رئيس جهاز الاستخبارات الروسية: الاستخبارات الخارجية لا تمارس عن قصد وسائل القوة والابتزاز اوالتهديد بالقتل
ترد الاستخبارات على جميع التحديات المعاصرة وتعمل على " صيانتها مسبقا من الاخطار الخارجية" وتضمن الذود عن مصالح روسيا القومية خارج البلاد. اعلن ذلك ميخائل فرادكوف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي في تصريح ادلى به لوكالة "ايتار - تاس " الروسية.
ترد الاستخبارات على جميع التحديات المعاصرة وتعمل على " صيانتها مسبقا من الاخطار الخارجية" وتضمن الذود عن مصالح روسيا القومية خارج البلاد. اعلن ذلك ميخائل فرادكوف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي في تصريح ادلى به لوكالة "ايتار - تاس " الروسية. وجاء ذلك بمناسبة الذكرى ال 90 اليوبيلية التي احتفلت بها الاستخبارات الخارجية الروسية يوم 20 ديسمبر/كانون الاول الجاري.
وقال فرادكوف:" بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة طرأت تغيرات جدية على الساحة الدولية. فمن جهة يمضي العالم بسرعة نحو العولمة ، وفي الوقت نفسه تظهر أيضا اخطار عالمية . ويزداد عدد النزاعات المحلية والاقليمية التي يمس قسم منها مباشرة مصالحنا القومية ". وبحسب قوله فان الاستخبارات تتصدى برهافة لهذه التحديات وغيرها من التحديات المعاصرة. وقال:" نحن سنواصل العمل على صيانة البلاد من الاخطار الخارجية والذود عن مصالح روسيا القومية في " الاصقاع البعيدة".واضاف قائلا ان عمل الاستخبارات الروسية لن يتقلص في المستقبل المنظور". علاوة على ذلك فان الاستخبارات " تعمل بنشاط على معالجة مهام تحديث بلادنا".
واجاب فرادكوف عن سؤال حول الصفات والميزات الرئيسية للاستخبارات الروسية التي اتاحت لها المضي عبر مختلف الازمان والعهود مع بقاء الحاجة اليها فقال:" ان الجواب عن السؤال قد جرت صياغته فيما كتب على راية جهاز الاستخبارات الخارجية أي :" الوطن والبسالة والشرف". واستطرد فرادكوف قائلا ان الاستخبارات مستعدة دوما للذود عن مصالح بلادنا . وكان رجال الاستخبارات يضحون بحياتهم وبمصالحهم الشخصية في الاوضاع التي تتطلب منهم المجازفة بحياتهم . لهذا بالذات ازداد في صفوفها عدد حاملي لقب بطل الاتحاد السوفيتي وبطل روسيا. وفي جوهر الأمر تقوم الاستخبارات في كل الاوقات بمعالجة مهمة واحدة، وهي اطلاع قيادة البلاد على التحديات والاخطار الخارجية ومخططات الدول الاخرى تجاه روسيا وعلى الصعيد العالمي بشكل عام.
ومضى فرادكوف قائلا:" يحتاج امن الدولة الى توفر صورة موضوعية لما يحدث في العالم . ويجري هذا العمل طيلة 24 ساعة في اليوم و سبعة ايام في الاسبوع". وبحسب قوله فان الكثيرين يعرفون ان مراحل الانعطاف في الحرب الوطنية العظمى مثل دحر القوات الالمانية في ضواحي موسكو ومعركة قوس كورسك قد جرت ضمنا بفضل الجهود الناجحة التي بذلتها الاستخبارات .
واعاد فرادكوف الى ان المعلومات الاستخباراتية اتسمت بأهمية بالغة في سنوات الحرب الباردة وساعدت ضمنا على تسوية ازمتي برلين والبحر الكاريبي.
وقال :" لقد اعترف " آباء" قنبلتنا الذرية بان المعلومات الخاصة بمشروع "مانهاتن" قد ساعدت علماءنا على تفادي الاتجاهات الحرجة لدى صنع السلاح النووي. وقد ضمن الاستيعاب السريع لتكنولوجية الانفجار النووي بالذات جعل دولتنا تكتسب لقب دولة عظمى وانقاذ العالم من الكارثة،بعد ان شهد حتى ذلك الحين القصف الذري لمدينتي هيرشيما وناغاساكي اليابانيتين. وتسهم الاستخبارات الآن ايضا في تطويرالقدرة الدفاعية والعلمية والتقنية لروسيا.
تعاون الاستخبارات الروسية مع استخبارات الناتو يتطور بشكل مثمر، لكن السرية لن ترفع عن نتائجه في المستقل القريب
أكد فرادكوف ان تعاون الاستخبارات الروسية مع استخبارات الناتو يعطي نتائج ملموسة لكن لن يتم كشفها في المستقبل القريب.
وقال فرادكوف:" يحافظ جهازنا بشكل دائم على الاتصالات مع اجهزة المخابرات والاستخبارات الخارجية في الدول الاعضاء بحلف شمال الاطلسي. وقد قضت التحديات والتهديدات العالمية وانتشار سلاح الدمار الشامل والارهاب الدولي وتجارة المخدرات والجريمة المنظمة وبضمن ذلك في مجال التكنولوجيا العالية قضى كل ذلك بضرورة اقامة مثل هذا التعاون. ويعطي هذا العمل نتائج ملموسة. لكن لا يحق لنا بإفشاءها حتى في المستقبل القريب".
لقد احتفل جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية في يوم 20 ديسمبر/كانون الاول الجاري بالذكرى ال 90 لتأسيسه. ففي هذا اليوم وقع فيليكس دزيرجينسكي رئيس لجنة الطوارئ لعموم روسيا مرسوما باستحداث القسم الاجنبي في لجنة الطوارئ لدى مفوضية الشعب للشؤون الداخلية في جمهورية روسيا الاتحادية السوفيتية الاشتراكية. وانيطت الى الاستخبارات الخارجية آنذاك مهام مثل ضمان الظروف السلمية لاعمار الاقتصاد الوطني والاسهام في تطوير علاقات روسيا الاقتصادية والسياسية مع الدول الاخرى. ومع توطد مواقع دولتنا على الصعيد الدولي وتفاقم المواجهة بين النظامين العالمين السياسيين المتباينين انتقل جهاز الاستخبارات الى ممارسة العمليات الاستخباراتية الخارجية.
وبقي جهاز الاستخبارات الخارجية على مدى 70 عاما هيئة داخلية تابعة الى اجهزة الامن ( لجنة الطوارئ ثم الادارة السياسية الموحدة العامة للدولة ثم مفوضية الشعب للشؤون الداخلية ومفوضية الشعب لامن الدولة ووزارة امن الدولة ولجنة امن الدولة في الاتحاد السوفيتي). وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1991 تم تحويل الاستخبارات الخارجية الى هيئة مستقلة، وهي هيئة الاستخبارات المركزية ثم هيئة الاستخبارات الخارجية وجهاز الاستخبارات الخارجية . وتم تغيير تسمية الاستخبارات الخارجية خلال الاعوام التسعين 17 مرة.
وكان يعقوب دافيدوف اول رئيس للاستخبارات الخارجية. وتم تعيينه في هذا المنصب عام 1920 . وفي الفترة ما بين عام 1991 وعام 1996 كان يفغيني بريماكوف يتولى رئاسة الاستخبارات الخارجية الروسية. وكان فياتشيسلاف تروبنيكوف في الفترة ما بين عام 1996 وعام 2000 يشغل منصب رئيس هيئة الاستخبارات الخارجية. ثم حل محله سيرغي ليبيديف. ويعتبر ميخائيل فرادكوف رئيسا لجهاز الاستخبارات الخارجية منذ اكتوبر/تشرين الاول عام 2007 ولحد الان.
وهناك اسماء مثل رودولف آبيل وكونون مولودوي وموريس وليونتينا كوين وجورج بليك وكيم فيلبي وإيفان اغاينتس وكثير غيرهم قد ادرجت في القائمة الذهبية لرجال الاستخبارات البارزين.
وقد اطلع الجمهور في الاونة الاخيرة على اسماء ابطال الاتحاد السوفيتي مثل غيفورك فارتانيان وزوجته جوهر وبطلي روسيا مثل أليكسي بوتيان وأليكسي كوزلوف. لكن الكثير من اسماء رجال الاستخبارات لا تزال سرية لحد الآن.
الاستخبارات الخارجية الروسية لا تمارس عن قصد وسائل القوة والابتزاز اوالتهديد بالقتل
قال فرادكوف ان الاستخبارات الخارجية الروسية لا تمارس عن قصد وسائل القوة والابتزاز اوالتهديد بالقتل.
وأبرز فرادكوف ان الاستخبارات الخارجية الروسية لا تستعين خلافا لبعض اجهزة الامن الاجنبية بممارسة اختطاف البشر وحبسهم في سجون سرية. وأكد وجود قواعد اخلاقية خاصة لتصرفات رجال الاستخبارات الروسية.
وقال فرادكوف:" قد تشكلت على مدى سنوات في الاستخبارات السوفيتية والروسية قواعد اخلاقية خاصة يجب ان يتصف بها رجال الاستخبارات الخارجية، ومن بينها الاخوة بين رفاق السلاح والمساعدة المتبادلة مهما كان الموقف والاستعداد للتضحية بالنفس من اجل القضية المشتركة. وان رجال الاستخبارات على ثقة بان جهازهم لن يتركهم وخاصة في خارج البلاد." واعاد فرادكوف الى الاذهان الافراج عن عناصرنا السريين المعتقلين في الولايات المتحدة ينتيجة الخيانة. وقال فرادكوف:" اننا لا نترك اصدقاءنا مهما كانت الظروف. وسيكون الامر كذلك في المستقبل".
واشار فرادكوف قائلا:" ينطلق رجال الاستخبارات الخارجية في نشاطهم اليومي من مبدأ احترام حقوق وحريات الانسان والمواطن. وقد تم اعتماد قانون " الاستخبارات الخارجية " الفيدرالي بناءً على هذا المبدأ".
واضاف فرادكوف قائلا:" ان تمسك الاستخبارات الخارجية بهذه المبادئ يعتبر اساسا للحفاظ على العلاقات مع المخابرات والاستخبارات الخارجية فيما يزيد عن 100 دولة. والجدير بالاشارة هنا الى ان غالبية شركائنا الاجانب يشاطروننا في مواقفنا من العمل الاستخباراتي لانهم يفهمون مدى اهمية التعاون في مجال المصالح المشتركة وعلى خلفية قضايا اكتسبت طابع العولمة.
واوضح فرادكوف قائلا:" طبعا قد تحصل احيانا حالات استثنائية مؤسفة. لكننا نجد كقاعدة عامة حلولا ترضي الجميع دون ان تلحق الضرر بالعلاقات بين الدول".