بوغدانوف لـ"روسيا اليوم": حل الأزمة السورية سياسي وعبر الحوار
قال ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" إن تسوية الأزمة السورية يجب أن تكون سياسية، محذرا من أن استمرار العمليات العسكرية أمر مدمر بالنسبة إلى سورية والشعب السوري ولذلك يجب، ومن دون تأجيل، نقل المواجهة العسكرية إلى مسار العملية السياسية.
قال ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" إن تسوية الأزمة السورية يجب أن تكون سياسية، محذرا من أن استمرار العمليات العسكرية أمر مدمر بالنسبة إلى سورية والشعب السوري ولذلك يجب، ومن دون تأجيل، نقل المواجهة العسكرية إلى مسار العملية السياسية.
وفيما يلي نص المقابلة:
س- سيدبوغدانوف.. مؤخرا، زار وفد من هيئة التنسيق الوطنية السورية موسكو والتقيتمبه.. هل تم التوصل إلى إمكانية جلوس وحوار هذا الطيف من المعارضة السوريةمع القيادة السورية؟
ج- يجب أن أقول إنه خلال الأيام الأخيرة كان في موسكو وفد ذو تمثيل جيد. وأود أن أقول قبل كل شيء إنه أحد المجموعات الرائدة للمعارضة الداخلية السورية وهي هيئة التنسيق الوطنية برئاسة المنسق العام حسن عبد العظيم. وكان هناك عدد كبير من الشخصيات البارزة لهذه الهيئة بمن فهم هيثم مناع وهو رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية في الخارج.. في نظرنا كان الحديث مفيدا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأجرينا مشاورات معمقة ودقيقة مع وفد هذه المجموعة السورية المعارضة.
في رأينا أنه جرى تبادل وجهات النظر في الوقت المناسب، وقد أظهر هذا التبادل الكثير من نقاط التطابق في مواقفنا، وقبل كل شيء أن عملية التسوية يجب أن تكون سياسية فقط لأن استمرار العمليات العسكرية هو ببساطة أمر مدمر بالنسبة إلى سورية والشعب السوري. وتحصد هذه العمليات العسكرية مزيدا من الضحايا وتدمر البنية التحتية واقتصاد البلاد. ولذلك يجب من دون تأجيل نقل هذه المواجهة العسكرية إلى مسار العملية السياسية.
والعملية السياسية التي اتفقنا عليها من حيث المبدأ مع هذا الوفد يجب أن تستند إلى وثيقة جنيف التي جرى الاتفاق عليها بالإجماع من قبل جميع اللاعبين الخارجيين الرئيسيين بما في ذلك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وجامعة الدول العربية وتركيا وبالطبع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
في رأينا هناك إمكانية لبناء عملية سياسية.. واتفق معنا محاورونا من هذه الهيئة السورية المعارضة. وهذه العملية السياسية كما تعرفون تطرح إجراء مفاوضات وحوار بين ممثلي الحكومة الحالية في دمشق وممثلي المجموعات المعارضة. والجميع يتفق مع ذلك. وهناك شيء آخر.. هذا الوفد كان يصر على أنه لإطلاق هذه المفاوضات والاتصالات يجب أن تنشئ ظروف معينة وهي وقف العمليات العسكرية ووقف العنف من أي جهة كانت وبالطبع إطلاق سراح المعتقلين السياسيين. ويوجد في صفوفهم مؤيدون لهذه الهيئة المعارضة. هذا باختصار موقفنا.
س- موسكو كانت قد دعت إلى ضرورة عقد اجتماع مع مجموعة العمل الخاصة بسورية بشكل سريع. هل هناك توافق حول مثل هذا الاجتماع؟
أنتم تعرفون أنني رافقت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جنيف. الوزراء غادروا الاجتماع بعد توصلهم إلى اتفاق بالإجماع على هذه الوثيقة.. كان هناك توافق مع بان كي مون وكوفي عنان الذي كان آنذاك المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية. وكان جميع المشاركين في اجتماع جنيف متفقين على أن هذا الاجتماع لمجموعة العمل هو الأول وليس الأخير وسيتواصل وأننا سنعمل في إطار هذه الصيغة في المستقبل. وننطلق من أن مجموعة العمل هذه لها تمثيل واسع النطاق إذ تمثل تقريبا كل أعضاء المجتمع الدولي ومباشرة تلك الدول والمنظمات. وأنا أقصد هنا الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية التي لديها بالطبع اهتمام مباشر في تسوية الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن. لذلك ننطلق من أن مجموعة العمل هذه يجب عليها أن تعمل وتنشط، وندعو دائما إلى ضرورة عقد اجتماع ثان من أجل مراقبة لماذا لم ترّ تلك الوثيقة النور والتي اتفق عليها الجميع في جنيف.
في هذا الصدد يمكنني أن أقول إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أجرى في القاهرة منذ وقت ليس بالبعيد حديثا مفصلا جدا مع المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، وشارك فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.. وجرى التأكيد أيضا أنه ليس هناك بديل لبيان جنيف وصيغة عملنا المشتركة في إطار مجموعة العمل كما لم يبدع أحد أي بديل.
لذلك نعتقد أن هذه المجموعة يجب أن تعمل بالفعل وتجتمع من جديد من أجل بحث الوضع مع تطبيق الاتفاقيات على الأرض والتي تم التوصل إليها في جنيف والخطوات التي يجب القيام بها في المستقبل.
س- الأخضر الإبراهيمي في تقريره الأخيرأمام مجلس الأمن طالب هذا المجلس باتخاذ قرار بشكل سريع للتوصل إلى حلللأزمة السورية.. وفق رؤيتكم هل هناك إمكانية للتوصل إلى مثل هذا التوافقالدولي؟
ج- نحن على اتصال دائم بالأخضر الإبراهيمي وجميع الأطراف ذات الاهتمام المشترك. وأنتم تعرفون أننا مؤخرا أجرينا مشاورات خاصة حول الشأن السوري مع شركائنا الأتراك.. وستستضيف مدينة اسطنبول خلال الأيام القليلة المقبلة القمة الروسية - التركية. وبالطبع نناقش جميع هذه القضايا ليس مع الأتراك فقط بل ومع الأمريكيين والأوروبيين والعرب. وأنتم تعرفون أنه عقدت مؤخرا في الرياض الدورة الثانية المهمة جدا للحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربية إذ جرى تخصيص الكثير من الوقت والاهتمام للملف السوري. ونحن أكدنا فورا بعد اجتماع جنيف أنه إذا كانت هناك حاجة لإضافة وزن سياسي ما لهذه الوثيقة فنحن دعونا إلى وضع بيان جنيف بشكل فوري ومن دون تأجيل في صيغة قرار لمجلس الأمن من دون إنقاص أو إضافة أو سحب أي شيء. نحن اقترحنا هذا، ولا يزال هذا الاقتراح قائما. وإذا كانت هناك ضرورة واهتمام نحن مستعدون للعمل.