سورية.. عامان من الأزمة
الأزمة السورية تدخل عامها الثالث، فبعد عامين رسما مشهدا قاتما لبلد كان قبلة لللاجئين من حوله وصورة أمان وجمال يحلم بها كثيرون، تحول في غضون عامين الى أزمة نأت عنها كل الحلول.
الأزمة السورية تدخل عامها الثالث، فبعد عامين رسما مشهدا قاتما لبلد كان قبلة لللاجئين من حوله وصورة أمان وجمال يحلم بها كثيرون، تحول في غضون عامين الى أزمة نأت عنها كل الحلول.
"خلال تجمع عدد من المواطنين في محافظة درعا البلد استغل بعض المندسين هذا الموقف وعمدوا الى إحداث الفوضى والشغب ملحقين أضرارا بالممتلكات العامة والخاصة"، تلك كانت مقدمة خبر وكالة الأنباء السورية "سانا" عند اندلاع شرار الأحداث الدموية التي انطلقت في درعا وراح ضحيتها آنذاك منذ عامين ثلاثة قتلى قيل أنهم سقطوا بنيران قوات الأمن.
ولم يكن ملايين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في الداخل يتوقعون لحظة اندلاع الأزمة السورية أن تستمر تلك الأزمة حتى الآن، وأن تتحول المجريات وموازين القوى الداخلية بهذا الشكل، وفي المقابل لم يكن أعداء النظام في الخارج ومناهضوه في الداخل يعتقدون أنه سيصمد بهذا الشكل وستقسم قضيته العالم بأسره الى قسمين.
من مطالبات بإصلاح النظام الى إسقاطه الى حمل السلاح ثم اشتباكات بأسلحة فردية خفيفة على نطاق محدود جغرافيا، تبعها مواجهات بأسلحة ثقيلة استخدمها الجميع بلا استثناء، شملت مدنا وبلدات كثيرة، كلها تطورات دراماتيكية متسارعة تدخلت فيها أصابع خارجية كثيرة، أصابت الجسد السوري بكيانه وأبنائه ومؤسسته العسكرية واقتصاده.
تمضي سنتان على انطلاق الأحداث السورية، المندسون باتوا مسلحين وكتائب وألوية وجماعات مقاتلة تتصدرها جبهة النصرة الإسلامية، وباتت سورية مرتع من يسمون أنفسهم مجاهدين وطلاب شهادة.
عامان من عمر الأحداث السورية، 24 شهرا من العنف والدماء والقتل.. لم يتحقق ربيع سورية ولم يسقط نظامها السياسي، فقط فقدت سورية أغلى ما كانت تملك، فقدت أمانها وتعايش أبنائها وفقدت بعض سيادتها أيضا حتى إشعار آخر.
للمزيد يمكنكم مشاهدة تقريرنا المصور