إدارة أوباما تعتبر استخدام طائرات بلا طيار لقصف مناطق في دول أخرى بما فيها عربية إجراء شرعيا
هل تعتبر مكافحة الإرهاب مبررا لاستخدام الطائرات التي تعمل من دون طيار من قبل دولة في أراضي دولة أخرى، واستعمال وسائل التعذيب ضد المعتقلين؟ كان هذا السؤال في مركز اهتمام المناقشات الجارية في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن تعيين جون برينان في منصب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
أفادت وسائل إعلام أمريكية يوم 8 فبراير/شباط، بأن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي ركزت أثناء المناقشات الجارية هناك بشأن تعيين جون برينان في منصب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، اهتماما خاصا على مسألة استخدام طائرات بلا طيار في مكافحة الإرهاب واللجوء إلى طريقة تدعى "محاكاة الإغراق".
وقال جون برينان مجيبا على أسئلة وجهها إليه أعضاء مجلس الشيوخ عن اساليب الاستجواب القاسية التي استخدمتها الاستخبارات المركزية الأمريكية حين عمل في إدارة الرئيس بوش الابن والتي حظرت فيما بعد قال:" أنا لم اتخذ أية خطوات بغية الكف عن اللجوء إلى هذه الأساليب لأن إدارة هذا البرنامج كانت خارج صلاحياتي".
وأشار برينان إلى أنه كان يعرب عن موقفه الشخصي السلبي من أسلوب "محاكاة الإغراق" وأسلوب خلع الملابس (التعرية) وغيرهما من الأساليب. ووجه أعضاء اللجنة إليه أيضا أسئلة في موضوع استخدام الطائرات التي تعمل من دون طيار بغية تصفية أشخاص يتشبه بأنهم إرهابيون، علما أن برينان البالغ من العمر 57 سنة يعتبر من أهم معدي برنامج استخدام تلك الطائرات في الصراع مع الإرهابيين في إدارة باراك أوباما.
وبمجرد أن بدأ برينان في رده على الأسئلة وتقديم إيضاحات في الموضوع حتى احتشد قبالة المبنى الذي عقدت فيه الجلسة متظاهرون يرددون شعارات مثل: "التعذيب إجراء خاطئ دائما" و"كفوا عن استخدام طائرات بلا طيار" مما أجبر مدير الجلسة على إعلان توقف فيها.
وقال برينان إنه يؤيد استخدام تلك الطائرات ضد أمريكيين انضموا إلى تنظيم "القاعدة" الإرهابي. وأوضح قائلا: "أي أمريكي فعل ذلك يجب أن يدرك أنه ينتقل إلى معسكر العدو، وأن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها من أجل تصفية العدو لإنقاذ مواطنيها".
وكانت وسائل إعلام قد أفادت في وقت سابق بأن الرئيس الأمريكي أصدر تعليمات تفسر عملية اتخاذ قرار بهذا الشأن.
وبحسب مساعدي أوباما فإن تصفية أشخاص يشتبه بأنهم يمارسون الإرهاب في دول مثل باكستان واليمن، بواسطة طائرات بلا طيار، لا تتعارض مع قوانين الولايات المتحدة حتى في حال عدم توفر أدلة دقيقة لدى السلطات على تدبير عمليات إرهابية.
ويرى بعض أعضاء لجنة الاستخبارات أنه يتعين على البيت الأبيض أن يقدم إيضاحات دقيقة حول كيفية اتخاذ قرارات تصفية هذا الشخص أو ذاك. وتهمهم بصورة خاصو آلية اتخاذ القرارات في حال استهداف الطائرات بلا طيار لمواطن أمريكي مشتبه بإقامة اتصالات مع الإرهابيين. واهتم أعضاء مجلس الشيوخ أيضا بطبيعة الطرق التي تلجأ إليها إدارة الولايات المتحدة لإثبات أن مواطنا أمريكيا يقيم خارج الولايات المتحدة يعتبر إرهابيا. كما إنهم يريدون أن يعرفوا ما إذا كان بالإمكان استخدام طائرات بلا طيار في عمليات تصفية إرهابيين في أراضي الولايات المتحدة الأمريكية وهل ستتاح لهم فرصة لتسليم أنفسهم قبل الهجوم عليهم.
هناك حالة واحدة فقط لمقتل مواطن أمريكي نتيجة توجيه ضربة إليه بواسطة طائرة بلا طيار حين تمت تصفية أنور العولقي المتعاون مع تنظيم "القاعدة" عام 2011. واستخدمت خلال تلك العملية طائرات بلا طيار كانت مرابطة في قاعدة سرية واقعة في السعودية.
وأفادت وسائل إعلام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأن إدارة أوباما تقوم بوضع قواعد ولوائح تبرر ضربات فتاكة توجهها طائرات بلا طيار وتحدد ما هي أنواع تلك الطائرات والضربات.
ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية طالبتا بحرية أكبر لدى توجيه ضربات بواسطة طائرات بلا طيار. فيما دعا ممثلو وزارة العدل ووزارة الخارجية وجون برينان ضمنا إلى اتخاذ موقف أكثر حذرا من هذه المسألة.
مجلس الشيوخ الأمريكي يبحث إمكانية نزع صفة السرية عن برنامج استخدام طائرات بلا طيار ضد الإرهابيين
طرحت دايان فاينشتاين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي فكرة نزع صفة السرية عن برنامج استخدام الطائرات بلا طيار لمكافة الإرهابيين. وقالت في ردها على أسئلة وجهها إليها الصحفيون إثر مناقشة مسألة تعيين برينان في منصب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، إنه حان الوقت لنزع صفة السرية عن البرنامج والاعتراف بواقع توجيه ضربات إلى الإرهابيين وتقديم صورة أكثر وضوحا حول عدد الضحايا الذين سقطوا في صفوف السكان المدنيين.
وعلاوة على ذلك أفادت فاينشتاين بأنها تتعاون مع بعض الأعضاء في مجلس الشيوخ في طرح مبادرة قانونية تقضي بتشكيل هيئة رقابة خاصة على استخدام الطائرات بلا طيار والضربات التي توجهها.
المصدر: وكالات روسية + "روسيا اليوم"