أحمد فؤاد نجم .. همزة الوصل الأخيرة بين محبيه والشيخ إمام
ودعت مصر شاعرها الكبير أحمد فؤاد نجم الذي كان بالنسبة لكثيرين أكثر من شاعر، بل كان همزة الوصل بين الحاضر والماضي الذي جمعه بتوأم روحه، اشهر من غنى للفقراء وعنهم، الشيخ إمام.
ودعت مصر شاعرها الكبير أحمد فؤاد نجم الذي فاقت شهرته حدود بلاده لتصبح كلماته لسان حال الطبقة الكادحة من المحيط إلى الخليج، بل تجاوزت شهرته وطنه العربي الذي حمل همومه وآلام شعوبه، إذ قال احد الشعراء الفرنسيين في وصفه "إن ما فيه من قوة تسقط الأسوار"، فاستحق نجم وعن جدارة لقب "سفير الفقراء".
كان الشاعر الشعبي خير سفير للمسحوقين في مصر وخارجها، بعيدا عن الأضواء المسلطة على سفراء "النوايا الحسنة"، إذ كان يعمل ويبدع بهدوء لينطلق صوته عاليا من رحم الصمت.
وكما عاش وأبدع أحمد فؤاد نجم بصمت وبعيدا عن ضوضاء الإعلام، رحل أيضا بصمت، إذ اكتفى العديد من المشاهير بالتعبير عن حزنهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي المواقع ذاتها التي تحولت إلى فضاء عزاء كبير اختلط فيه المعزي ومن يتقبل التعازي بالنجم الذي أفل نوره لتظل كلماته تشع في وجدان وذاكرة كل محبيه.
حظي الشاعر الشعبي الراحل باهتمام كبير وبتكريم قلما يتمتع به إنسان، وذلك بتناول مسيرته وكفاحه بالكلمة التي جعله أسيرا في سجون الاعتقال في زمن 3 رؤساء مصريين، وذلك في الفيلم السينمائي "فاجومي"، أي الشخص الصريح لاذع الانتقاد، الذي عرض في عام 2011، والمستوحى من الاسم الذي أطلقه الراحل على نفسه في مطلع إحدى قصائده التي يقول فيها ..
أنا الفاجومي ... مواطن غلبان شايل في قلبه وطن
الاسم ... أحمد فؤاد نجم المهنة ... شاعر النوعية ...ذكر ...
كان نجم بالنسبة لكثيرين أكثر من مجرد شاعر، بل كان همزة الوصل بين الحاضر والماضي الذي جمعه بتوأم روحه، أشهر من غنى للفقراء وعن الفقراء الشيخ إمام، الذي منح كلمة "الشيخ" نكهة ذات طابع آخر، لينقطع هذا الاتصال بوفاة الشاعر الكبير، ليجد معجبو الشيخ والنجم تعزية في الانترنت حيث رفعت الأغاني التي جمعت بين العملاقين الراحلين.
فلا يزال الإقبال على أغاني الشيخ إمام التي كتب كلماتها أحمد فؤاد نجم كبيرا، لما تحمله من معانٍ وصورا شعرية تعكس الواقع الحالي، على الرغم من مرور عشرات السنين على تأليفها وغنائها.
من أشهر الأعمال الفنية له أغنية "بوتيكات" ...
كما حققت أغنية "البتاع" شهرة كبيرة في الشارع المصري والعربي ...
أما أغنية "الفول واللحمة" فلها طعم خاص في نفس الراحلين والمعجبين بفنهما الملتزم، إذ كانت السبب بسجنهما عاما كاملا في 1977، وذلك بعد أن حكم عليهما بالسجن أيضا بسبب "نيكسون بابا" قبل ذلك بـ 3 سنوات.
كما شكلت هزيمة 67 منعطفا محوريا في حياة أحمد فؤاد نجم فلم يكتم صرخته وكتب لفلسطين وكتب للجندي المصري على الحدود، ولعل أشهر هذه الأغاني "يا فلسطينية" و"آه يا عبد الودود" التي صدح بها صوت الشيخ إمام.
المصدر: RT + "يوتيوب"