السينما العربية في 2013 بين الجوائز الدولية وطرح قضايا جريئة
سجلت السينما العربية عددا من النجاحات في عام 2013، بوصول بعضها إلى محافل دولية، بالإضافة إلى تسليط بعضها الاخر الضوء على مواضيع حساسة، سياسية اجتماعية، في الوطن العربي.
سجلت السينما العربية عددا من النجاحات في عام 2013، بوصول بعضها (سواء الروائية أو التسجيلية) إلى محافل دولية، بالإضافة إلى تسليط بعضها الاخر الضوء على مواضيع حساسة، سياسية اجتماعية، في الوطن العربي.
من هذه الأفلام يبرز الفيلم السوري "مريم" لمخرجه باسل الخطيب، الذي يطرح تاريخ سورية في القرن الأخير، من خلال 3 سيدات يحملن اسم مريم من فترات مختلفة في القرن العشرين، ابتداء من الاحتلال العثماني ومرورا بنكسة 1967، وانتهاء بالأحداث التي تشهدها سورية في الظرف الراهن.
شاركت في هذا الفليم كوكبة من النجوم السوريين مثل عابد فهد وبسام لطفي وأسعد فضة وصباح الجزائري وسلاف فواخرجي وديما قندلفت وأمية ملص وميسون أبو أسعد.
يشار إلى أن فيلم "مريم" فاز بعدد من الجوائز، كجائزة مهرجان "الداخلة" في المغرب، وكذلك جائزة "المهر الذهبي" في مهرجان "وهران" في الجزائر، وذلك مناصفة مع الفليم المصري "هرج ومرج"، الذي يتطرق في إطار الفانتازيا الاجتماعية إلى مثلث حب يجمع بين منال وزكي ومنير،إذ يسعى الشابان إلى الفوز بقلب الفتاة منال، فيما يحاول هؤلاء جميعا تحقيق أحلامهم المتواضعة في ظل الأحداث التي تعيشها مصر.
يذكر أن "هرج ومرج" من بطولة أيمن عامر ومحمد فراج ورمزي لينر، وهو من إخراج نادين خان، ابنة المخرج الكبير محمد خان، ويعتبر هذا الفيلم أول أعمالها بعد أن عملت كمساعدة لوالدها.
مصريا أيضا برز فيلم "أسرار عائلية" لتعرضه إلى قضية مغيبة إعلاميا وفنيا في العالم العربي، وهي "الشذوذ الجنسي"، مما أدى إلى إصرار الرقابة على حذف 13 مشهدا منه كي يتسنى عرضه جماهيريا، "بينها مشاهد تؤثر على المجرى الدرامي للفيلم وتفقده الكثير من قيمته الفنية"، بحسب مخرج الفيلم هاني فوزي، وهو أول عمل فني يخرجه فوزي المعروف ككاتب سيناريو.
وبالعوة إلى الأحداث السياسية التي فرضت نفسها على الكثير من الفنانين العرب تجدر الإشارة إلى الفيلم الوثائقي "5 كاميرات مكسورة" للفلسطيني عماد برناط، الذي ألقى الضوء من خلال فيلمه على المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي لبلاده، يتعرض في فيلمه إلى الجدار الفاصل ومصادرة أراضي فلسطينية.
حظي هذا الفيلم بترحيب عربي عالمي إذ فاز بالعديد من الجوائز الدولية في هولندا وفرنسا وكوريا الجنوبية وأرمينيا وأمريكا وغيرها، كما ترجم إلى ترشيحه لجائزة الـ "أوسكار" عام 2013 كأفضل فيلم تسجيلي، مما يعتبر شهادة من أشهر صناع السينما بأن "5 كاميرات مكسورة" فيلم يستحق المشاهدة، وهو ما أكد عليه مخرج الأفلام الوثائقية الشهير مايكل مور الذي أعرب عن حماسه للفيلم بالقول إنه لو تسنى لكل عائلة أمريكية مشاهدة هذا الفيلم لتغير رأيها حول ما يدور في فلسطين.
وبالحديث عن جائزة الـ "أوسكار" لابد من الإشارة إلى مخرج فلسطيني ثانٍ هو هاني أبو أسعد، الذي بصدد وضع اسمه مجددا، بعد "الجنة الآن" في 2006، في السباق للحصول على هذا التكريم، وذلك بعد إدراج فيلمه الروائي "عمر" في القائمة قبل الأخيرة المكونة من 9 أفلام للمنافسة على هذه الجائزة المرموقة، على أن يعلن عن لائحة الأفلام الخمسة الأخيرة في 12 يناير/كانون الثاني الجاري.
يقدم أبو أسعد في فيلمه الجديد الواقع الفلسطيني والمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي والكفاح من أجل العيش في ظروف انسانية، وذلك من خلال قصة حب تتخللها حبكة بوليسية.
حصل هذا الفيلم على جوائز سينمائية مهمة آخرها جائزة "المهر العربي" كأفضل فيلم عربي في مهرجان دبي السينمائي بنسخته العاشرة، فضلا عن فوز هاني أبو اسعد بجائزة أفضل مخرج في المهرجان ذاته.
هذا وكان فليم "عمر" قد فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان "كان" في مايو/أيار الماضي، سيما وأن الفيلم يعتبر فلسطينيا بامتياز إذ تم تصويره في فلسطين وبمشاركة طاقم محلي، بالإضافة إلى أن تمويل هذا الفيلم كان من قبل رجال أعمال فلسطينيين بنسبة 95%.
وفي إطار النجاحات السينمائية العربية يشار إلى المخرجة السينمائية عهد كامل التي سجلت اسمها كأول مخرجة سعودية تشارك في مهرجان "برلين" السينمائي في نسخته الـ 63. وشاركت عهد كامل في هذا المهرجان، وهو أحد أهم مهرجانات الفن السابع في العالم، في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بفيلمها "حُرمة".
تطرح المخرجة الشابة من خلال هذا الفيلم العديد من القضايا التي تتعلق بالمرأة السعودية، من خلال قصة سيدة يفارق زوجها الحياة وهي حامل، مما يضعها في مواجهة مشاكل كثيرة في المجتمع، ويجعلها عرضة للابتزاز من قِبل المحيطين بها، فتقاوم من أجل حماية طفلها قبل أن يولد.
المصدر: RT + وكالات