أوروبا تنقض عهدها للطاقة الخضراء.. الـضرورات تبيح المحظورات
يعقد منتدى حوار الطاقة الروسي الأوروبي سنويا لبحث العلاقات بين الطرفين في مجال الطاقة خصوصا الغاز الطبيعي.. واستضافت بروكسل لقاء هذا العام، بمشاركة شركات طاقة، ومسؤولين حكوميين، ونوّاب وأكاديميين وممثلي المجتمع المدني، ولكن الفحم الحجري، بشكل غير معهود، فرض نفسه بقوة على أجندة النقاشات.
يتصدر الغاز الطبيعي وقضاياه عادة جدول أعمال الحوار الروسي الأوروبي في مجال الطاقة، ولكن خلال لقاء الجانبين في بروكسل هذا العام فرض الفحم الحجري نفسه بقوة على أجندة النقاشات.
ويعود السبب إلى تقليص أوروبا استهلاك الوقود الأزرق، وإطلاق العنان لتوليد الكهرباء بالفحم الحجري، ما يعني أن أوروبا، التي طالما نادتْ بتقليص الانبعاثات ودعمت الطاقة الخضراء، تناست أضرار الفحم البيئية مقارنة بصديق البيئة - الغاز الطبيعي.
ولعل أوروبا بذلك قد قررت السير على خطى الصين المعروفة باعتمادها الشديد على الفحم لانخفاض سعره مقارنة بالغاز الطبيعي، فالكلفة مهمة لأوروبا الغارقة في أزمتها المالية.. ويرى البعض أن الأمر لا علاقة له بالحسابات الاقتصادية.
واللافت أن الأوروبيين أنفسهم يقرون بالتهافت على الفحم، ويبحثون في إصدار قوانين تزيد من كلفة استخدامه.
من جانب آخر، يبحث في أووربا حاليا تطوير أنابيب ومحطات نقل الغاز ومرافئ استقبال شحنات الغاز المسال بعشرات مليارات الدولارات، ما يشير إلى أهمية هذا المصدر من الطاقة للقارة العجوز رغم الاتجاه الراهن.
ورغم أن أوروبا تحلق حاليا خارج السرب مع تقليصها استهلاك الغاز لصالح الفحم الحجري، ومع ذلك يمكن توقع تعاظم دور الغاز مستقبلا على خلفية التأكيد على أهمية تقليص الانبعاثات الضارة والحديث عن استثمارات ضخمة في البنية التحتية لصناعة الغاز في أوروبا.
المزيد في التقرير المصور