بوتين: البنية التحتية في جنوب روسيا نمت بشكل مميز بفضل سوتشي والكثير من الاستثمارات جاءت من القطاع الخاص

أخبار روسيا

تحميل الفيديو
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/641450/

قال الرئيس فلاديمير بوتين إن مهمة كبيرة أنجزت في سوتشي وهي تنمية البنية التحتية لجنوب روسيا الاتحادية مشيرا الى أن الاستثمارات الرئيسة والأموال جاءت أيضا من الشركات الخاصة.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع مجموعة مؤسسات إعلامية إن مهمة كبيرة أنجزت في سوتشي وهي تنمية البنية التحتية لجنوب روسيا الاتحادية مشيرا الى أن الاستثمارات الرئيسة والأموال جاءت أيضا من الشركات الخاصة.

وأضاف الرئيس في المقابلة التي أجراها مع القنوات التالية: الروسية الأولى، روسيا-1، "أ بي سي" نيوز الأمريكية، "بي بي سي" البريطانية، "سي سي تي في" الصينية، ولوكالة "أراوند ذا رينغز" : " المصاريف الكلية للأولمبياد معروفة وتبلغ 214 مليار روبل. وفي حال قسمنا على 33 للتحويل إلى الدولار وفق سعر الصرف الحالي، نحصل على التكاليف بالعملة الأمريكية"

كما تحدث الرئيس عن المخططات الأولية للمشرع الضخم في سوتشي قائلا:" في عامي  2006 و2007 قمنا بإقرار خطة تطوير "سوتشي الكبيرة" كمنتجع سياحي. في حال نظرتم إلى خارطة روسيا الاتحادية، فسترون أن البلد اليوم يتكون أساسا من مناطق شمالية. حيث أن أكثر من 70% من مناطق البلد شمالية أو يمكن اعتبارها كذلك، أو حتى أنها تقع في أقصى الشمال. فيما يحدّنا من الجنوب شريط حدودي بحري دافئ قصير، أي البحر الأسود. وعموما، ليست هناك مناطق كثيرة تتمتع بالمناخ الدافئ. وعلى كل تلك المساحات الشاسعة لم يكن لدينا تقريبا أي منتجع عصري ينتفع منه المواطنون الروس. واليوم يحتل مواطنونا المرتبة الأولى من حيث زيارة البلدان الأخرى للاستجمام. حيث يشكل عدد السائحين الروس في تركيا المرتبة الأولى هناك إجمالا كما أعتقد، حيث زار البلد أكثر من 3 ملايين سائح روسي في العام الماضي، مع أن البلد يقع في نطاق مناخي مشابه تقريبا له لدى البحر الأسود... ولذلك كانت أمامنا مهمة كبيرة هي تنمية البنية التحتية لهذه المنطقة من روسيا الاتحادية. وأكرر، جرى إقرار برنامج مناسب لهذا الغرض. ولكن كما يحصل عادة، إن كان ذلك في روسيا أو أي بلد آخر، لا يوجد كفاية من الأموال، حتى للأمور التي تبدو من الأهمية بمكان. أما من أجل تطوير منتجع شاطئي، وذلك أمر لا يبدو أساسيا إطلاقا، فإن الأموال لا تكفي لذلك في أي من الأوقات. ولذلك قمنا بتوحيد عدد من المهام. الأمر الأول وهو الأهم، هو تطوير جنوبي البلاد، وجاءت أهمية تنمية البنية التحتية هناك في المرتبة الأولى. وأعتقد أننا نجحنا في ذلك، لأنه جرى تشكيل بنية تحتية جديدة كليا لنقل الطاقة وصديقة للبيئة. إذا قارنا انبعاثات المواد الضارة في الجو عام 2007 واليوم، نجد أنه مع اختتام المشروع، إذ تم إنجازه تقريبا، نجد أن تلك الانبعاثات انخفضت إلى النصف، ويعود ذلك إلى أننا قمنا بتحويل وقود المحطات الكهربائية إلى شكل أكثر رفقا بالبيئة، حيث قمنا بمد خطين لنقل الغاز، وبنينا محطتين جديدتين لتوليد الكهرباء، و8 أو 9 من المحطات الفرعية، وأغلقنا محرقتين للقمامة في منطقة سوتشي الكبرى كانتا تطلقان الأدخنة، وأنشأنا بنية تحتية جديدة للنقل. وكل ذلك خفف العبء على البيئة. لربما توافقون على أن ذلك أمر من الأهمية بمكان بالنسبة لمنتجع.

المهمة الثانية التي وضعناها نصب أعيننا هي إعادة تهيئة مراكز لتنشئة رياضيين روس من المستوى العالي. حيث بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لم يبق في روسيا تقريبا مراكز ذات الصلة في البلد، بل انتقلت كلها إلى الخارج، إلى جورجيا أو أرمينيا، أو في كازاخستان في حال أخذنا بعين الاعتبار ملعب "ميديو" للتزلج. وعلى سبيل المثال، كان على رياضي التزلج الروس أن يتنافسوا في البطولة الوطنية على جليد في برلين بسبب مجرد عدم توفر ملاعب محلية، وهذا أمر مخجل. لقد فقدنا كل منصات الوثب وما يرتبط برياضة التزلج هذه. لقد أنشأنا الآن عددا من المراكز، وليس في سوتشي فقط، مع أن منصتي الوثب في سوتشي تنفردان بنوعهما كليا من وجهة النظر الفنية، ولكننا وبغية التحضير للأولمبياد، قمنا في مناطق مختلفة ببناء المنصات الأكثر عصرية في العالم.

والأمر الثالث أخيرا. أردنا أن ننشئ مرافق جبلية سياحية جديدة كليا، من أجل أن نجعل هذه المنطقة من روسيا الاتحادية منتجعا نشطا على مدار العام، صيفا وشتاءا. وأعتقد أننا نجحنا في ذلك أيضا. ولذلك إذا كنا ننظر إلى التحضيرات للأولمبياد حصريا، فقد كلفنا ذلك 214 مليار روبل، بنينا بواسطة جزء منها 15 مجمعا رياضيا، وذهبت بقيتها للبنية التحتية. وفي حال احتسبنا نفقات إضافية ما مصروفة على بنى تحتية موجودة مسبقا، لربما سيزيد المبلغ عن المذكور، ولكن ذلك لا يتعلق بالألعاب الأولمبية مباشرة.

الشركات الخاصة ساهمت بشكل فعال

وحول الاستثمارات التي ساهمت ببناء المشروع قال بوتين إن :" من بين 214 مليارا كان هنالك 100 مليار من الدولة، أما البقية جاءت من الشركات الخاصة، وقبل كل شيء جرى استثمار المبلغ الأخير في البنية التحتية للفنادق، وعلى سبيل الذكر فقد أنشأنا أكثر من 40 ألف شقة فندقية جديدة، عددها كما أذكر بين 41 إلى 43 ألفا. وذلك أمر هام للغاية في إطار تنمية المنتجع. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف جرى استخدام أموال شركاتنا. إنها استثمارات خاصة".

الثواب والعقاب في العمل

كما تطرق الرئيس بوتين في المقابلة الى المسائل التي تعكر صفو العمل وخاصة في مثل هذه المشاريع قائلا إن أهمها هو :" عدم تأدية البعض لمهامهم وفق الجدول.. نتفهم أن مشروع سوتشي الأولمبي بقي على مر سنوات عدة مشروع البناء الأضخم في العالم. ومن دون أي مبالغة، إنه مشروع البناء الأضخم في العالم. وبالطبع في إطار مشروع ضخم كهذا، ومع عدم وجود خبرات البناء الضرورية ذات الصلة في روسيا، لم تكن الأمور ستجري من دون تأخيرات، وبالطبع اضطرنا الأمر لتوجيه عبارات غير مريحة بصدد الأسعار والجداول الزمنية ونوعية العمل".

وأضاف :" كيف سوى ذلك؟ لا يمكن العمل إلا بالشكل الصارم (بهذه الطريقة). تعرفون أننا إذا مدحنا الجميع فإننا لن نحصل على أية نتائج إيجابية. وتوزيع الأوسمة ليست مهمتي الوحيدة، مع أنها تدخل في إطار التزاماتي، ولكن وبشكل رئيسي يجب عليّ أن أبذل الجهود لكي تتحقق نتائج محددة. وتعرفون أن ذلك عمل يومي صعب. أين رأيتم حول العالم عمّال بناء ينجزون كل مهامهم وفق الجدول المحدد وبأفضل جودة وبأقل الأسعار؟ ليس هناك بلد بهذه المواصفات. حيث تلاحظ في كل مكان محاولات لزيادة تكاليف المشاريع، إن كان ذلك في أوروبا أو أمريكا الشمالية أو آسيا. يتشابه ذلك في كل مكان... ولكن ذلك تنافس طبيعي بين الزبون من جهة، وهو الدولة في حالتنا هذه، أو الشركات الخاصة التي قامت ببناء الفنادق هنا، والجهات المنفذة من المقاولين من جهة أخرى. المقاول دائما يريد أن يربح أكثر، فيما يريد الزبون أن يحصل على نتاج نوعي في وقته وبسعر أرخص. هذا التنافس يجري دائما وهذا أمر طبيعي، ومن المعروف أنه توجد حدود خرقها يؤدي إلى مخالفة القوانين، ولكن هيئات حماية القانون هي من يجب أن تعنى بذلك، والأخيرة عملت هنا بالشكل الأكثر صرامة. لقد حاولنا عدم السماح لأحد بتجاوز تلك الحدود. وإجمالا، أعتقد أننا نجحنا في ذلك. أما فيما يتعلق بالضبط بالحادثة التي ذكرتها، فإنني أتفق معك. لقد قام سبيربانك باستئناف المشروع وأنجزه بشكل نوعي وعصري. ولا يوجد مجمع تزلج للوثب كهذا في أي مكان من العالم.

 

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا