لافروف: يجب حل النزاعات الداخلية عبر الحوار ومن يهددنا بعقوبات شجع قوى أوكرانية على تجاهل مصالح شرق وجنوب البلاد
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في خطاب ألقاه أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن التغلب على كل الأزمات الداخلية يجب أن يتم عبر الحوار بين كل القوى السياسية.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في خطاب ألقاه في الدورة الـ 25 لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يوم 3 مارس/ آذار بجنيف إن التغلب على كل الأزمات الداخلية يجب أن يتم عبر الحوار بين كل القوى السياسية.
وأعلن لافروف أن "كل الأزمات الداخلية يجب التغلب عليها عن طريق حوار بين كل القوى السياسية والجماعات القومية والدينية وفي مجرى الدستور ومع احترام الالتزامات الدولية بما في ذلك، وليس بالدرجة الأخيرة، الالتزامات الخاصة بالقانون الدولي الإنساني وحماية حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية".
كما أشار الوزير الروسي الى الأهمية المبدئية للابتعاد بشكل حازم عن المتطرفين الذي يحاولون السيطرة على الوضع بأساليب غير شرعية مع استخدام العنف والإرهاب المشكوف.
وشدد الوزير الروسي على أن حقوق الإنسان مسألة هامة جدا لا يجوز استغلالها "في اللعبة الجيوسياسية واستخدامها لإملاء إرادة طرف على آخر وخصوصا لتغيير الأنظمة".
وأشار لافروف إلى أن كل الخبرة المتوفرة تدل على أن التدخل العسكري بحجة الدفاع عن السكان المدنيين يؤدي إلى نتائج معاكسة تماما ويضاعف معاناة المدنيين السلميين ويمنع عنهم واحدا من أهم حقوق الإنسان وهو حق الحياة.
وأكد الوزير أن المبادئ المذكورة في تسوية النزاعات الداخلية تصلح لكل الدول بما فيها سورية وأوكرانيا.
لافروف: السلطات الأوكرانية الجديدة ستستخدم نصرها لقمع الحريات الرئيسية وحقوق الإنسان
كما قال سيرغي لافروف إن السلطات تنوي استخدام ثمار نصرها للقيام بهجوم على حقوق الإنسان والحريات الرئيسية في البلاد.
وذكر الوزير أن البرلمان الأوكراني اتخذ قرارا حول الحدّ من حقوق الأقليات اللغوية وأقال قضاة المحكمة الدستورية ويطالب برفع دعاوى جنائية ضدهم. كما تُسمع دعوات إلى الحدّ من استخدام اللغة الروسية وحتى فرض عقوبة على استخدامها وكذلك حظر الأحزاب السياسية غير المرغوب فيها وإجراء عملية تطهير.
لافروف: المعارضة الأوكرانية شكلت "حكومة الفائزين" بدلا من حكومة الوحدة الوطنية
وأعلن لافروف أن المعارضة الأوكرانية لم تنفذ شيئا من الاتفاقية التي تم التوصل اليها في الـ 21 فبراير/شباط وقامت بتشكيل ما أسماه بـ "حكومة الفائزين" بدلا من حكومة الوحدة الوطنية.
وقال الوزير إن "بعض شركائنا الغربيين عبّروا عن معارضتهم للأعمال الشرعية للسلطات الشرعية وأيدوا الاحتجاجات على الحكومة وشجعوا المشاركين فيها الذين لجؤوا إلى استخدام القوة. وأشار الى أن المحتجين في أوكرانيا قاموا بالاستيلاء على المباني الحكومية وإحراقها وبهجمات على الشرطة وسرقة مستودعات السلاح وتعذيب المسؤولين في المقاطعات الأوكرانية وكذلك بالتدخل في أمور الكنيسة.
وأشار لافروف إلى أن المتطرفين المسلحين الحاملين للشعارات المعادية للروس واليهود سيطروا على وسط كييف والكثير من المدن غرب أوكرانيا.
وذكر أنه تم في الـ21 فبراير/شباط الماضي أي "بعد 3 أشهر تقريبا من الاضطرابات والفوضى "التوصل إلى اتفاق بين الرئيس الأوكراني والمعارضة وقّعها أيضا وزراء خارجية ألمانيا وبولندا وفرنسا، مضيفا أن السلطات الأوكرانية تخلّت وفق هذه الوثيقة عن فرض حالة الطوارئ في البلاد وسحبت قوات الأمن من الشوارع، غير أن المعارضة لم تنفذ شيئا من هذه الاتفاقية. فلم تقم بنزع السلاح ولم تنسحب من المباني الحكومية وشوارع كييف. ولا يزال المتطرفون يسيطرون على المدينة حتى اليوم.
لافروف: يجب ضمان تنفيذ الالتزامات المتفق عليها في اتفاقية 21 فبراير/شباط الماضي
كما دعا لافروف إلى اتخاذ موقف مسؤول من الأزمة الأوكرانية والتخلي عن المصالح الجيوسياسية ووضع مصالح الشعب الأوكراني في الصدارة، مشيرا الى ضرورة ضمان تنفيذ الالتزامات التي تنص عليها اتفاقية 21 فبراير/شباط الماضي بما في ذلك عملية الإصلاح الدستوري بمشاركة سكان كل المناطق الأوكرانية للموافقة عليها لاحقا في الاستفتاء العام.
وقال الوزير إن "من يحاول أن يصف الوضع القائم بالعدوان ويهدد بفرض عقوبات ومقاطعة هم شركاؤنا الذين قاموا بتشجيع القوى السياسية القريبة منهم لرفض الحوار وتجاهل مصالح المناطق الجنوبية والشرقية في أوكرانيا والعمل على استقطاب المجتمع الأوكراني".
لافروف: لدينا معلومات حول إعداد استفزازات جديدة ضد الأسطول الروسي في البحر الأسود
أشار سيرغي لافروف إلى أن خطوات السلطات الأوكرانية الجديدة أثارت استياء شرق وجنوب أوكرانيا وكذلك في جمهورية القرم ذاتية الحكم التي يقطنها ملايين الروس الذين لا يريدون تكرار سيناريو كييف في أراضيهم. وفي ضوء التهديدات المستمرة باستخدام القوة من جانب المتطرفين الذين يعرّضون للخطر حياة ومصالح الروس والأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية تم في القرم إنشاء فرق شعبية للدفاع الذاتي ردعت محاولات السيطرة على المباني الحكومية ونقل الأسلحة والذخائر إلى أراضيها. وأشار لافروف إلى وجود معلومات حول إعداد استفزازات جديدة في القرم بما في ذلك موجهة ضد الأسطول الروسي المرابط في الأراضي الأوكرانية.
المصدر: RT + ايتار-تاس