اوباما ومدفيديف يرحبان بمصادقة الكونغرس الامريكي على معاهدة تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية الجديدة "ستارت - 2"
اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما في مؤتمر صحفي عقده في البيت الابيض بعد مصادقة الكونغرس الامريكي على معاهدة تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية الجديدة "ستارت - 2" يوم 22 ديسمبر/كانون الاول اعلن ان هذه الوثيقة ستسهم في تعزيز الامن القومي الامريكي وستصب في مصلحة العلاقات مع روسيا. بدوره اعرب الرئيس الروسي دميتري مدفيديف عن ارتياحه للمصادقة على المعاهدة، كما اكد انه يأمل ان يكون كل من مجلسي الدوما والاتحاد الروسيين مستعدا للنظر في هذا الموضوع والمصادقة على الوثيقة.
اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما في مؤتمر صحفي عقده في البيت الابيض بعد مصادقة الكونغرس الامريكي على معاهدة تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية الروسية – الامريكية الجديدة (ستارت - 2) يوم 22 ديسمبر/كانون الاول اعلن ان هذه هي "الاتفاقية الاكثر اهمية في مجال المراقبة على الاسلحة على مدى ما بقارب 20 عاما".
واستطرد اوباما قائلا "يسرني ان الديمقراطيين والجمهوريين وافقوا على المصادقة على المعاهدة الجديدة التى كانت اولوية بالنسبة لي في مجال الامن القومي على مدى الدورة الحالية للكونغرس".
وشدد اوباما على ان "ستارت - 2" ستسهم في تعزيز الامن القومي الامريكي، مؤكدا ان هذه الوثيقة "ستزيد من تعزيز امننا وستؤدي الى تقليل ترسانتي روسيا والولايات المتحدة الامنيتين". واعاد الرئيس الامريكي الى الاذهان ان المعاهدة تنص على استئناف اعمال التفتيش في المنشآت النووية للبلدين.
واشار اوباما كذلك الى ان المعاهدة الجديدة ستصب في مصلحة تطوير علاقاتنا مع روسيا"، علما ان لهذا التعاون الثنائي اهمية بالغة من حيث مواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك الملف النووي الايراني وحظر الانتشار النووي، حسب قوله. واضاف اوباما ان هذه المعاهدة "سترسخ مكانتها الرائدة في مجال حظر الانتشار النووي وستسهم في خلق عالم خال من الاسلحة النووية".
بدوره اعرب الرئيس الروسي دميتري مدفيديف عن ارتياحه لمصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على المعاهدة، وقالت نتاليا تيماكوفا السكرتيرة الصحفية للرئيس يوم 23 ديسمبر/كانون الاول ان مدفيديف "اعرب عن أمله بأن يكون كل من مجلسي الدوما والاتحاد الروسيين مستعدين للنظر في هذا الموضوع والمصادقة على الوثيقة"، ومع ذلك اشارت تيماكوفا الى انه "ليس من المستثنى ان يحتاج ذلك لبعض الوقت".
ولفتت تيماكوفا ان المعاهدة حظيت بتأييد 71 نائبا امريكيا اثناء التصويت مقابل 26 ، وهذا الفرق الكبير يدل على تحسين العلاقات الروسية – الامريكية، حسب قولها.
وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو يوم 23 ديسمبر/كانون الاول ان روسيا في انتظار الحصول على قرار الكونغرس الامريكي حول المصادقة على المعاهدة، موضحا ان صياغة قرار المصادقة الروسي ستتوقف على مضمون القرار الامريكي. واكد لافروف ان المصادقة على المعاهدة "ستأتي بالتزامن" من قبل الجانبين، حسبما اتفق عليه الرئيسان الروسي والامريكي.
واشار لافروف الى ان مشروع قرار المصادقة كان قد مر عبر جميع مراحل المناقشات في لجان مجلس الدوما، مضيفا ان موظفي الخارجية الروسية "اطلعوا النواب خلال هذه المناقشات على الاحكام التى طرحها الكونغرس للادخال في نص قرار المصادقة". وشدد الوزير الروسي على ان دراسة الصيغة الأمريكية "عنصر مهم جدا في اطار هذه المسيرة، لأن المضمون الملموس لقرار المصادقة الامريكي سيتوقف عليه ولاسباب مفهومة تلك الاحكام التي سيقوم النواب الروس بادخالها في نص القرار الروسي حول المصادقة". وشدد الوزير الروسي مرة اخرى على انه "لا يوجد لدينا النص النهائي للقرار الذي تبناه الكونغرس الامريكي، ولدينا تصوراتنا حول مضمونه، غير ان صياغة النص الرسمي النهائي للوثيقة يتم وفق اجراءات متبعة في مجلس الشيوخ".
وكان لافروف قد صرح لوكالة "انترفاكس" الروسية الخميس بان الجانب الروسي يرحب بمصادقة مجلس الشيوخ الامريكي على معاهدة تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية.
وابرز لافروف ان هذا القرار يتماشى مع اتفاق الرئيسين الروسي والامريكي للسير قدما على طريق التطويرالديناميكي للعلاقات الثنائية.
واشار لافروف الى ان مبادئ المساواة في الحقوق والامن المتكافئ غير المتقاسم التي وضعت في اساس المعاهدة تشكل معيارا ذهبيا لعقد مثل هذه الاتفاقيات في المستقبل.
وقال لافروف: "لا تسهم المعاهدة في تعزيز امن روسيا فحسب بل وتؤثر ايجابا على الاستقرار الدولي والامن بشكل عام".
ولفت لافروف الى ان الجميع ربحوا نتيجة لعقد المعاهدة ، الامر الذي يؤكده توافق الاراء الدولية تأييدا لها.
واشار لافروف قائلا: "سيسهم سريان مفعول المعاهدة وبدء تطبيقها على نطاق واسع في تعزيز نظام حظر انتشارالسلاح النووي وتوسيع عملية نزع السلاح النووي".
وقال لافروف : يعتبر القرار الخاص بالمصادقة عل المعاهدة الذي اتخذه مجلس الشيوخ الامريكي وثيقة انعكست فيها جوانب كثيرة يحتم علينا دراستها دراسة عميقة علما انه قد طرأت على نص القرار في الايام والاسابيع الاخيرة بعض التعديلات بالمقارنة مع المشروع الاولي. لذلك فان الجمعية الفيدرالية الروسية تحتاج الى فترة لدراسة النص النهائي للوثائق الخاصة بالمصادقة.
واوضح لافروف ان هذا الامر يعد ضروريا للكشف عن فقرات لا بد من أخذها بالحسبان قبل المصادقة على المعاهدة في البرلمان الروسي.
هذا وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون هنأت النواب الامريكيين في مجلسي الشيوخ والنواب بالمصادقة على المعاهدة الجديدة، التى وصفتها بالخطوة المهمة في طريق تعزيز الامن القومي الامريكي. واضافت كلينتون "يمكننا منذ بدء سريان مفعول هذه المعاهدة اجراء اعمال التفتيش للترسانات الروسية". كما اشارت الوزيرة الى ان المصادقة على الوثيقة تعتبر عنصرا جديدا مهما في التعاون الثنائي من شأنه ان يدعم مسيرة اعادة تشغيل العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وأن تسهم في تطوير التعاون في مجالات مختلفة.
واضافت كلينتون انها تعول على العمل المشترك مع الشركاء الروس كي تصادق روسيا بدورها على هذه الوثيقة وتصبح قيد التنفيذ.
وتعليقا على هذا الموضوع قالت روز غيوتيمولر مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية للصحفيين ان واشنطن تعول على ان يبدأ سريان مفعول المعاهدة في مطلع الربيع المقبل.
هذا وحظيت مصادقة الجانب الامريكي على "ستارت - 2" بترحيب دولي واسع، حيث اعلنت كل من الامم المتحدة واليابان والمانيا وكندا وغيرها من الدول عن اعتقادها بان هذه الخطوة ستجعل العالم اكثر امنا واستقرارا.
وجاء في بيان صدر عن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان مصادقة الكونغرس على الوثيقة تعطي اشارة واضحة تدل على تأييد (الجانب الامريكي) للحظر النووي ونزع الاسلحة النووية". واعرب بان كي مون عن امله "بان تتيح هذه المعاهدة استمرار النهج الرامي الى تعزيز نظام الحظر النووي والذي ظهر في السنوات الاخيرة بفضل الجهود المضنية للاسرة الدولية". وحث بان كي مون كلا من موسكو وواشنطن الى مواصلة تقليص ترساناتهما النووية.
بدوره اعلن الاتحاد الاوروبي على لسان المفوضة العليا للسياسة الخارجية كاثرين اشتون عن ترحيبه بهذه الخطوة، وحث روسيا على تبني قرار مماثل. وجاء في بيان صادر عن اشتون الخميس "انتظر مصادقة البرلمان الروسي على هذه الوثيقة، مما سيتيح للبلدين تعزيز الامن الدولي عن طريق تقليص عدد الرؤوس النووية المنشورة ومنظومات نقلها، بالاضافة الى اقامة نظام الرقابة على تطبيق المعاهدة بمراعاة مصالح الدولتين". وشددت اشتون ان معاهدة "ستارت - 2" ستسهم في دعم نظام المراقبة على الاسلحة والحد من انتشار الاسلحة النووية.
المصدر: وكالات