واشنطن تطالب باكستان بوقف تخصيب قنابل تودي بحياة جنودها في أفغانستان
أفادت صحيفة "هيرلد تريبيون" الباكستانية بأن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا كبيرة على باكستان تطالبها بوقف انتاج وتخصيب بعض المواد الخاصة التي تستخدم في تصنيع قنابل تستهدف القوات الأمريكية والدولية العاملة في أفغانستان.
تمارس الولايات المتحدة الأمريكية على حليفتها المفترضة في حربها ضد مايسمى بالإرهاب ضغوطا، ولكن هذه المرة من نوع جديد، إذ أفصحت صحيفة "هيرلد تريبيون"الباكستانية في عددها الصادر اليوم الجمعة الموافق 14 ديسمبر/كانون الأول عن أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا كبيرة على باكستان تطالبها بوقف انتاج وتخصيب بعض المواد الخاصة التي تستخدم في تصنيع قنابل تستخدم في استهداف القوات الأمريكية والدولية العاملة في أفغانستان.
وأدت هذه القنابل بحسب التقرير الأمريكي إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود الأمريكيين في أفغانستان في الفترة الأخيرة. ويشير خبراء عسكريون باكستانيون الى أن الولايات المتحدة تحاول بين الحين والآخر استخدام سياسة العصا مع المؤسسة العسكرية وأنه في ظل التحسن الملحوط الذي يتحدث عنه ساسة باكستان في العلاقة بين الدولتين التي توترت بينهما بعد أحداث مقتل بن لادن في مايو/ أذار عام 2011 والعصا الجديدة التي تلوح بها واشنطن هذه المرة على مطالبة القيادة الاستراتيجية العسكرية بوقف تخصيب معين لعدد من هذه القنابل التي وصفها التقرير بأنها فتاكة اذ تستخدم فيها مادة نترات الأمونيوم والكالسيوم، ويستخدمها المسلحون في العبوات الناسفة التي تزرع على جوانب طرق مرور قوات التحالف الدولية بمناطق مختلفة في أفغانستان.
وأشار الفريق مايكل باربيروا قائد وحدة الدفاع في الجيش الأمريكي في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي إن التقارير الأمريكية تشير إلى أن المسلحين في أفغانستان يستخدمون هذا النوع من القنابل التي يتم تخصيبها في باكستان ويتم تزويدهؤلاء المسلحين بها، مشيرا إلى أن مجموعة تصنيع باكستانية يطلق عليها اسم "مجموعة فاطمة" تشرف على تصنيع هذه القنابل.
فيما قام السيناتور بوب كيسيردا بعرض بعض الصور لجنود أمريكيين قتلوا وأصيبوا بسبب هذه القنابل، على حد قوله، منوها إلى أن السلطات الأمريكية قامت بإثارة هذه القضية مع نظيرتها الباكستانية التي وعدت بالتعامل مع هذه القنابل.
وتشير الصحيفة الباكستانية الى أن المواد الكمياوية التي تستخدم في هذه القنابل يتم تهريبها عبر الحدود الباكستانية-الأفغانية وأنها نجحت في قتل مالا يقل عن 2395 شخصا، دون أن يفصح التقرير عن أعداد الجنود الأمريكيين والأطلسيين الذين قتلوا باستخدام هذه القنابل.
وطالب كيسي الحكومة الباكستانية بضرورة وضع معايير صارمة لرصد المواد الكيماوية، خاصة نترات الأمونيوم عبر أجهزة رصد خاصة لمنع وصولها إلى الموزعين الذين يقومون بتوريدها إلى المنظمات المسلحة، خاصة وأن هذه المادة تشبه مادة صابونية ومن الصعب التعرف عليها، ولكن من الممكن رصدها عبر أجهزة الرصد الخاصة بالمواد الكيماوية وأنه يجب تزويد ونشر هذه الأجهزة على الحدود بين الجارتين باكستان وأفغانستان.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم هذه العبوات الناسفة التي تستخدم بها مادة نترات الأمونيون يتم انتاجها في أفغانستان وفي دول أخرى بالمنطقة، وليست باكستان الدولة الوحيدة التي تقوم بإنتاج هذه المادة، حسب تصريح لأحد المسؤولين الباكستانيين. أما جونثان كاربنتر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فقال إن الإدارة قامت بتزويد باكستان بمساعدات تقدر بنحو 113 مليون دولار منذ عام 2009 خصصت لمكافحة مثل هذه القنابل والعبوات الناسفة ومن المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة مساعدات إضافية تقدر بـ 135 مليون دولار لدعم هذه الجهود.
المصدر: صحيفة "هيرلد تريبيون" الباكستانية + "روسيا اليوم"