السجن 30 شهرا لضابط "سي اي ايه"
حكمت محكمة امريكية على ضابط وكالة الاستخبارت المركزية الامريكية جون كيرياكو بالسجن لمدة ثلاثين شهرا، بسبب كشفه هوية أحد زملائه السرية في لقاء صحفي، وتأكيده استخدامَ الوكالة لأسلوب الإيهام بالغرق وسيلة للتعذيب.
جون كيرياكو، ضابط سابق في وكالة الاستخبارت المركزية الأمريكية "سي اي ايه"، أكد استخدام الوكالة لأسلوب الإيهام بالغرق كوسيلة للتعذيب، وكشف الهوية السرية لأحد زملائه في مقابلة صحفية، وعقوبته 30 شهرا في السجن بموجب قانون التجسس..
وقال كيفين زيسي مقدم برامج إذاعية: "هذه محاكمة تستحق الكثير من الاهتمام لأنها تظهر إلى أي مدى وصلنا: شخص لم يشارك بالتعذيب، وقال صراحة إنه لن يشارك بالتعذيب للوكالة، سيرسل إلى السجن.. هذا أظهر بعد بلادنا عن سيادة القانون".
وفي مقابلة كانت قد أجريت معه في عام 2007 تحدث كيرياكو عن التعذيب بوساطة الإيهام بالغرق.
ويقول كيرياكو: "مثل كثير من الامريكيين، اعاني صراعا داخليا مع نفسي... فأنا أوازن بين امكانية ان يكون الايهام بالغرق تعذيبا مقارنة بالمعلومات التي قد نحصل عليها بعد استخدام هذا الاسلوب، وأواجه مشكلة مع هذا، مثل كثيرين".
كان كيرياكو أول ضابط في "سي اي ايه" يصف الإيهام بالغرق بأنه تعذيب، وربما هذه المقابلة هي التي أدت الى محاكمته.
وقالت جيسي راداك محامية كيرياكو: "منذ ان أجرى كيرياكو مقابلة عام 2007 كشف فيها إن "سي اي ايه" لديها برنامج تعذيب يسمى الايهام بالغرق، وسمى هذا الاسلوب تعذيبا. وكان لدى "سي اي ايه" 6 أو 7 تهم ضده. لكن وزارة العدل قررت ألا تقاضيه على أي واحدة منها، ولكن من الواضح انهم كانوا يحاولون النيل منه طيلة سنوات".
وقال بروس فاين المساعد السابق للمدعي العام خلال عهد الرئيس ريغان: "يجب ان يُفهم أن إدارة أوباما غير عادلة مع أولئك الذين يحتجون على إرغامهم على المشاركة في ممارسات غير قانونية".
وكان كيرياكو قد اعترف بتهمتين مقابل أن تسقط الحكومة عنه باقي التهم، ليبقى عنصر الوكالة الوحيد الذي يحاكم بسبب برنامج التعذيب.
ويقول كيرياكو: "لم أعذب أحدا في حياتي، ولكنني سأذهب الى السجن، بينما لن يواجه العدالة أولئك الذين عَذَّبوا والمحامون الذين يدافعون عنهم والمخادعون وكذلك الشخص، الذي دمر الأشرطة، وهذا اكثر جزء محزن".
أثرت هذه المحاكمة على حياة كيرياكو بشكل كبير، إذ فصلت زوجة كيرياكو، التي كانت تعمل أيضا لدى "سي اي ايه"، من العمل فيما تغيرت حياته بالكامل، ويواجه السجن لـ 30 شهرا خلف القضبان.
في عام 2006 أصبح كيرياكو سادس شخص يتهم بخرق قانون التجسس تحت إدارة أوباما خلال فترته الاولى، ليصبح عدد الذين يحاكمون بموجب هذا القانون سبعة، وهو أعلى عدد من المحاكمات مقارنة بكل الإدارات الأمريكية السابقة مجتمعة. مصير، يقول مراقبون ومنتقدون لتعامل الإدارة الأمريكية مع كيرياكو وأمثاله انه يضمن صمت آخرين.
المزيد في التقرير المصور
محلل سياسي: قضية كيرياكو سياسية أكثر من كونها فرض نوع من السلوك على العاملين
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن نبيل ميخائيل في لقاء مع "روسيا اليوم" إنه لا يرى أن هناك مؤامرة كانت تحاك ضد كيرياكو أو أنه كان مستهدفا، لكن ما حصل هو أن القضاء استطاع اتهامه وإيجاد أدلة ضده.
وبالنسبة لتخفيف عقوبة الأخير قال المحلل السياسي إن ذلك يندرج في إطار أسلوب معروف يتبع في محاكم أمريكا، حيث يعترف المتهم وفي نفس الوقت يتصل المحامون بالنيابة والمحقق ويعدون تسوية للقاضي غالبا ما يلتزم بها الأخير فتصدر العقوبة المخففة. كما ذكر ميخائيل أن واشنطن تعتبر أي شكل من أشكال تسريب المعلومات أمرا يضر بأمنها القومي. ومن هنا تأتي محاولات القضاء الأمريكي للتدخل والتسوية. لذلك فقضية كيرياكو سياسية أكثر من كونها "فرض نوع من السلوك على العاملين".
المصدر: "روسيا اليوم"