لا أوامر بعد لفض الاعتصامات.. وتقرير حكومي يوصي بتركها لشهر آخر لكي "تتآكل ذاتيا"
أكد مصدر مصري مطلع أن أجهزة الأمن لم تتلق الأوامر بعد لفض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة. من جانب آخر، ذكرت مصادر أن الرئيس المؤقت عدلي منصور وأعضاء مجلس الأمن القومي تلقوا تقريرا حكوميا يوصي بترك الاعتصامات لشهر آخر، حتى "تتآكل ذاتيا".
أكد مصدر مصري مطلع أن أجهزة الأمن لم تتلق الأوامر بعد لفض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة، حيث يتمركز مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
وقال المصدر يوم 12 أغسطس/آب إن تحديد ساعة الصفر يكون بناء على تقديرات الموقف والأعداد الموجودة داخل الاعتصام، مؤكدا أنه لم يصدر أي تصريح رسمي من وزارة الداخلية بشأن تحديد ساعة الصفر لفض الاعتصام.
وأشار المصدر إلى أنه "لا يمكن الإعلان عن موعد فض الاعتصام إعلاميا، نظرا لما يتسم به من السرية"، موضحا أن كل ما "تم تسريبه عن موعد فض الاعتصام غير صحيح". وأضاف المصدر أن انقطاع الكهرباء عن محيط منطقة رابعة العدوية والشوارع المحيطة بها فجر الاثنين كان بسبب عطل فني، ولا علاقة له بخطة فض الاعتصام.
وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية اتخذت جميع التدابير اللازمة لفض الاعتصامات بناء على المعلومات الواردة إليها من جهاز الأمن الوطني، ومن داخل محيط الاعتصامات، وبناء على هذه المعلومات يتم تقدير الموقف طبقا للمتغيرات على أرض الواقع.
وكشف المصدر عن وجود عناصر تم زرعها داخل الاعتصامات، ومهمتها تحييد المخاطر الموجودة بالداخل، والسيطرة على الأسلحة التي يمكن استخدامها ضد قوات الأمن أثناء فض الاعتصام، مؤكدا أن رجال الأمن سيسمحوا للمعتصمين الراغبين في مغادرة الاعتصام بالخروج ولن تتخذ أية إجراءات لتتبعهم أو ضبطهم، إلا من صدر ضدهم أمر من النيابة العامة بالضبط والإحضار ومن تلطخت أيديهم بالدماء.
منصور يلتقي أعضاء مجلس الأمن القومي ويستمع الى تقرير يؤكد أن الاعتصامات "تتآكل ذاتيا"
ذكرت مصادر سياسية رفيعة المستوى، إن الرئيس المؤقت عدلي منصور وأعضاء مجلس الأمن القومي خلال لقائهم مساء الاثنين لبحث التداعيات الأمنية في القاهرة، تلقوا تقريراً حكومياً أوصى بترك الاعتصام لشهر آخر حتى يتآكل تلقائيا.
وجاء في التقرير أن سلوك المعتصمين في رابعة العدوية والنهضة أدى إلى ازدياد الغضب الشعبي.
ونقلت المصادر عن التقرير أن هذا التآكل الذاتي للاعتصام قد يؤدي إلى انفضاضه تلقائياً دون استخدام القوة من الأمن لفضه، مشيرة في الوقت نفسه الى ضرورة أن يتعامل الأمن مع اعتصام الإخوان في حال قطع الطريق أو مهاجمة أماكن حيوية.
ورجحت المصادر، أن يكون هذا التقرير قد تم مناقشته في اجتماع مجلس الأمن القومي وأن الرأي الغالب في الاجتماع ربما ينحاز إلى التقرير.
يذكر أن قسم شرطة مدينة نصر أعلن أنه تلقى عددا من بلاغات المواطنين لتضررهم من تعرضهم للإيذاء البدني والتعذيب على أيدى المتواجدين باعتصام الإخوان بمنطقة رابعة العدوية.
وكان مصدر في مكتب الناطق باسم القوات المسلحة سبق أن أكد انعقاد اجتماع لمجلس الأمن القومي حضره منصور لبحث الوضع الأمني في القاهرة واحتمال فض اعتصامات أنصار مرسي بالقوة.
وكانت "الأهرام" سبق وأن ذكرت أن اللقاء جاء لبحث التطورات الأخيرة المتعلقة بالخطة لفض الاعتصامات، بالإضافة الى التصعيد الأمني في شبه جزيرة سيناء.
حزب الحرية والعدالة: لم تحدث أية مفاوضات مباشرة مع الحكومة بشأن فض الاعتصامات
قال محمد سودان أمين العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أنه لم تحدث حتى الآن أية مفاوضات مباشرة بين المعتصمين والحكومة بشأن فض الاعتصامات بصورة سلمية.
وتابع أن للقوى الإسلامية تحفظات بشأن مثل هذه المفاوضات، لأن الرئيس الشرعي للبلاد هو من يجب أن يجري مثل هذه المفاوضات، وبإمكان "الانقلابيين" أن يتحاوروا معه ومع مساعديه.
واعتبر سودان أن ما يحدث في مصر من مظاهر الدكتاتورية، لم يكن له مثيل حتى في عهد مبارك، مشيرا في هذا السياق الى حبس الرئيس مرسي في مكان لم يعلن عنه حتى الآن ومنعه من الاتصال بمحامين وأقاربه.
واعتبر أن الحكومة الجديدة قادرة على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة من وجهة النظر العسكرية. لكن قيامها بذلك سيؤدي الى سقوط آلاف الضحايا، نظرا لوجود عدد كبير من المسنين والنساء والأطفال بين المعتصمين.
المصدر: وكالات + الإهرام