الجهاديين" القوقازيين دوكو عمروف بطلب تنظيم عمليات إرهابية ضد روسيا.
كما هناك رمز حي آخر للربط بين "القطاع الأيمن" والعناصر المتطرفة في القوقاز الشمالي، هو ألكسندر موزيتشكو الذي حارب مطلع تسعينيات القرن الماضي ضد القوات الروسية إلى جانب الانفصاليين الشيشان، أما في أوكرانيا اليوم فقد "اشتهر" بضرب مدع عام في إحدى المدن.
على الرغم من إعلان السلطات الأوكرانية اهتمامها بنزع سلاح المجموعات التي شاركت في أحداث "الميدان"، إلا أن "القطاع الأيمن" لا يخفي رفضه فعل ذلك، بل ويصر – على لسان زعيمه دميتري ياروش – على ضرورة "تسليح المواطنين" في إطار الاستعدادات لخوض "حرب العصابات ضد الاحتلال الروسي".
لكن التركيز على "العمل العسكري" لا يضع عراقيل أمام خطط التنظيم للتحول إلى حزب سياسي يعمل بطريقة شرعية ويستفيد كليا من نتائج "الثورة" بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة. خطط تظهر مرة أخرى الوجه الحقيقي لانقلاب يرتضيه الغرب الديمقراطي.
المصدر: RT