لافروف: فرض مقاييس خاصة لحقوق الإنسان على الآخرين مغامرة بإشعال صدام الحضارات
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن فرض المقاييس الخاصة لحقوق الإنسان على الآخرين قد يؤدي الى تصعيد حدة التوتر في الخلافات الثقافية.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن فرض المقاييس الخاصة لحقوق الإنسان على الآخرين قد يؤدي الى تصعيد حدة التوتر في الخلافات الثقافية.
وأشار الوزير الروسي إلى أن تحقيق تقدم حقيقي في نشاط المجتمع الدولي في مجال حقوق الإنسان غير ممكن إلا على أساس التعاون المتساوي والحوار المحترم وتعزيز الثقة بين البلدان. وتتحمل هذه البلدان بصفتها ضمانات للشرعية في أراضيها المسؤولية الرئيسية عن حماية حقوق الإنسان.
وأشار إلى أن الجهود المشتركة الهادفة الى تشجيع وحماية حقوق الإنسان يجب بذلها بشرط مراعاة القواعد المعترف بها ومبادئ القانون الدولي وقبل كل شيء ميثاق الأمم المتحدة والإعلان الإعلامي لحقوق الإنسان والوثائق الأخرى المتخذة في إطار الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي ومجلس أوروبا.
وأشار لافروف إلى عدم امتلاك أية دولة أو مجموعة من الدول صلاحيات استثنائية لوضع أية قواعد للسلوك، من جانب واحد، لا تقوم على القاعدة الشاملة، مضيفا أن فرض المقاييس الخاصة لحقوق الإنسان على الآخرين قد يؤدي إلى تصعيد حدة التوتر في الخلافات الثقافية والدينية ويغامر باستفزاز صدام الحضارات وإفشال الجهود الهادفة إلى إنشاء نظام ثابت للتنمية العالمية.
لافروف: روسيا تعتبر أن من الضروري تطوير القاعدة القانونية في مجال حقوق الإنسان
وقال لافروف إن روسيا تعتبر تعزيز وتطوير القاعدة القانونية في مجال حقوق الإنسان أمرا ضروريا.
وأفاد أن الجانب الروسي ينوي إحالة مشروع قرار حول "وحدة النظام القضائي" إلى جلسة المجلس الحالية ويأمل بالموافقة عليها.
وأشار الوزير إلى أن "روسيا التي تؤيد باستمرار احترام الخصائص الثقافية والتاريخية لمختلف الشعوب، تشير إلى أهمية قرار مجلس حقوق الإنسان الذي يؤكد أن الفهم الأعمق للقيم التقليدية واحترامها يساعدان في تشجيع وحماية حقوق الإنسان والحريات الرئيسية. ونعتقد أنه من المهم أن نلفت النظر في عمل المجلس المقبل إلى جميع أنواع الحقوق وبينها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك الحق في التنمية".
وأشار الوزير إلى أن بعض الدول تشهد في الفترة الأخيرة زيادة المواقف المتطرفة التي تدعو إلى إعادة النظر في القيم المعنوية والأخلاقية المشتركة لجميع الأديان العالمية. وحذر من أن هذه الأعمال قد تكون مدمرة بالنسبة للمجتمع ولتربية الجيل الجيد، مشيرا إلى ضرورة منع الأطفال من الوصول إلى المعلومات التي تلحق ضررا بنفسياتهم.
وأضاف لافروف أن بنود الاتفاق الدولي حول الحريات السياسية والمدينة تتضمن إمكانية الحد من الحقوق والحريات بشكل شرعي لصالح حماية الصحة والأخلاق والأمن الاجتماعي والنظام.
لافروف: يجب مواجهة محاولات تدنيس النصب التذكارية لمحرري أوروبا من "الطاعون البني"
كما أشار الوزير الروسي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مشتركة لمواجهة محاولات تبرير النازيين وأنصارهم وتحويلهم إلى أبطال.
وذكر لافروف أن المجتمع الدولي سيحيي العام الجاري الذكرى الـ75 لنشوب الحرب العالمية الثانية، كما سيحيي العام المقبل الذكرى الـ70 للنصر على النازية وتأسيس محكمة نورنبيرغ، مشيرا إلى أن هذه الأحداث تذكرنا بالعواقب الهائلة التي قد تؤدي إليها الثقة بالطبيعة الاستثنائية الخاصة وتجاهل القواعد الأصلية للحقوق والأخلاق.
وأضاف أنه من الضروري أن يواجه العالم بشكل حازم ومشترك محاولات تبرير النازيين ومؤيديهم وتحويلهم إلى أبطال وكذلك أعمال تدنيس النصب التذكارية لمحرري أوروبا من "الطاعون البني". وقال إنه ظهر عداء المجتمع الدولي لهذه العقيدة في أن الأغلبية الساحقة من أعضاء الأمم المتحدة أيدوا قرار الجمعية العامة 150/68 حول مواجهة تحويل النازيين إلى أبطال.
وأشار الوزير الى أن المجتمع الدولي كان يواجه هذه الظاهرة السيئة منذ أسبوع واحد في مدينة سوتشي الروسية عن طريق استعراض التمسك بالمبادئ العالية للميثاق الأولمبي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عندما أهدى الرياضيون من 88 دولة في العالم احتفالا حقيقيا أظهر الشفافية وجو الصداقة والثقة والتسامح وساعد في تعزيز الاتصالات الإنسانية.
ولفت لافروف الأنظار الى أن مفهوم حقوق الإنسان يتمتع بقدرة قوية على توحيد الناس، مشيرا الى أن الكرامة والحرية والعدالة والمساواة والتسامح، كلها تهدف الى تعزيز التفاهم والتعاون بين البلدان والشعوب لصالح ضمان التنمية الثابتة وازدهار البشرية كلها.
المصدر: RT + ايتار-تاس