غبطة البطريرك كيريل يهنئ بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح

تحميل الفيديو
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/61013/

توجه غبطة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية برسالة تهنئة الى المسيحيين الارثوذكس بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح.

توجه غبطة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية برسالة تهنئة الى المسيحيين الارثوذكس بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح جاء فيها :

إخوتي وأخواتي الأعزاء.. في عيد الميلاد المجيد دعونا نتأمل في مدى أهمية هذا العيد بالنسبة إلى البشرية جمعاء وبالنسبة لكل منا. منذ الأزمنة الغابرة يبحث البشر عن إجابات عن معنى الحياة، وعن الخلاص، وسبل اكتساب الأمل. وفي أحداث الميلاد تتكشف لنا الحقيقة الإلهية القائلة إن المسيح نفسه هو معنى الحياة، وهو الخلاص وهو الأمل لجميع الشعوب ولكل فرد. لقد أظهر لنا المخلِّص ما هو الإنسان الحقيقي كما خطط له الخالق. والآن لنا منارة في حياتنا، ولنا نور مضيئ. وحتى ذاك الذي لم يعرف شيئا بعد عن المخلص، يمكنه أن يدرك الحقيقة ويفهم معنى كونه إنسانا. إنها حقيقة لا يتوقف إدراكها على ثراء الشخص أو مرتبته الاجتماعية أو نجاحه في المجتمع أو مواهبه، بما في ذلك قدراته العقلية. في عالم تنهشه الكراهية والعداء يمثل لنا المسيح محبة الله وطريق الخلاص وطريق الحقيقة. إننا نسلك هذا الطريق عندما نستجيب للدعوة الربانية إلى الحياة الصالحة، وعندما لا نخدم الله بصلواتنا وترانيمنا فقط، بل وكذلك بأعمال الخير لصالح قريب لنا، وبالعمل المخلِص والدؤوب من أجل خير شعبنا وكنيستنا ووطننا.
كلمة ليترجية اليونانية المستخدَمة للدلالة على أهم خدمات الصلاة معناها الأصلي هو "وظيفة عامة". إذ علينا أن نجعل حياتنا كلها ليترجية، أي صلاةً مشتركة ووظيفة مشتركة من أجل تحقيق خطة الله للعالم والإنسان. وهذه الحياة تتطلب منا تضامنا مع إخوتنا في الإيمان وكذلك من لم يكتشف بعد سيدنا الرب في قلبه، إلا انه يسير في الطريق إليه مثل المجوس في الإنجيل. أما في مجتمعنا المتعدد القوميات فيقتضي هذا التضامن لا محالة قدرتنا على التعايش والتعاون مع أناس ينتمون إلى غيرنا من أمم وثقافات. إذ أننا بالفعل أخوة وأخوات فلدينا أب واحد هو الله خالق الجنس البشري.
في ليلة الميلاد هذه تتردد في الكنائس الأرثوذكسية ترانيم يقول فيها المؤمنون: الله معنا! نحن المسيحيين نؤمن وندرك أنه مع المسيح دخل الله حقيقة في تاريخ البشرية وفي حياتنا، داعيا البشر إلى الحياة وفقا لشريعته، معلنا السلام والمحبة والحقيقة. من صميم قلبي المليء بالفرح أهنئكم، يا أعزائي بحلول عيد الميلاد المجيد والمنجد. أدعو الله لكم بالبركة، متمنيا لكم النجاح في أعمالكم الطيبة كافة. كل عام وأنتم بخير!

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا