لافروف: المهمة المبدئية لروسيا هي الحفاظ على ديناميكية العلاقات مع الولايات المتحدة
قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي عقد يوم 13 يناير/كانون الثاني لدى استعراض حصيلة السياسة الخارجية لعام 2010 فيما يخص العلاقات الروسية- الامريكية:" ان ما يجمع بيننا هو اكثر مما يفرقنا. والمهمة المبدئية لروسيا في عام 2011 هي الحفاظ على الديناميكية الايجابية في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة".
قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي عقد يوم 13 يناير/كانون الثاني لدى استعراض حصيلة السياسة الخارجية لعام 2010 فيما يخص العلاقات الروسية- الامريكية:" ان ما يجمع بيننا هو اكثر مما يفرقنا. والمهمة المبدئية لروسيا في عام 2011 هي الحفاظ على الديناميكية الايجابية في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة".
واضاف لافروف قائلا:" اود ان أذكر حصيلة هامة لعام 2010 ، هي معافاة الوضع الدولي بشكل ملحوظ ، وقد نتج ذلك بصورة رئيسية عن خلق اجواء جديدة في العلاقات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة".
وبحسب قول لافروف فان الحفاظ على التوجه الجديد في العلاقات بين موسكو وواشنطن يعتبر مسألة هامة مبدئية بالنسبة الى السياسة الخارجية الروسية.
ومضى لافروف قائلا:" لا يمكن تحقيق ذلك إلا بشرط تتبع النهج الذي رسمه الرئيسان الروسي والامريكي وبالطبع بشرط الاحترام المتبادل لمصالح الدولتين القومية وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل اليها والأخذ بالحسبان قلق كل واحد من الجانبين".
وأبرز لافروف مثل هذا القلق لدى الجانب الروسي مشيرا بصورة خاصة الى مسألة الدرع الصاروخية وقال:" يتوجب علينا بذل المزيد من الجهود في هذا المجال مستقبلا. لكني اود القول في النتيجة ان ما يجمع بيننا هو مع ذلك اكثر مما يفرقنا. وسننطلق من هذا الامر باعتباره واقعا موضوعيا".
الدرع الصاروخية الاوروبية
اعلن لافروف ان تعاون روسيا مع شركائها في المنطقة الاوراطلسية سيتوقف الى حد كبيرعلى مدى تطورمشروع الدرع الصاروخية الاوروبية. وابرز لافروف بشكل عام الديناميكا الايجابية التي تلحظ في مجال الامن في المنطقة الاوراطلسية.
وقال لافروف:" يعتبر ذلك انطلاقة فقط. ويتوجب علينا تعزيز الديناميكا الايجابية باتخاذ المزيد من الخطوات العملية. اننا نعول على ان هذا العمل سيجرى بشكل صادق ونزيه".
واضاف لافروف قائلا:" في حال تسير الامور على طريق آخر ويدور الحوار معنا بصورة شكلية و لا تأخذ الدرع الصاروخية التابعة للناتو بالحسبان المصالح الروسية فاننا سنفوت فرصة لللتوصل الى اتفاق لا مثيل له من شأنه ان يضع حدا لتركة الحرب الباردة سواء كان في ادمغة الساسة او على صعيد الممارسة العملية".
موسكو تعول على حل مسألة الغاء تأشيرات الدخول مع الاتحاد الاوروبي
اعلن لافروف ان موسكو تعول على حل مسألة الغاء تأشيرات الدخول مع الاتحاد الاوروبي. وقال:" اظن ان شركاءنا سيتخذون موقفا غير مسيسا من هذه المسألة وينطلقون من الواقع الموضوعي الذي يبين انه ليست هناك اية حواجز تقنية وتنظيمية للانتقال الى نظام إلغاء تأشيرات الدوخول. وقد اتفقنا على اعداد قائمة بالمسائل التي من الضروري حلها من اجل ان نلغي تأشيرات الدخول. ونعول على اغلاق هذا الملف في العام الجاري".
يذكر ان روسيا قد سلمت اثناء انعقاد قمة روسيا – الاتحاد الاوروبي في 31 مايو/آيار الماضي سلمت الى الاتحاد الاوروبي مشروع اتفاقية الغاء تأشيرات الدخول. وكان دميتري مدفيديف قد اعلن آنذاك في المؤتمر الصحفي انه ليس هناك اي شيء يمنع روسيا من الغاء تأشيرات الدخول بالنسبة الى دول الاتحاد الاوروبي حتى في يوم الغد. ودعا مدفيديف بهذا السياق الاتحاد الاوروبي الى بلوغ الوفاق في هذه المسألة.
وبحسب قول لافروف فلا يمكن عدم مبالاة عامل آخر للامن الاوروبي وبعده الانساني وهو حرية التجول. وقال لافروف:" شرعنا الاتفاق على هذا الامر ابتداءا من معاهدة هلسنكي. ثم تم استنساخ هذه الافكار في الكثير من الوثائق الصادرة عن منظمة الامن والتعاون في اوروبا. لكن لم يتم حل هذه المشكلة لحد ألان. ثمة تقدم ملموس فيما يتعلق بتيسير نظام منح تأشيرات الدخول مع الاتحاد الاولروبي. لكن إلغاء تأشيرات الدخول يعتبر امرا مبدئيا للشركاء الاستراتيجيين . وقال الوزير الروسي ان هذا الامر يعتبر دليلا على الشراكة الاستراتيجية في العلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي.
نزع السلاح
أعلن سسيرغي لافروف ان مناقشة مسألة التقليص اللاحق للاسلحة الاستراتيجية النووية تعتبر امرا سابقا للاوان ما دامت معاهدة "ستارت" الجديدة غير منفذة.
وقال لافروف ان الامن في العالم المعاصر يعد مسألة مشكلة عديدة المكونات لابد من حسبانها لدى مناقشة ابعاد الامن الذي يجب ان يكون متكافئا وغير متقاسم بالنسبة الى الجميع.
واعاد لافروف الى الاذهان انه ثمة جوانب اخرى لمشكلة السلاح النووي مثل الاسلحة الاستراتيجية الهجومية والاسلحة النووية غير الاستراتيجية والاسلحة الاستراتيجية غير النووية التي تشكل عنصرا جديدا في القدرة العسكرية بالاضافة الى عسكرة الفضاء الكوني ونشر او عدم نشرالاسلحة فيه والاسلحة التقليدية التي لا يمكن وصف الوضع في مجالها بانه طبيعي.
واوضح لافروف قائلا:" نحن على قناعة بانه يجب تنفيذ معاهدة "ستارت" الجديدة اولا قبل ان نبدأ الحديث حول اتخاذ المزيد من الخطوات في مجال نزع السلاح النووي وتقليص الاسلحة النووية. وبعد ان يتم انجاز ذلك سيتضح الامر بالنسبة الى الخطوات الواجب اتخاذها على طريق تعزيز الامن والاستقرار في العالم". واضاف لافروف قائلا:" من الواضح ان الحديث حول هذا الموضوع يجب ان يدور أخذا بعين الاعتبار كل العوامل المذكورة اعلاه. ثمة عامل جغرافي. ولا بد من القاء نظرة على دول اخرى تمتلك السلاح النووي. اذن فمن المستحيل حذف حتى فقرة واحدة من سلسلة العوامل لدى اجراء التحليل العام لمسألة نزع السلاح. ولا يمكن الخروج باستنتاجات وطرح مبادرات على اساس انتقائي في الوقت الراهن".
وافاد لافروف بان المشاورات الروسية الامريكية في موضوع الدرع الصاروخية ستجري عام 2011 في كل من موسكو وواشنطن. واعاد الوزير الروسي الى الاذهان الاتفاق الثنائي الذي يقضي باجراء مشاورات في موضوع الدرع الصاروخية في اطار مجلس "روسيا – الناتو".
وقال لافروف:" لم يعد يوجد شيء اسمه الدرع الصاروخية الامريكية في اوروبا، بل ظهر شيء آخر وهو مشروع الدرع الصاروخية التابعة للناتو".
بحسب قول لافروف فان رؤساء روسيا ودول حلف شمال الاطلسي قد كلفوا مسؤوليهم بان يدرسوا قبل حلول منتصف يونيو/حزيران القادم امكانية تشكيل درع صاروخية مشتركة للناتو وروسيا الاتحادية.
واستطرد لافروف قائلا:" نحن نأمل بان ينجح هذا الامر، والا ينتقل الوضع من من حالة الاختراق النوعي الى مرحلة التوتر".
لافروف: نأمل ان تتغلب برغماتية الغرب على العاطفة
قال سيرغي لافروف، اننا نأمل ان تتغلب برغماتية شركاؤنا في الغرب على العاطفة حول " قضية خودوركوفسكي ".
وكانت محكمة منطقة خاموفنيكي بموسكو قد اصدرت في ديسمبر/كانون الاول عام 2010 حكما بالسجن لمدة 14 سنة بحق كل من ميخائيل خودوركوفسكي وبلاتون ليبيديف بتهمة سرقة ملايين الاطنان من النفط وغسيل الاموال.
وقال " اعتقد ان هذا سيعقد تعاوننا وتنفيذ مشاريعنا المشتركة. وان الناس في اكثر الدول التي هي شريكة لنا برغماتيون ويفرقون بين الجوهر والمظهر وانهم يتعاملون مع كل مسألة مرتبطة بالتعاون حسب اهميتها ".
وردا على تصريحات بعض اعضاء البرلمان الاوروبي حول خرق حقوق الانسان في روسيا على اثر صدور الحكم بحق خودوركوفسكي وليبيديف وطالبوا بفرض عقوبات عليها، قال لافروف " ان الاجراءات القضائية مازالت جارية وان الخروج باي استنتاجات كما يفعل اعضاء البرلمان الاوروبي بكل بساطة امر غير صحيح وتصرف غير لائق ".
الحديث عن الحرب بسبب الثروات الطبيعية في القطب الشمالي عمل استفزازي
اشار لافروف الى ان الحديث عن احتمال نشوب حرب بسبب الثروات الطبيعية المكتشفة في القطب الشمالي هو عمل استفزازي . وان العديد من الدول ابدت رغبتها للمساهمة في استخراج هذه الثروات. ان هذا مرتبط بالتغيرات المناخية التي تفتح افاقا جديدة للملاحة المنتظمة في المحيط المتجمد الشمالي وبالتالي الوصول الى الثروات الطبيعية في هذه المنطقة الشاسعة.
وقال " ان كافة المشاكل الموجودة في الشمال ومن ضمنها مشاكل تحديد المجال البحري يمكن حلها سياسيا وعلى اسس قانونية، وعليه فان كل الاشاعات والادعاءات بخصوص نشوب حرب قريبا في القطب الشمالي للسيطرة على ثرواته الطبيعية ماهو ألا عمل استفزازي ليس له أي علاقة بحل هذه المشكلة حلا عمليا ".
وتشير معطيات العلماء الى ان المنطقة مهمة لمجمل الكرة الارضية، لان ارتفاع درجات الحرارة فيها تجري بسرعة تعادل ضعف سرعتها في بقية انحاء المعمورة. ولقد اعلنت كل من روسيا والولايات المتحدة الامريكية وكندا والدنمارك والنرويج عن حقوقها القانونية في هذه المنطقة. وتفيد معطيات العلماء الى ان 25 % من احتياطي النفط والغاز العالمي موجودة هنا.
وحسب قول لافروف فان التحضير لتوقيع الاتفاق مع النرويج استمر 40 سنة وان كل المبادئ المثبتة فيه تطابق مبادئ القانون والاعراف الدولية.
واشار لافروف الى انه خلال فترة ظهرالقلق لدى صيادي الاسماك، معتقدين بان الاتفاق سينتقص من حقوقهم ومصالحهم، الا ان هذا لم يحصل حيث ثبت في الاتفاقية المذكورة بانه لن يخل بشروط العمل كما للروس كذلك للنرويجيين عند تنفيذ بنود الاتفاقية.
وقال " ان كافة المؤشرات الخاصة بصيد الاسماك في منطقة بحر بارينتس المبنية على اساس الاتفاقات التي وقعناها مع النرويج تعتبر اكثر فاعلية مقارنة بالمناطق البحرية الاخرى ".
التعاون على ساحة رابطة الدول المستقلة من اولويات السياسة الخارجية
قال لافروف ان التعاون على ساحة رابطة الدول المستقلة هو من اولويات السياسة الخارجية لروسيا.
وافاد " ان السياسة الخارجية الروسية على ساحة رابطة الدول المستقلة لن تتغير. وترأست روسيا في السنة المنصرمة رابطة الدول المستقلة وبذلت قصارى جهدها من اجل تعزيز التكامل في كافة المجالات على اساس المصالح المشتركة وخاصة ما يمس تحديث دولنا. ومن اهم ماتوصلنا اليه هو تشكيل الاتحاد الجمركي بين روسيا وكازاخستان وبيلاروس واقامة الفضاء الاقتصادي الموحد والاتحاد الافرواسيوي وكذلك تحديث منظمة معاهدة الامن الجماعي ".
واضاف " وبغض النظر عن المصاعب الموجودة على ساحة رابطة الدول المستقلة فانه تتعزز اتجاهات صحية برغماتية للتعاون في مجال مصالحنا المشتركة ".
وحول حل مشكلة ناغورني قرع باخ
قال لافروف " ان من المهم في هذه المرحلة عدم عرقلة هذه العملية، لانه حالما تستخدم منابر منظمات مثل هيئة الامم المتحدة ومنظمة الامن الاوروبي فان الموضوع يتحول من المناقشة العملية الى مناقشات عمومية ".
واشار لافروف الى انه عند مناقشة أي موضوع فان تغير الاحداث لن يساعد على تقارب المواقف، " بل يهدد بتأزم الامور بين الاطراف المتنازعة ".
واضاف " حتى الان تمكنا من اجتياز هذه الاعراض ولقد راقبت ذلك شخصيا. وانه بجهود رئيسنا الذي ساعد رئيسي اذربيجان وارمينيا في خلق جو من الثقة ساعد على ايجاد حلول غير متوقعة ". واشار الى ان روسيا ستستمر في بذل الجهود بهذا الاتجاه. وقال " اننا نبلغ شركائنا في واشنطن وباريس بهذه الجهود باستمرار". واضاف " اعتمادا على هذه المساندة نحاول هذه السنة التقدم بعض الشيء اكثر من السنة المنصرمة ".
روسيا تترأس منظمة " ابيك " هذه السنة
تنوي روسيا خلال فترة رئاستها لمنظمة " ابيك " ( اسيا والمحيط الهادئ للتعاون الاقتصادي ) باتخاذ اجراءات عديدة. وقال لافروف " ان هذا عمل شاق ومع ذلك يفسح مجالا كبيرا لبيان امكانيات سيبيريا والشرق الاقصى. نحن نخطط للقيام بهذه المهام في تلك المناطق واعتقد ان هذا سيساعدنا على جذب مصادر اضافية لتطوير هذه المناطق ".
واشار لافروف الى الدور المهم لـ " ابيك " في تطوير التعاون الاقتصادي بين بلدان اسيا والمحيط الهادئ. وان التحضير للقمة التي ستستضيفها مدينة فلاديفوستوك عام 2012 قد ادرج ضمن تصورات التطور الاقتصادي – الاجتماعي لروسيا كاساس لتطوير الشرق الاقصى ".
واضاف " هنا اشير الى ترابط مهامنا الداخلية لتطوير سيبيريا والشرق الاقصى وتكاملنا الاقتصادي مع بلدان اسيا والمحيط الهادئ ".
وحول تعاون روسيا وبلدان اسيا والمحيط الهادئ اشار لافروف الى حيوية مسائل الامن التي " تقع في مستوى مختلف عما هو عليه في اوروبا " ولكن " يبقى مبدأ عدم تقسيم الامن واحدا وحيويا كما في هذه المنطقة كذلك في اوروبا والاطلسي ".
وحسب قوله ان روسيا ستستمر بطرح موضوع الامن " في كافة المحافل الاسيوية ومنطقة المحيط الهادئ " وسوف تولي اهتماما خاصا لآلية اجتماعات القمة لشرق اسيا. وقال " لقد انضممنا الى هذه الآلية مع الولايات المتحدة الامريكية وهذا يعني ان قمة هذه الدول ستشمل كافة الدول الاساسية في المنطقة ".
ثم تطرق الوزير الى منتدى دول اسيا – اوروبا التي اصبحت روسيا عضوا فيه في السنة المنصرمة وقال ان لدى روسيا مجموعة مقترحات حول تقريب استراتيجية الطاقة لبلدان المنتدى وكذلك حول التحديات الاقتصادية والتفاعل مع الاحداث الطارئة والاتفاق حول مشاريع التمويل التي نحن على استعداد لمناقشتها مع شركائنا في المنتدى. واضاف " بما اننا حلقة الوصل جغرافيا وتاريخيا بين اسيا واوروبا فان من مصلحتنا ان نساهم في التعاون بين القارتين ".
ثم تطرق لافروف الى منظمة شنغهاي للتعاون وقال " انها اهم دعامة للامن في منطقة اسيا وبلدان المحيط الهادئ " واشار الى ان مواقفها الدولية تعززت في عام 2010 ونجحت مهمتها في خلق آلية للتعاون بين بلدان المنظمة في مجال الامن ومكافحة الارهاب وانتشار المخدرات والجريمة المنظمة.
وقال " اعتقد انه في يونيو/تموز من السنة الجارية سنتمكن في القمة اليوبيلية للمنظمة التي ستنعقد في كازاخستان ليس فقط ذكر ما عملناه خلال الفترة المنصرمة، بل وسنضع خطط تعاوننا اللاحق ".
ويمكنكم الاطلاع في مواقعنا على تصريحات لافروف حول البرنامج النووي الايراني والوضع في الشرق الاوسط