علاقات واشنطن وكابل.. على حد الموسى
لا تزال تداعيات حادث مقتل عسكريين أمريكيين في إقليم ورداك الأفغاني تلقي بظلالها على الأوضاع في أفغانستان من جهة، وعلى العلاقات الأمريكية الأفغانية من جهة أخرى، حيث من الواضح أنه ليس مجرد حادث عابر، بل تراكمات كل السنوات الماضية.
لا تزال تداعيات حادث مقتل عسكريين أمريكيين في إقليم ورداك الأفغاني تلقي بظلالها على الأوضاع في أفغانستان من جهة، وعلى العلاقات الأمريكية الأفغانية من جهة أخرى، حيث من الواضح أنه ليس مجرد حادث عابر، بل تراكمات كل السنوات الماضية.
وعلى الرغم من التصريحات والوعود الأمريكية بمغادرة أفغانستان، إلا أن الرياح على ما يبدو تأتي بما لا تشتهي السفن. فقد طالب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الولايات المتحدة، منذ أكثر من أسبوعين، بسحب قواتها الخاصة من إقليم ورداك بحلول 10 من الشهر الجاري، وذلك على خلفية اتهام القوات الأمريكية الخاصة بممارسة عمليات تحرش وإزعاج وتعذيب وقتل بحق الأبرياء والمدنيين. وإقليم ورداك كما هو معروف منطقة ذات أهمية استراتيجية خاصة لأنه يمثل البوابة التي تستخدمها عناصر حركة طالبان في تنفيذ هجماتها داخل العاصمة كابل.
تعكس العلاقات الأمريكية الأفغانية كما يصفها البعض علاقةَ الزوجة الفقيرة المحتاجة بالزوج المتسلط في مجتمع ذكوري. ففي الوقت الذي تنكر فيه الولايات المتحدة وطالبان وجود أي اتصالات بينهما، تتوالى الأنباء عن استمرار المفاوضات بين الطرفين في قطر التي أنشأت مكتب تمثيل رسمي لطالبان، ونجد أن حامد كرزاي في الوقت نفسه يشكو بشدة من ممارسات الأمريكيين الذين يعدونه ويعدون المجتمع الدولي بمغادرة ما سوف يتركونه من أطلال وركام في أفغانستان.
من الواضح أن الحديث عن مغادرة القوات الأمريكية أفغانستان سابق لأونه، رغم كل التصريحات حسنة النية. ويبدو أن الإدارة الأمريكية تشعر جيدا بالمأزق، إذ إنه كلما اقتربت مواعيد الانسحاب تأزمت الأمور بين كابل وواشنطن لأسباب مثيرة للتساؤلات.
خلاصة القول ان كرزاي الضعيف يقع بين مطرقة طالبان وسندان الأمريكيين، ويخشى أن تتخلى عنه واشنطن في حال اتفاقها مع طالبان. والأمر مفهوم جدا.. الرجل الذي وضعته الولايات المتحدة يخشى ليس فقط على مستقبله السياسي، بل وأيضا على حياته.
المصدر: روسيا اليوم