الآلاف من حركة النهضة في قلب تونس دعما لشرعية رئاسة حزبهم للحكومة
في أكبر استعراض للقوة تجمع عشرات الالاف من الاسلاميين في العاصمة تونس السبت 16 فبراير/شباط دفاعا عن شرعية حكم حزب النهضة الاسلامي، في الوقت الذي تواجه فيه تونس، مهد الربيع العربي، ازمة سياسية حادة بعد اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد.
في أكبر استعراض للقوة تجمع عشرات الالاف من الاسلاميين في العاصمة تونس السبت 16 فبراير/شباط دفاعا عن شرعية حكم حزب النهضة الاسلامي، في الوقت الذي تواجه فيه تونس، مهد الربيع العربي، ازمة سياسية حادة بعد اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد.
وتسبب مقتل بلعيد الاسبوع الماضي على يد مجهول امام بيته في اندلاع اسوأ ازمة سياسية تشهدها تونس منذ الاطاحة بالنظام السابق قبل عامين.
وعلى خلفية ذلك أعلن حمادي الجبالي رئيس الوزراء الاسلامي انه سيشكل حكومة كفاءات لاحتواء الازمة، لكن حزب النهضة الاسلامي الذي ينتمي اليه رفض مقترحه، مما دفعه للتلويح بالاستقالة.
وبعد أن التقى قادة الاحزاب السياسية أعلن الجبالي الجمعة عن مشاورات جديدة الإثنين القادم ، مرجئا بذلك تشكيل حكومة جديدة، ما يطيل الأزمة السياسية في البلاد. وهذا يعني انه ألغى قراره السابق القاضي بتحديد يوم السبت موعدا أقصى للاعلان عن حكومة تكنوقراط . وفي اول رد فعل قوي على مقترح رئيس الوزراء بحل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية تدفق عشرات الالاف من انصار حزب النهضة الاسلامي الى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تأييدا لشرعية حكم الاسلاميين بعد فوزهم في اول انتخابات حرة جرت في 2011.
ورفع المتظاهرون شعارات "الشعب يريد النهضة من جديد" " لا تراجع عن الشرعية" " اوفياء اوفياء لدماء الشهداء".
كما رددوا اهازيج تنادي بالوحدة الوطنية والمطالبة باجتثاث "فلول" النظام السابق.
وجرت مظاهرة الاسلاميين وسط إجراءات أمنية مكثفة دون ان يتم تسجيل اي مواجهات. وبدت المظاهرة اقرب الى استعراض للقوة، بعد ان خرج الاسبوع الماضي عشرات الالاف من العلمانيين في جنازة شكري بلعيد، وصفت بانها اكبر حشد شعبي منذ الثورة.
وقال أحد الشباب الاسلاميين المتظاهرين: " مبادرة رئيس الوزراء هي انقلاب على الشرعية التي اعطت السلطة للنهضة..انها انقلاب على نتائج الانتخابات".
واضاف: "رئيس الوزراء مستعد لاخراج حزبه من الحكم ارضاءا للعلمانيين..هذا غير مقبول..من كان يريد الحكم ينتظر الانتخابات المقبلة وسنرى".
وكان عشرات الناشطين في حركة النهضة الاسلامية الحاكمة قد بدأوا التظاهر صباح السبت في وسط تونس العاصمة للدفاع عن حق حركتهم في رئاسة الحكومة. وجاب المتظاهرون الملتحون بمعظمهم والذين يرفعون رايات حركتهم جادة الحبيب بورقيبة على هتافات مثل "دعم النهضة واجب". كما انتقدوا رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي وحزبه "نداء تونس" الذي يطرح نفسه بديلا عن الحركة الإسلامية.
وكانت حركة النهضة، وهي حزب إسلامي أسسه في السادس من يونيو/حزيران 1981 زعيمه التاريخي راشد الغنوشي، تعرضت للقمع طويلا في تونس قبل أن تفرض نفسها كحزب رئيسي في البلاد بعد ثورة 2011 في أول انتخابات حرة. وبعد سقوط نظام زين العابدين بن علي وفراره في يناير 2011 عاد الغنوشي إلى تونس واستقبل استقبال الأبطال من قبل آلالاف من انصاره بعد عشرين سنة أمضاها في المنفى بلندن. وفاز حزبه في الانتخابات التي جرت في 23 اكتوبر/تشرين الاول 2011 بنحو 41% من مقاعد الجمعية الوطنية التأسيسية التي ما زالت تلاقى صعوبة في صياغة دستور جديد للبلاد، ثم تولت النهضة وزارات أساسية في حكومة حمادي الجبالي ، خصوصا الداخلية والعدل والخارجية.
المصدر: وكالات