الفاتيكان لا يعتبر قلقه على مسيحيي مصر تدخلاً وفراتيني يدعو الأوروبيين لتقليص المساعدات لدول يُعتدى على مسيحييها
أعرب الفاتيكان عن رفضه القاطع للتصريحات الصادرة عن شيخ الأزهر التي اعتبر فيها مناشدة البابا للعالم لبذل المزيد من الجهود لحماية مسيحيي مصر تدخلاً في الشأن المصري الداخلي. وفي الموضوع ذاته دعا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الاتحاد الأوروبي الى تقليص المساعدات التي يقدمها لدول تتعرض فيها الأقليات المسيحية الى اعتداءات. كما قال الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميّل ان مسيحيي مصر والعراق مستهدفون من قبل جماعات متطرفة.
أعرب الفاتيكان في 3 يناير/كانون الثاني عن رفضه القاطع للتصريحات الصادرة عن شيخ الأزهر التي اعتبر فيها مناشدة البابا بينديكتوس الـ 16 للعالم لبذل مزيد من الجهود لحماية مسيحيي مصر تدخلاً في الشأن المصري الداخلي.
وقال الأب فيديريكو لومباردي، المتحدث باسم الفاتيكان ان البابا عبر عن تضامنه مع الأقباط المصريين، بعد تعرضهم "لضربة قاسية"، وانه أعرب عن قلقه إزاء الأحداث التي تشهدها مصر والعنف المترتب على ابناء البلاد عموماً، سواء أكانوا مسيحيين أم مسلمين.
واشار الأب لومباردي الى ما وصفه بالخلل في التواصل، مما أدى الى سوء فهم تصريحات البابا، الذي لا يرى في محاولته لـ"بث روح اللاعنف" تدخلاً في شؤون داخلية.
كما أكد المتحدث الرسمي باسم الفاتيكان ان الإشارة الى قلق الكنيسة الكاثوليكية على مصير المسيحيين المصريين عقب الانفجارات الأخيرة لا يعني عدم الاكتراث لمعاناة اتباع ديانات أخرى من الممكن ان يكون العنف يتربص بهم أيضاً.
وفي الشأن ذاته دعا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الاتحاد الأوروبي الى تقليص المساعدات التي يقدمها لدول، "تتعرض فيها الأقليات المسيحية الى اعتداءات"، حتى يتم التعاون "معنا في الجهود الرامية الى حماية المسيحيين".
كما شدد الوزير الإيطالي على "أهمية الانتقال من مرحلة الرصد الى مرحلة العمل"، مشدداً على ان بلاده لن تكتفي بدور المراقب ولن تكون "بمعزل عن الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحيون في كافة أنحاء العالم".
أقباط ألمانيا بعثوا برسالة لوزارة الداخلية يعربون فيها عن قلقلهم من تطرف قد يستهدفهم
وفي تطورات متعلقة بالانفجار الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية بمصر، كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الألمانية ستيفان باريس عن رسالة بعثها ممثلو الكنيسة القبطية بالمانيا الى الوزارة بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة، وذلك قبل الانفجار بساعات،و أعربوا من خلالها عن قلقهم إزاء تهديدات ضدهم صادرة عن إسلاميين، نقلتها لهم شرطة مكافحة الجريمة الألمانية.
وأضاف ستيفان باريس ان وزارة الداخلية الألمانية تجري حاليا مباحثات مع أسقف الاقباط في البلاد الأنبا داميان، الذي يمثل 6000 قبطي يقيمون في ألمانيا.
الرئيس الجميّل: مسيحيو مصر والعراق مستهدفون، ويمكن للبنان ان يلعب دورا في تقريب وجهات النظر بين ممثلي الأديان
من جانبه صرح الرئيس اللبناني الاسبق أمين الجميّل ان مسيحيي مصر والعراق يتعرضون للتطهير الطائفي على أيدي جماعات متطرفة.
ونوه الجميّل بالدور الذي يمكن للبنان ان يلعبه، في تقريب وجهات النظر في الحوار بين أتباع الأديان والمذاهب المختلفة في الشرق الأوسط.
يُذكر ان الشعب اللبناني يضم بين أطيافه أتباع 18 دينا ومذهبا، وان بعضاً من أراضيه مقسم بحسب اكثرية الطائفة المتواجدة فيه و يخضع عادة لسيطرة زعماء هذه الطائفة .
كما يُذكر ان لبنان عانى حرباً أهلية استمرت زهاء 18 عاماً، علاوة على ان الأوضاع الحالية السائدة فيه تدفع عدداً من المراقبين الى توقع نشوب حرب داخلية جديدة، سياسية في ظاهرها، طائفية في جوهرها.
وفي حديث لقناة "روسيا اليوم" قال رئيس جمعية الدفاع العربي عاطف نجمي إن الهدف الأساسي للتفجير في الإسكندرية هو زعزعة الاستقرار في مصر وإثارة الاشتباك الفعلي بين مسلميها ومسيحييها.
المصدر: وكالات