روسيا مستعدة للمشاركة في الدرع الصاروخية التابعة للناتو على أساس التكافؤ فقط
أكد سيرغي ريابكوف نائب رئيس الوزارء الروسي يوم الجمعة 29 يناير/كانون الثاني أن بلاده تهتم فقط بالتعاون المتكافئ في شأن إنشاء درع صاروخية تابعة لحلف الناتو في أوربا، مضيفا أن انعدام مثل هذا التعاون سيعرقل الحوار بشأن الدفاع الصاروخي.
أكد سيرغي ريابكوف نائب رئيس الوزارء الروسي يوم الجمعة 29 يناير/كانون الثاني أن بلاده تهتم فقط بالتعاون المتكافئ في شأن إنشاء درع صاروخية تابعة لحلف الناتو في أوربا، مضيفا أن انعدام مثل هذا التعاون سيعرقل الحوار بشأن الدفاع الصاروخي.
وأوضح ريابكوف الذي أجاب على أسئلة صحفيين روس بواشنطن يوم الجمعة، أن العقبة الرئيسية على هذا الطريق تكمن في عدم رغبة الناتو في التخلي عن موقفه التقليدي من هذا الموضوع، علما بان هذا الموقف يعتمد على مبدأ الانتماء الى الحلف. وهذا يعني، انه بالرغم من كون روسيا شريكا معلنا للناتو، لن يسمح لها بالمشاركة في اتخاذ القرارات المهمة بالنسبة لها. وبهذا يتم وضع روسيا أمام ألامر الواقع.
وأعرب الدبلوماسي الروسي عن أمله في أن يتم تعديل هذا الموقف التقليدي، كي تتمكن روسيا والناتو من التوصل الى تفاهم يتيح الاستجابة للمصالح والمواقف الروسية بالإضافة الى التعاون العملي فيما يخص هيكلية المنظومة الدفاعية المستقبلية. وأضاف ريابكوف انه في هذة الحال قد يبدأ التعاون التطبيقي، اي التعاون بين العسكريين وتكامل قدرات الطرفين في هذا المجال.
وكان حلف الناتو وروسيا قد اتفقا على التعاون في إنشاء الدرع الصاروخية الأوربية في قمة روسيا-الناتو بلشبونة يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وفي حين تصر قيادة الحلف على أن المشروع يجب أن يتكون من منظومتين منفصلتين احداهما للناتو والثانية لروسيا مع أن يتم التنسيق بينهما، تجري موسكو مفاوضات مع اعضاء الحلف الأوربيين حول إنشاء منظومة دفاعية موحدة تضم الوسائل المضادة للصواريخ لدول الناتو وروسيا.
وتوقع ريابكوف تعثر التعاون بين روسيا والناتو في هذا المجال إذا دعا الحلف موسكو الى الانضمام الى مشروع ينفذه الناتو من أجل نفسه أو إذا اقترح على الجانب الروسي ليس الانضمام الى المشروع، بل المشاركة فيه بالرادارات الروسية. وأوضح أنه في هذا الحال فان بلاده ستنظر الى هذه المنظومة باعتبار أنها مشروع خاص بالناتو يهدد الامن الروسي.
المحادثات حول المعاهدة الجديدة بصدد القوات التقليدية في أوروبا
قال سيرغي ريابكوف أن بلاده تنظر بتفاؤل الى فرص التوصل الى اتفاق بشأن المعاهدة الجديدة حول القوات التقليدية في أوروبا قريبا. وذكر ان المحادثات حول المعاهدة الجديدة قد تبدأ في عام 2011.
يذكر ان معاهدة القوات التقليدية في اوروبا تم توقيعها عام 1980 . وقد سرى مفعولها عام 1992. وقامت المعاهدة بخلق حالة توازن بين قوات الناتو ومعاهدة وارشو. كما انها قامت بالحد من نشر الاسلحة التقليدية على طول خط التماس بين الحلفين العسكريين السياسيين.
وقد وضع في اساس معاهدة القوات التقليدية في اوروبا نظام القيود الكمية المفروضة على 5 أصناف رئيسية من الاسلحة وهي الدبابات والعربات القتالية المصفحة والمدفعية والمروحيات الهجومية والطائرات الحربية. لكن تلك المعاهدة فقدت واقعيتها الى حد كبير تحت تأثير التغيرات السياسية والعسكرية الواسعة النطاق.
ومن اجل ضمان سريان المفعول الطبيعي للمعاهدة والحفاظ على حيويتها تم في اسطنبول عام 1999 التوقيع على اتفاقية تكييف المعاهدة. وهو ما أدى لنظام تكييف المعاهدة بتعزيز امن كل دولة مشاركة فيها بغض النظر عن انتمائها الى احلاف سياسية وعسكرية.
وكانت دول الناتو بصورة خاصة تربط تكييف المعاهدة بسحب القوات المسلحة الروسية وتجهيزاتها من جورجيا ومولدافيا . وقد فرضت روسيا عام 2007 من جانب واحد حظرا على تنفيذ معاهدة القوات التقليدية في اوروبا بسبب ان شركاءها في المعاهدة لم يلتزموا بالتعهدات التي اخذتها على عاتقها ورفضت المصادقة على الاتفاقية الموقعة في اسطنبول.