أقوال الصحف الروسية ليوم 2 ابريل/نيسان
يتساءل البعض عن السبب الذي منع ليبيا من التصدي للعدوان الغربي رغم امتلاكها وسائلَ الدفاع الضروريةَ لذلك توجهت أسبوعية "أرغومنتي إي فاكتي" بهذا السؤال للخبير العسكري إيغر كوروتشنكو. فأشار في معرض إجابته إلى أن جيش القذافي يعتمد بشكلٍ أساسي على السلاح السوفيتي. وكانت ليبيا قد استوردت آخر دفعةٍ من هذا السلاح أواخر ثمانينات القرن الماضي. وأضاف الخبير أن المشكلة لا تكمن في عمر السلاح والعتاد الحربي، بل في تقتير الليبيين الذي حال دون تحديثهما. بعد إلغاء العقوبات الدولية منتصف العقد الماضي كان بإمكان طرابلس الاستفادةُ من برامجِ تحديث الأسلحةِ السوفيتيةِ القديمة لجعلها مهيئةً للقتال. غير أن الليبيين شرعوا عوضاً عن ذلك بمفاوضاتٍ لشراء أسلحةٍ من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا بأسعارٍ مخفضة. ولما فشلوا في مسعاهم باتوا عاجزين عن حماية بلدهم في وجه الدول الغربيةِ ذاتها. ويذكر كوروتشنكو سبباً آخر، هو أن القذافي أبقى القوات المسلحةَ الليبية في مستوى متدنٍ من الإعداد، وذلك لعدم ثقته بها.
يسعى الأوروبيون عبر تدخلهم في ليبيا إلى استعادة نفوذهم في بلدان المغرب العربي. وقد يبدو للوهلة الأولى أن النجاح حليفهم. وترى صحيفة "إكسبرت" رأياً آخر، فتقول إن العملية العسكرية التي يشنها الغرب ضد نظام القذافي قد تتحول إلى حربٍ تغرق الغرب في مستنقعٍ أسوأَ من المستنقع العراقي. كما أن التعمق في دراسة الوضع يبين أن نظام القذافي أقوى مما كان يتوقعه الكثيرون. ويعتقد كاتب المقال أن الزعيم الليبي ليس ذاك الدكتاتورَ السفاح الذي يقمع شعبه كما يطيب لوسائل الإعلامِ الغربية أن تصوره. لا شك أن القذافي شخصية فريدة ومثيرة للجدل. وهو ثوري شعبوي بطبعه، وله سمعةُ إرهابيٍ دولي، غير أنه عمل على تحديث بلاده، ما لم يعمله أي زعيمٍ عربي. ويخلص المقال إلى أن العملية العسكريةَ في ليبيا قد تُسبب الإذلال لأوروبا من جهة، وتجعل القذافي زعيماً للعالم العربي من جهةٍ أخرى.
روسيا تؤكد دائماً أنها تفصل الاقتصاد عن السياسة في تعاملاتها الدولية، ومع ذلك ما زالت الولايات المتحدة تتعامل معها بمنطق الحرب الباردة. وتقول صحيفة " أنباء موسكو" إن واشنطن قلقة من تعاظم نفوذ شركة "غاز بروم" الروسية في سوق الغاز الأوروبية، حيث لقيت مشاريعها ترحيباً من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها. وثمة عامل آخر يزيد من قلق واشنطن، هو ما أظهرته "غازبروم" من قدرةٍ على تطوير نفسها في السنوات الأخيرة، إذ تحولت إلى مؤسسةٍ اجتماعية تمتلك شبكةً من المرافق والمصالحِ العامة. وتنقل الصحيفة عن السفير الأمريكي في موسكو جون بايرلي أن الكرملين يستخدم هذه الشركة كأداةِ ضغطٍ سياسيةٍ على الدول المجاورة، التي تعتمد اعتماداً أساسياً على الغاز الروسي كمصدرٍ للطاقة. ويخلص كاتب المقال إلى أن نجاحات "غازبروم" أصبحت مصدر قلقٍ ومشكلات بالنسبة للغرب عامة والولايات المتحدة خاصة. ولذلك أخذت الأوساط الغربية تتعامل معها على أساسٍ سياسي أكثرَ مما هو على أساسٍ اقتصادي. يحاول العديد من المراقبين والباحثين استشراف المرحلةِ المقبلة لتطور الوضع في روسيا على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
ترى مجلة "بروفيل" أن روسيا تودع حقبة استقرارها السياسي، وعليها أن تستعد لجوائحَ سياسية كتلك التي واجهتها في مرحلةِ انهيار الاتحاد السوفيتي أواخر ثمانينات القرن الماضي..أما مؤشرات الأزمةِ المقبلة فتتلخص بهبوط مستوى التأييد لبوتين ومدفيديف، وتقلص عدد الناخبين المؤيدين لحزب "روسيا الموحدة" الحاكم. كما أن النظام السياسي الذي يجسده مدفيديف وبوتين يتعرض للانتقادات التي تزداد حدةً في المجتمع. هذا وتدل نتائج الدراساتِ الاجتماعية على تدني المؤشرات الإيجابية، وارتفاع المؤشرات السلبية لشعبية قيادة البلاد وحزب السلطة، وذلك في الفترة ما بين أيار / مايو 2009 وحتى آذار / مارس2011. وتخلص المجلة إلى أن روسيا ستشهد أزمةً سياسيةً واسعة النطاق إذا استمر هبوط مؤشرات الثقةِ بالسلطة مدةَ عامٍ أو أكثرَ قليلاً.