فلسطين .. "أطباء مهرجون" يحملون السعادة لأطفال مصابين بأمراض خطيرة
نجح فريق فلسطيني مكون من 12 أخصائيا بالجمع بين مهنتين يبدو انه لا قاسم مشترك بينهما هما الطب والتهريج، إذ يستخدم هؤلاء الأطباء الفكاهة والدعابة لعلاج المرضى، لا سيما الأطفال الذين يعانون من أمراض خطيرة.
نجح فريق فلسطيني مكون من 12 أخصائيا بالجمع بين مهنتين يبدو انه لا قاسم مشترك بينهما هما الطب والتهريج، إذ يستخدم هؤلاء الأطباء الفكاهة والدعابة لعلاج المرضى لا سيما الأطفال الذين يعانون من أمراض خطيرة.
وقد أثبتت هذه التجربة نجاحها في فلسطين في أكثر من حالة، عجز فيها الأطباء التلقليديون عن تقديم المساعدة للمرضى، وذلك في إطار مشروع يُطلق عليه اسم "الأنوف الحمراء" يُطبق في المستشفيات الفلسطينية الحكومية، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
وتتلخص مهمة "الأطباء المهرجين" بإدخال البهجة الى نفوس الأطفال المرضى، انطلاقاً من ان حالة السعادة تعتبر عاملاً أساسياً، يُضاف الى الأدوية والإجراءت العلاجية الأخرى، المعتمدة للتخفيف عن الأطفال الذين يعانون من أمراض مستعصية، بالإضافة الى ان التخفيف عن الأطفال يُسهل من عملية التواصل بينهم وبين الأطباء المعالجين ويجعلها سلسة أكثر.
وبحسب طارق زبون، وهو أحد أعضاء الفريق: "للأسف الأجواء داخل المستشفيات غالباً ما تكون كئيبة ومحزنة، والغرف تعج باطفال بعمر الزهور، مرضى بأمراض مستعصية، وخطيرة، والأهل قلقلون جداً على أبنائهم. وحين ندخل إلى المستشفى، نبدأ بالضحك واللعب، ونقدم بعض الألعاب البلهوانية، فنرى الابتسامة والضحكة على شفاه الكبار قبل الصغار، وينتفض الاطفال باللعب والضحك، وتتحول الأجواء من حزن شديد إلى فرح عامر يثلج الصدور".
ويضيف زبون ان الأمر لم يكن سهلاً في بادئ الأمر، لأن الفكرة غير مألوفة في فلسطين وفي العالم العربي عموماً، مما جعل ردود فعل البعض مزيجا ما بين استهجان البعض والدهشة التي كانت ترتسم على وجوه الأطفال وأهاليهم. لكن مع مرور الوقت تحول ذلك الى تقبل ومن ثم الى استحسان كبير.
وعن الصعوبات التي تواجه الفريق يقول طارق زبون ان من بينها عدم تقبل بعض الأطفال للقصص الفكاهية أو الأغاني والطرائف، بل انهم لا يستسيغون الحركات البهلوانية، إلا ان ذلك لا يشكل عقبة أمام المختصين لمواصلة سعيهم لرسم البسمة على وجوه جميع الأطفال.
وبحسب العضو في فريق "الأطباء المهرجين" ابراهيم عبد القادر فإن نتيجة نشاطهم لا تنعكس على حالة الأطفال النفسية فقط، بل وعلى أهاليهم أيضاً الذين يعانون لمعاناة أطفالهم، ويفرحون لفرحهم، حتى ان بعض أولياء الأمور يلجأون للفريق ويطلبون منه أداء عرض كوميدي أمام أطفالهم الذين يعانون من الكآبة لفترة تصل الى أيام في بعض الأحيان، مما يجعل الأهل بمثابة همزة وصل بين أطفالهم والأطباء.
يُضاف الى ان فريق "الأطباء المهرجين" تلقى إعداده بواسطة جهات أوروبية وفلسطينية لأكثر من سنة ونصف، حيث تم تدريبهم على يد مختصين بالطب النفسي للأطفال، وتلقوا دروساً في خفة اليد والسحر البصري والألعاب البهلوانية.
وتنتج في الكثير من حالات التواصل بين أعضاء الفريق والمرضى من الأطفال علاقات صداقة. عن هذه العلاقات تحدث عبد القادر عن طفلة توطدت علاقتها به فطلبت منه ان يأتيها بهدية، مضيفاً وقد امتلأت عيناه بالدموع، انه جاء لزيارتها وهو يحمل الهدية لكنه لم يتمكن من إعطائها إياها لأنه لم يجدها، وحين سأل عنها قالوا له انها قد فارقت الحياة.
ويشير المختصون الى ان فريق "الأطباء المهرجين" تحول الى عنصر مهم في علاج الأطفال المصابين بأمراض خطيرة، خاصة في فلسطين، التي تعاني بسبب ضغوطات نفسية وأمنية، تُضاف الى الأزمة السياسية، مما يجعل دورهم في غاية الأهمية، وفقاً لتحقيق نشرته صحيفة "القدس".